قدر مختصون طبيون تعرض 25% من الأدوية التي تستوردها المنشآت الصحية للهدر والتلف، فيما أكد عضو الجمعية الصيدلية السعودية الدكتور صبحي الحداد وجود الهدر الدوائي، بدلالة لجوء وزارة الصحة إلى إتلاف الأدوية الفائضة، مبينا أن قيمة واردات الأدوية خلال الفترة بين 2006 و2015 بلغت 146.7 مليار ريال، منها 22.14 مليار ريال خلال العام الماضي. مسببات الهدر الدوائي سوء التخطيط والإدارة عدم تحديد ميزانية سنوية استيراد أدوية بتاريخ صلاحية قريب عدم محاسبة المسؤولين عن الهدر تفقد السعودية 25% من أدويتها المستوردة هدرا وإتلافا جراء عدم الاستفادة منها، حسبما أكده مختصون طبيون في ظل تخصيص ميزانيات ضخمة لها قبيل بداية كل عام. وكشف عضو الجمعية الصيدلية السعودية الدكتور صبحي الحداد ل"الوطن" أن هناك هدرا دوائيا، والدليل لجوء وزارة الصحة إلى إتلاف الأدوية الفائضة. وأضاف أنه وفقا لبيانات مصلحة الجمارك بلغت قيمة واردات المملكة من الأدوية في الفترة بين 2006 و2015 نحو 146.72 مليار ريال، منها 22.14 مليار ريال خلال عام 2015، فيما شكلت واردات المملكة من الأدوية خلال العام الماضي نحو 3.4% من إجمالي الواردات خلال العام نفسه. خفض ميزانية الدواء أكد الدكتور الحداد أن وزارة الصحة قامت في وقت سابق من هذا العام بتخفيض ميزانية الأدوية والمستلزمات الطبية بنسبة 50%، ويتضمن القرار إلغاء 30% من بنود جميع المنافسات مع الموردين، والتي تقل عقودها عن 100 مليون ريال، باستثناء منافسات الأمصال واللقاحات. هدر الأدوية يؤكد أستاذ الصيدلة السابق في كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود بالرياض، هشام أبو عودة ل"الوطن" أن هناك دراسة سعودية نشرت في مجلة أميركية أجريت عام 2003 عن الهدر الدوائي، أظهرت أن مئات الملايين من الدولارات يتم هدرها سنويا، مؤكدا أن الأمور تفاقمت أكثر خلال هذه المدة بسبب زيادة الاستهلاك الدوائي والنمو السكاني. انتهاء الصلاحية لعبة الشركات يوضح أبوعودة أن تاريخ انتهاء الصلاحية لا يعني فساد الدواء، ويعتبر ذلك لعبة تقدم عليها شركات الأدوية، باستثناء بعض الأدوية المعينة مثل "نيتروجليسرين" وهو موسع للأوعية الدموية، و"تتراسيكلين" وهو نوع من المضادات، وهناك دراسة أجرتها وزارة الدفاع الأميركية على 450 دواء وجدت لديها مخزونة ومنتهية الصلاحية لأكثر من 10 أعوام، وبعد تحليلها وجد أنها لا تزال تحتفظ بأكثر من 90% من مكوناتها، وذلك بسبب ظروف التخزين الملائمة. نسبة كبيرة يلفت أبو عودة إلى أن نسب الدواء المهدر لا تقل عن 25% في المملكة ويلقى بها في القمامة، متهما العاملين في القطاع الصحي بأنهم السبب وراء هذا الهدر لسهولة حصولهم عليها بكميات تزيد على حاجتهم، والكثير منها ينتهي الأمر به في القمامة، وهذه نتيجة بحثية وليست مجرد ملاحظة عابرة، حسب تصريحاته. تجارة مزيفة يشير أستاذ الصيدلة الإكلينيكية بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود صالح باوزير ل"الوطن" إلى أن تحديد صلاحية الدواء تمنح بناء على دراسات الثباتية للدواء وتقيم من قبل هيئة الغذاء والدواء، وبالرغم من صلاحية بعض الأدوية إلا أن نسبة المواد المتكسرة تكون قد تجاوزت الحد المسموح بها، وهي سبب الأضرار، لذا يجب أن تعامل صلاحية الأدوية بصورة علمية ويؤخذ في عين الاعتبار سلامة المرضى، بحيث لا تجب المتاجرة بهذه الأدوية. التبريد بمكيف صحراوي يوضح الصيدلي الإكلينيكي الدكتور عبدالعزيز صديقي أنه اكتشف خلال جولة ميدانية في مستودعات ومخازن ووسائل النقل التابعة لوزارة الصحة، كميات كبيرة من الأدوية وتعتبر منتهية ومتحللة بسبب درجة الحرارة البالغة 50 درجة مئوية. وأضاف أنه في إحدى الجولات بمحافظة شرورة، جنوب المملكة، وجد أن الإنسولين يبرد بواسطة مكيف صحراوي شبه عاطل، مؤكدا أنها لو كانت ظروف التخزين لدينا مثل الجيش الأميركي فسيكون وضع الدواء أفضل. دواؤنا أمانة قام أحد الإعلاميين المهتمين بالشأن الصحي، ويدعى عبدالله فلاح العتيبي أخيرا، بإنشاء مبادرة بعنوان "دواؤنا أمانة" تهدف إلى حفظ نعمة الدواء من الهدر، وذلك عن طريق التبرع بالدواء الفائض للمحتاجين بطرق صحيحة عبر توجيه المتبرع للأماكن التي تقبل الدواء الفائض، وتوعية المجتمع بالتخلص من الأدوية التالفة بطرق سليمة لا تضر البيئة. وتوجد معرفات لهذه المبادرة موجودة على بعض مواقع التواصل مثل "تويتر" و"إنستجرام". أسباب هدر وإتلاف الدواء سوء التخطيط والإدارة سوء الطلب وعدم معرفة الاحتياج الفعلي عدم تحديد الميزانية السنوية غياب سجلات وملفات محددة للمرضى استيراد أدوية أو شراؤها بتاريخ صلاحية قريب سوء التعامل مع حفظ وتخزين الأدوية عدم نشر واتباع أسس علمية للتخزين عدم محاسبة المسؤول عند إعداد المناقصات السنوية عن مصير وكميات الأدوية المهدرة سوء النقل ارتفاع درجات الحرارة