نفت السلطات الفرنسية أن تكون قد بدأت حملة لاستهداف المسلمين، على خلفية الأعمال الإرهابية التي ضربتها خلال الفترة الماضية، وأكدت أن ما قامت به وزارة الداخلية أخيرا من إغلاق 20 مسجدا وطرد 80 من الأئمة، كان بسبب انتهاجهم "خطابا دينيا متطرفا ومعاديا لقيم الجمهورية"، وأكد وزير الداخلية، برنار كازنوف، لدى لقائه مسؤولين من المجلس الفرنسي للدين الإسلامي، على الاستمرار في سياسة استبعاد الأئمة المتطرفين، وإغلاق المساجد التي تؤوي الإرهابيين، وقال "لا مكان في فرنسا للمساجد الداعية إلى الكراهية". من جانبه، تعهد رئيس المجلس، أنور كبيبش، بالعمل على تأهيل الأئمة والتصدي لدعوات الجهاد عبر الإنترنت، داعيا الأئمة والدعاة إلى متابعة التدريب الذي تعتزم السلطات الفرنسية بدأه. وحسب تقرير لجنة مجلس الشيوخ، فإنه لا يمكن منع تمويل بناء المساجد من الخارج، لكن يجب معرفة من يمول الدعاية المضادة التي تصب في إطار التطرف الديني في أماكن العبادة، فيما تلاحظ عملية نشر التطرف خارج المساجد أيضا، في السجون وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. وأوضح كبيبش أن المجلس يعتزم من جهته وضع "خطاب مضاد" للتطرف على الشبكات الاجتماعية، وأنه "سيتم الإعلان عن ذلك مع العودة المدرسية" المقررة في فرنسا، الشهر المقبل. وعقب الأحداث الإرهابية الأخيرة، شدّد ممثلو الديانات في فرنسا خلال لقائهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه على ضرورة الوحدة، وطالبوا بتعزيز الإجراءات الأمنية لأماكن العبادة في البلاد. وحرصا على مواجهة مستجدات الخطاب الديني، أعلنت فرنسا في أكتوبر الماضي افتتاح "مؤسسة الإسلام في فرنسا"، للعمل على مراقبة مصداقية الخطاب الديني وتناقض ممارسات كثيرين مع مبادئ الجمهورية. منع التجمعات يتواصل في فرنسا الإعلان عن إلغاء المهرجانات والاحتفالات والتظاهرات الثقافية في كل مناطق فرنسا، لأسباب أمنية، خاصة بعد اعتداء 14 يوليو الذي أوقع 84 قتيلا وتبناه تنظيم داعش الإرهابي في نيس، إذ قامت مدن جنوب شرق فرنسا بإلغاء الاحتفالات والفعاليات المقررة خلال الشهر الجاري، على غرار مرسيليا التي منعت ألعابها النارية في العيد الوطني، وأعلنت البلدية إلغاء الاستعراض الجوي المقرر في 13 أغسطس، إذ كان يتوقع قدوم مئة ألف زائر. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، إن عمليات الإلغاء تأتي بسبب ظروف قاهرة مرتبطة "بوضع الحرب" في مواجهة الإرهاب، وقال "يتوجب على كل شخص أن يدرك أننا في هذا الوضع، وأن ذلك يفرض أحيانا ظروفا قاهرة". إلغاء الاحتفالات ألغت مدينة جراس في الجنوب الشرقي، عروض إحياء عيد الياسمين الذي كان يفترض أن يستضيف أكثر من 5 آلاف زائر، وكذلك ألغت افينيون عرضا مقررا في 25 أغسطس لمناسبة عيد تحرير المدينة، إذ كان يتوقع حضور 30 ألف مشاهد.