لا يظهر أن هوامير الأندية السعودية وعرابي صفقاتها الباذخة مازالوا قادرين على دغدغة مشاعر أنصارهم، والرقص على أنغام هتافاتهم المتفاخرة بالانتدابات الجديدة التي ينجحون في حسمها في أسواق الانتقالات، إذ أن رياح الأزمة المالية قد عصفت بهم جراء تراكم الديون وارتفاع سقف الرواتب وتعدد القضايا في المحاكم الرياضية محليا ودوليا، وفيما تغلق اليوم وعند الساعة الثانية عشرة مساء الفترة الشتوية لانتقالات هذا الموسم، تبدو الصورة أكثر وضوحا بالهدوء -غير المألوف- إزاء المزايدات على اللاعبين والسباق إلى حسم الصفقات، لاسيما أن أكثر من اسم بارز دخلوا الفترة الحرة التي يحق لهم التوقيع فيها دون موافقة أنديتهم ولم يحرك أي من هؤلاء ساكنا لحسمها وفق المبالغ الضخمة، على النحو الذي كانوا عليه في الموسم الماضي. وبدا واضحا أن هذه الازمة المالية أجبرت عددا من الأندية على «مر» بعض القرارات، فدفعت بعدد منها للإبقاء على لاعبيها فيما دفعت بأخرى لاستعادة بعض الأسماء التي كانت قد تخلت عنها في الموسم الماضي. وغلبت صفقات الإعارة على غالبية التعاقدات لسببين مهمين أولهما قلة التكلفة المادية وثانيهما لعدم المجازفة والتورط بعقود طويلة الأمد، فيما حضرت بعض الصفقات الاستثمارية للاستفادة من العنصر الخامس الذي يحق للأندية قيده في لجنة الاحتراف بصفته مقيدا لا يحق له المشاركة في البطولات المحلية، وبلغ عدد الصفقات قرابة 25 صفقة حتى الآن بين لاعب محلي وأجنبي. جمود الكبار على غير العادة ورغم عدم الرضا الكامل عن الصفقات الأجنبية، فضلت الأندية الكبيرة التريث في التعاقدات الأجنبية والمحلية، فخلصت إلى الإبقاء على عناصرها وعدم المجازفة في هذا التوقيت القصير والحساس من الموسم، فالهلال والاتحاد حتى اليوم قبل الأخير لم يبرما أي صفقة، فيما كان الشباب أول الأندية التي سارعت لترميم صفوفها وأكثر أندية المقدمة تحركا، فخلال الفترة الماضية أعلن عن التعاقد مع مهاجم فريق وفاق سطيف الجزائري محمد بن يطو لقيادة هجوم الفريق خلال الفترة المقبلة، بديلا عن الفونسو الذي تم قيده كلاعب استثمار، فيما وقع مع صانع الألعاب البرازيلي كاميلو فارياس لتدعيم صفوف الفريق، فيما دعم الفريق صفوفه بلاعب الوسط فهد خليف الذي كان أولى صفقات الشباب هذا الموسم. أما النصر فقد قرر إعادة قيد البرازيلي ماركينيوس مجددا في كشوفاته بديلا لمختار يونس الذي غادر لعدم الاقتناع ببقائه حتى الآن، ولعد التورط في دفع التزامات مالية تزيد الأعباء عليه خاصة مع قناعة كانافارو باللاعب السابق. أما في الأهلي فتسابق إدارته الزمن لحسم صفقات قوية في آخر 24 ساعة حيث إنه وحتى قبل اليوم الأخير وقعت إدارة النادي عقدا رسميا مع لاعب الوحدة ماهر عثمان لاعب وسط فريق الوحدة، ينتقل بموجبه إلى صفوف النادي لمدة ثلاث سنوات ونصف، وشارك عثمان مع فريقه في 10 مباريات خلال الدور الأول من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. عقلانية الوسط في أندية الوسط، سيطر الهدوء على غالبية التعاقدات، إذ أنهت إدارة نادي التعاون وبدعم من قبل المجلس التنفيذي إجراءات التوقيع رسميا مع لاعب نادي النصر ربيع السفياني لتمثيل الفريق الأول، وذلك بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم، حيث حافظت على استقرار الفريق وثباته ولم تجر تغييرات كبيرة عليه. وكشف الفتح عن تحول نوعي في تعاقداته بعد أن وقع مع المحترف المالي مصطفى تراوري بصفته خامس محترف في صفوف الفريق على سبيل الاستثمار، فيما عزز صفوفه بالتعاقد مع الفنزويلي فالكون جيمينيز على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي لتدعيم خط الهجوم، فيما استعار الفيصلي اللاعب مشعل العنزي من نظيره الرائد حتى نهاية الموسم، فيما وقعت الإدارة عقدا مع لاعب خط الوسط البرازيلي أنطونيو أدريانو، ليمثل الفريق الأول لكرة القدم خلال الموسم الجاري، وسبق أن لعب مع أندية جوازيرو وكاسياس وريمو بالدوري البرازيلي وخاض تجربة احتراف مع نادي دايجو الكوري، وتم التوقيع معه ليكون داعما لمنطقة وسط الميدان التي عانى فيها الفريق كثيرا. استنفار في القاع بحثت أندية القاع في جدول الترتيب عن إنقاذ موسمها بصفقات متعددة وكانت الأكثر حراكا في هذه الفترة، ويكاد يكون الرائد أكثر الأندية التي دعمت صفوفها في هذه الفترة حتى قبل اليوم الآخير، إذ وقع على سبيل الإعارة مع لاعبي الهلال عبدالله الشامخ في خط الدفاع ويونس عليوي في الهجوم، فيما وقع مع اللاعب القدساوي صالح العمراني عقدا يقضي بتمثيله الفريق حتى نهاية الموسم على سبيل الإعارة أيضا، وهو صفقة مميزة حيث سبق له تمثيل عدد من منتخبات الشباب والناشئين والأولمبي، فيما وقع مع الغيني إسماعيل بانجورا لقيادة خط الهجوم، حيث يعتبر المهاجم القادم من نانت الفرنسي من الأسماء التي يتوقع أن تشكل إضافة للفريق إضافة إلى تغييرات محتملة في بقية صفقات المحترفين الأجانب. وبحث هجر عن تعزيز بعض صفوفه ببعض الصفقات، حيث استعار مدافع نادي الهلال عبدالله الحافظ حتى نهاية الموسم، فيما تعاقد مع الفلسطيني أشرف نعمان على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي، وتعاقد مع الستغالي أداما فرانسو من فريق فيتوريا سيتوبال البرتغالي، وأنهى صفقاته في فترة الانتقالات الشتوية بالتعاقد مع لاعب الأهلي زكريا سامي بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي، ويلعب سامي في مركز المحور وجاء التوقيع معه بناء على توصية المدير الفني للفريق ستيفان ديمول، بدوره أعلن نادي الوحدة عن تعاقده مع لاعب خط وسط فريق الاتفاق علي الزقعان بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم. أما نجران، فسعى لتحسين بعض المراكز بصفقات خاصة سعيا للخروج من مأزق التراجع الذي أصابه، إذ أعلن عن تعاقده مع البرازيلي ويلتون دي موريس، لقيادة هجوم الفريق الأول لكرة القدم خلال النصف الثاني من الموسم الجاري، ليلتحق بالبرازيليين بيسمارك دو أراجو فيريرا صاحب ال(22 عاما)، وأدريانو ألفيس (31 عاما)، ونجحت الإدارة في التعاقد مع اللاعبين السابقين للنادي الأهلي محسن العيسى ومعتز الموسى ليدعما خط الوسط في الفريق في ما تبقى من منافسات الموسم، بينما تعاقد القادسية مع المهاجم البرازيلي جادسون دوس سانتوس لموسم ونصف، بعد تعاقدها مع مواطنه صانع الألعاب فيتور جونيور بعقد يمتد لموسم ونصف أيضا.