قامت الدنيا ولم تقعد لدينا بعد تصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: إن علينا من الآن مواجهة الإرهاب الإسلامي، وحاولوا أن يجدوا شماعة يلقون باللوم عليها، فقالوا الترجمة، بيد أن "الجملة من خمس كلمات واضحة لا تحتمل اجتهادا خارقا حتى المبتدئ في عالم الترجمة". هذا التصريح الصادم جاء توافقيا مع تقرير جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض الذي جاء فيه "مسؤولو المخابرات الأميركية انتهوا من فحص ال28 ورقة السرية من التقرير الرسمي الخاص بهجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة، وأنها لا تظهر أي دليل على أي دور سعودي"، وهذا يصحح الصورة الذهنية القاتمة القديمة لبلدنا المملكة العربية السعودية في بلاد الغرب والشرق، وأن المملكة من الدول التي عانت طويلا من ويلات الإرهاب الظالمة وأيادي السفك والتخريب والدمار. بين تصريح فرانسوا هولاند وتقرير جونت إيرنست ثمة خلط بين الأوراق والمفاهيم والربط بين الآراء العاطفية والعقلانية، فموجة الغضب الغربي تجاه كل ما هو عربي ومسلم موجة كارهة حاقدة تقودها عاطفة انتقام حانق.. ووفقا لتقرير جونت إيرنست تقرير "البراءة" للسعودية و"الإدانة" لإيران حاضنة ما يسمونه "الإرهاب الإسلامي"، والإسلام بتعاليمه وتشريعاته وكتابه بريء من هذه الاتهامات التي تحاول أن تلصق كل إرهاب أو إجرام به، وهو دين السلام والحضارة والهدى لكل العالم. نجحت إيران المدانة عالميا زمنا طويلا في لوي أعناق الحقيقة تجاه كل إرهاب وإلصاقه بالسعودية بحكم أنها دولة الإسلام الحقيقي وبلد الحرمين الشريفين وأرض الرسالة المحمدية الهادية المهدية لكافة الظلام في العالم، فكيف يكون ذلك الإغواء وتشويهه بهذه الطريقة القبيحة؟! إيران التي حاربت السعودية على كافة الأصعدة حرب الوكالة في كل شيء حتى أضحت اليوم أمام المحاكمة العالمية بقضايا الإرهاب وتمويله فهي المدانة الأولى بعمليات ال11 من سبتمبر كونها الأم الحانية لأكبر قيادات تنظيم القاعدة الذين تجاوزوا ال500 قيادي، وهي المطبعة للحوثيين في اليمن، والداعمة لوجستيا لحزب الله، والمطبَّعة مع تنظيم داعش الإجرامي، كل هذه المنظمات الإرهابية وغير الإنسانية التي عصفت بالعالم، وبدأت تكبر وتكبر حتى باتت وحشا يهدد العالم بأسره، لم يكن لها أن تقوم أو ترى النور لولا وجود أمٍّ وإن كانت شرعية أو غير شرعية تغري تلك المنظمات وتصدر دمويتها وإجرامها تصديرا آثما كان دليلا وبرهانا عليها يدينها أمام العالم.