شهدت فترتا الانتقالات الشتوية الأخيرة والصيفية الحالية نشاطا لافتا للأندية السعودية، تمثل في تصدير محترفيها غير السعوديين إلى أندية خارجية تنشط في منافسات كروية في أربع قارات، وإن لم يكن هذا التوجه بالجديد بالنسبة لها، إلا أن سوق الانتقالات «العكسية» كانت الأعلى رقميا والأكثر حركة منذ إقرار عودة اللاعبين الأجانب للمرة الثانية. يمددون إقامتهم استهلت أندية دوري جميل الموسم الماضي بقائمة عريضة من الاستقطابات الأجنبية، تضاعفت في منتصفه مع فتح باب الانتقالات الشتوية، نتيجة الاستغناء عن خدمات عدد منهم والتعاقد مع بدلاء لهم، وهو ما تكرر في نهاية الموسم وبشكل أوسع حتى وصل عددهم إجمالا إلى 69، بيد أن أسباب التخلي عنهم تفاوتت غالبا بين قناعات فنية وأخرى مادية أو لعدم التوافق مع الأجواء الجديدة، وفي وقت جددت الأندية بقاء 14 محترفا فقط لموسم جديد، إضافة لثلاثة آخرين برازيليين، هم «جادسون سانتوس» و»بيسمارك» و»الفيس» فضلوا خوض تجربة جديدة مع الخليج والقادسية والرائد على التوالي. خفض الخسائر نجح مسؤولو الأندية في تعويض أو خفض خسائرهم المادية جراء تلك التعاقدات بنقل خدمات محترفيهم الأجانب إلى وجهات جديدة، سواء بنظام الإعارة أو بيع عقدهم، ورغم إخفاقهم في تسويق بعضهم وبالتالي اضطرار تلك الأندية إلى فسخ التعاقد معهم أو الإبقاء عليهم مرغمين لفترة معينة وتكبد تكلفة ذلك ماديا. جميل في 4 قارات تضمنت قائمة الوجهات الجديدة ل46 محترفا سابقا في دوري جميل دولا تحمل كرتها ومسابقاتها تاريخا عريقا في قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية، لعل أبرزها «البوندسليجا» الألماني والدوري الهولندي الممتاز و»البريميرا ليجا» البرتغالي و»السري إيه» البرازيلي والدوري الأورجوياني، مرتدين ألوان أندية شهيرة، من بينها هامبورج الألماني وفلومينيسي وبوتافوجو وكورينثيانس البرازيلية وبينارول وناشيونال عملاقي الأورجواني، وفيما توزع آخرون ما بين أندية قارتي إفريقيا وآسيا، قرر قلة العودة إلى الوطن الأم. مستقبل غامض بقي آخرون دون ناد على الأقل حتى الآن، وأشهرهم الغاني «سولي مونتاري» بتجاربه الناجحة في «الكالشيو» الإيطالي والغيني «خافيير بولبوا» الذي سبق أن ارتدى في بداية مسيرته الاحترافية قميصي فريقين عريقين، هما ريال مدريد الإسباني وبنفيكا البرتغالي، بيد أن مستقبل لاعبين مثل المالي «مايجا»، والبرازيليين «إلتون خوزيه» و»ألميدا» ما زال غامضا حتى الآن مع خروجهم من حسابات أنديتهم للموسم الجديد.