أقيمت يوم الثلاثاء الماضي بالنادي الأدبي بالرياض ندوة بعنوان الأدب والمواقع الجغرافية، وضيوف الندوة هم: الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل أستاذ الدراسات العليا بقسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والأستاذ الدكتور ناصر الرشيد الأستاذ بجامعة الملك سعود. وقد افتتح الندوة الدكتور عبدالله الوشمي رئيس النادي الأدبي بالرياض بكلمة رحب فيها بالحضور وضيفي الندوة، وأكد أن هذه الندوة تأتي ضمن الحراك الثقافي العام الذي تشهده بلادنا الغالية، مشيراً إلى التقدم والتطور الحضاري الذي تشهده المملكة العربية السعودية في ظل التوجيهات الحكيمة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، مبيناً أن هذه الندوة ستكون لها نتائج إيجابية نأمل أن تستفيد منها الجهات ذات العلاقة كالهيئة العليا للسياحة. وبعد ذلك قدمت الأستاذ رسماء الشدي المحاضرة، وكانت البداية للدكتور عبدالعزيز الفيصل الذي أكد أن ما يثير عواطف الشعراء الوقوفُ على أطلال الأحبة، فمقدمات القصائد مرتبطة بالأماكن إلى حد كبير، ونحن في الجزيرة العربية نمر بالجبال والكثبان الرملية والدارات والمواضع والبلدان التي ذكرها الشعراء، فنستحضر شعرهم ونستجيب لقول الشاعر ونتأثر به، لأننا نقف موقفه ونتمثل حالته، فالمكان يجمع بيننا وبين الشاعر وإن كان الفاصل الزمني ينأى بالشاعر عنا. لقد تأثر بالأماكن التي ذكرها الشعراء ؛ شعراء ومؤلفون خارج الجزيرة العربية، فنظموا القصائد وسطروا القطع النثرية، فرؤية تلك الأماكن أمنية يتمنون تحقيقها، ولما لم يستطيعوا الوصول إليها جعلوها مادة أدبهم ومصدر إلهامهم. ومُدَوَّناتُهم اليوم تُدْرَسُ كما تدرس الأشعار القديمة. ونحن - أبناء الجزيرة العربية - نقف على تلك الأماكن بأرجلنا وننظر إليها بأعيننا، فواجبنا تسهيلُ الوصول إليها بوصف طرقها والسعي إلى تعبيد تلك الطرق حتى تصبح متاحة للراغب، فالتعريف بها واجب وطني، فهذه بلادنا التي نعرفها كما عرفها القدامى، ثم إن هذه الأماكن إذا عرفت وسلكت طُرُقُها ستصبح مصدر رزق لفئة من الناس، منهم الناقل والمرشد والتاجر، فالسياحة اليوم مصدر للدخل في كثير من بلدان العالم، وبلادنا -ولله الحمد- تزخر بالأماكن الأثرية والتاريخية، بل إن تلك الأماكن تساعدنا على شرح شعر الشاعر وتدعم المحقق في الوصول إلى الحقيقة في نسبة الشعر إلى الشاعر أو نفيه. إن معرفة بلدان القبائل القديمة تساعد المحقق للشعر والدارس له في الوصول إلى ما يريد في نسبة الشعر وشرحه، وأشير إلى أماكن عدد من الشعراء: فامرؤ القيس عاش في القصيم، وطرفة بن العبد عاش في يبرين، وزهير عاش في الحاجر بجوار عقلة الصقور، ولبيد بن ربيعة العامري عاش في عالية نجد الجنوبية، وقد انتقل في آخر عمره إلى العراق حيث استقر في الكوفة، وعنترة بن شداد عاش في الجواء شمالي القصيم، وعمرو بن كلثوم عاش في شمالي اليمامة في العتك وأوديته، والحارث بن حلزة اليشكري عاش في وسط اليمامة وبالتحديد في بادية ملهم، وعاش الأعشى في منفوحة، وبيته وقبره في المنفوحي في الشمال الشرقي من وسط منفوحة، والنابغة الذبياني عاش في النقرة القريبة من عقلة الصقور، وعبيد بن الأبرص الأسدي عاش في وسط القصيم، والمتلمس الضبعي عاش في قُرَّان المعروفة اليوم بالقرينة في وسط اليمامة، وعاش جرير في صحراء المروت القريبة من أثيفية، وعاش الفرزدق في فلج المعروفة اليوم بحفر الباطن، وأقام الحطيئة في بنبان بجوار الزبرقان بن بدر ثم انتقل إلى الوسيع وأقام في كنف بني أنف الناقة. والأماكن التي ذكرها هؤلاء الشعراء وغيرهم معروفة لدينا، وزيارتها للمجموعات السياحية ممكنة إذا عبدت الطرق أو وضعت مهابط للطائرات. وأذكر شيئاً من تلك الأماكن: فسقْط اللِّوى والدَّخُول وحَوْمل الواردة في قول امرئ القيس: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقْط اللوى بين الدَّخُول فحَوْمل أماكن متقاربة في عالية نجد الجنوبية، فالدَّخُول هضاب حمر في بلاد بني كلاب من عالية نجد الجنوبية، وحومل جبل أسود يقع في الناحية الغربية من هضاب الدَّخُول، وسقْط اللوى رمل بينهما، ومَأْسَل الوارد قول امرئ القيس: كدأبك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل قريب من الدَّخُول، وهو جبل وبه ماء، ويذبل الوارد في قول امرئ القيس: فيا لك من ليل كأنَّ نجومه بكل مُغار الفَتْلِ شُدَّتْ بيَذْبُل جبل في عالية نجد الجنوبية، ويعرف اليوم بصَبْحاء، ودارة جلجل في عالية نجد الجنوبية وهي قريبة من الدَّخُول وقد وردت في قول امرئ القيس: ألا رُبَّ يوم لك منهنَّ صالح ولا سيَّما يومٌ بدارة جُلْجُل ويمكن للمجموعة السياحية أن تخرج من الرياض إلى الدوادمي ثم تتجه جنوباً فتزور صبحاء ومأسل، ثم تواصل سيرها جنوباً فتزور الدَّخُول فسقْط اللوى فحَوْمل ثم تنطلق إلى دارة جلجل. ونقرأ آخر معلقة امرئ القيس فنعجب من سعة معرفة الشاعر للأماكن، فقد شامَ البرق وهو في مقر إقامته بين ضارج والعذيب في القصيم في الناحية الغربية عن بريدة، فتوقع أن يعُمَّ المطر البلاد الواسعة من جبل قطن شمالاً إلى جبل يذبل وتيماء جنوباً، ومن موقعه في القصيم إلى جبل السِّتار الواقع في الغرب من موقعه، فالستار يقع في حمى ضرية، يقول امرؤ القيس: قعدتُ له وصُحبتي بين ضارِج وبين العُذَيْب بعدما مُتأمَّل علا قَطناً بالشَّيْم أيْمَنُ صوْبه وأيسره على الستار فيذبل فأضحى يسح الماء حول كتيفة يَكُبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل ومرَّ على القنان من نفيانه فأنزل منه العُصْم من كل منزل وتيماء لم يترك بها جذعَ نخلة ولا أُجُما إلا مَشيداً بجندل كأنَّ ثَبِيْراً في عرانين وَبْلِه كبيرُ أناس في بجاد مُزَمَّل كأنَّ ذُرى رأس المُجَيمر غَدْوَة من السيل والغُثاء فُلكه مِغْزَل وألقى بصحراء الغَبيط بعاعَه نزول اليماني ذي العياب المُحَمَّل كأنَّ مكاكيَّ الجِواء غُديَّة صُبِحْنَ سُلافاً من رحيق مُفلفل فالأماكن الواردة في الأبيات جُلُّها في القصيم أو قريبة منه، فكتيفة جبل في حمى ضرية قريب من الستار، والقنان جبل في الشمال الغربي من القصيم، وتيماء بجوار الشَّعْراء في كبد نجد، وثبير جبل في الشمال الغربي من نجد، وورد (أبان) في رواية أخرى، والمجيمر جبل قريب من طمية وصحراء الغبيط في الناحية الجنوبية الغربية من القصيم. فهذه الأماكن يمكن أن تزورها المجموعة السياحية في يوم أو يومين. ويذكر طرفة (ضرغد) في قوله: فذرني وخُلْقي إنني لك شاكرٌ ولو حلَّ بيتي نائياً عند ضرغد وضرغد قرية في منطقة حائل قريبة من بلدة الحائط المعروفة قديماً بفدك وتنطق اليوم ضرغط، والقرية من ضمن محافظة الغزالة والوصول إليها عن طريق مدينة حائل. ويذكر عمرو بن كلثوم جبال اليمامة في قوله: وأعرضت اليمامة واشمخرت كأسياف بأيدي مُصْلِتِينا وجبل خزار: ونحن غداة أوقِد في خزار رفدنا فوق رفد الرافدينا ولبيد بن ربيعة العامري يذكر بلدة (فيد) في قوله: مُرِّيَّةٌ حلَّتْ بفيد وجاورت أهل الحجاز فأين منك مرامها ونجد الجواء في قول عنترة: يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي وقوله: وتحلُّ عَبلةُ بالجواء وأهلُنا بالحزن فالصَّمَّان فالمُتثلَّم ويذكر الأعشى نمار: قالوا نمار فبطن الخال جادهما فالعسجدية فالأبلاء فالرِّجَلُ فالعسجدية في السلي والأبلاء واحدها أبلى وهي قريبة من قران، والرجل مواضع في اليمامة. ويقول المتلمس الضبعي: فهذا أوان العرض جُنَّ ذبابه زنابيره والأزرق المتلمس وبذكر الحطيئة بنبان في قوله: مقيمٌ على بنبان يمنع ماءه وماء وشيع ماء عطشان مُرْمِل سبب حرب البسوس أن جساساً قتل كليباً في حمى كليب الذي عرف في العصر الإسلامي بحمى ضرية. مسرح حروب البسوس ما بين سفوح النير الشرقية إلى حمى كليب وما يتصل به جنوباً شرقياً من بلاد مَنْعِج المعروفة الآن بدخنة وجبل خزار وجبل سُواج وجبل طِخْفَة، وقد شهدت الذنائب وهي في غربي حمى ضربة وواردات وهي في غربي القصيم المجاور لحمى ضرية معارك قاسية بين بكر وتغلب، يقول مهلهل بن ربيعة أخو كليب: فإن يك بالذنائب طال ليلى فقد أبكي من الليل القصير وإني قد تركتُ بواردات بُجَيْراً في دم مثل العِبَير فالذنائب موضع في حمى ضرية، وواردات موضع في غربي القصيم، قريب من حمى ضرية. سبب حرب داحس والغبراء السابق الذي جرى بين فرس الغبراء لحذيفة بن بدر الغزاري وداحس جواد قيس بن زهير العبسي، وقد سبق داحس لقيس بن زهير فصده عن الغاية غلمان حذيفة بن بدر فاشتعلت الحرب بين عبس وذبيان. مسرح الحرب أرض الشَّرَبَّة بين النقرة وجبل قطن، وموقعه الهباءة من أهم المعارك التي جرت بين عبس وذبيان، وموقع هذه المعركة في الشربة بالقرب من النقرة، وقد قال عمرو بن الأسلع العبسي أحد فرسان معركة الهباءة: إن السماء وإن الأرض شاهدةٌ والله يشهد والإنسان والبلدُ أني جزيت بني بدر بسعيهم على الهباءة قتلاً ما له قَوَدُ كما التقينا على أرجاء جمَّتها والمشرفية في أيماننا تقِدُ علوته بحسام ثم قلت له خذها إليك فأنت السيد الصمد ويقول الحارث بن زهير العبسي: تركت على الهباءة غير فخر حذيفة حوله قِصَدُ العوالي وبعد ذلك ذكر د. الفيصل إمكانية زيارة المجموعات السياحية لهذه الأماكن وذكرها على النحو التالي: 1 - مجموعة تنطلق من الرياض فتزور منفوحة بما في ذلك منزل الأعشى في المنفوحي وتزور وادي نمار الوارد في شعر الأعشى، وتزور بنبان مكان إقامة الحطيئة عند الزبرقان ابن بدر، وتزور الوسيع مكان إقامة الحطيئة عند بني أنف الناقة، وتزور القرينة بلد الشاعر المتلمس، وتزور ملهم بلد الحارث ابن حلزة اليشكري، وتزور أراط بلد عمرو بن كلثوم، وتزور شماريخ اليمامة التي قال فيها عمرو بن كلثوم: وأعرضت اليمامة واشمخرت كأسياف بأيدي مصلتينا 2 - مجموعة تخرج من بريدة فتزور مكان إقامة امرئ القيس بجوار الشقة (بين ضارج والعذيب) وبلد عنترة العبسي الجواء ومسارح حرب داحس والغبراء في الشربة بين النقرة وقطن، فتقف على الهباءة التي قتل فيها حذيفة بن بدر الغزاري. 3 - وتخرج هذه المجموعة في يوم آخر فتتجه إلى الجنوب الغربي من القصيم فتزور جبل خزاز ومسارح حرب البسوس في حمى ضرية وما جاوره فتزور الذنائب في غربي ضرية وواردات في شرقي ضرية وتشاهد طخفة وسواج ومنعج (دخنة). 4 - وتخرج مجموعة من الدوادمي فتزور تيماء بجوار الشعراء ومأسل ويذبل ثم تواصل سيرها جنوباً فتزور الدَّخُول فسقْط اللوى فحَوْمل ثم تنطلق إلى دارة جلجل. 5 - وإذا كانت هيئة السياحة عازمة على الاستفادة سياحياً من هذه المواقع وغيرها، فلابد لها من رصدها على أجهزة رصد المواقع قبل بدء الرحلات إليها. 6 - وتخرج مجموعة سياحية من مدينة حائل فتزور (ضرغد) (ضرغط) و(فدك) المعروفة اليوم بالحائط، وفيد. بعد ذلك انتقل الحديث للدكتور ناصر الرشيد الذي استهل كلامه بالإشارة إلى أهمية الآثار والمواقع الإسلامية وأنها تمثل موروثاً حضارياً ثَرّاً للمسلمين بما تحويه من دلالات تاريخية مثل طريق الهجرة وغيره من الأماكن الأثرية الأخرى المرتبطة بالتاريخ الإسلامي. كما أشار إلى أن البعض قد يحسن مساءلة الآثار ومحاكاتها، والبعض الآخر من الزوار والرعاة قد يدمّرون هذه الآثار وهم لا يشعرون، وأنا أذكر في إحدى رحلاتي أني شاهدت راعياً قد جعل إحدى الأحجار الأثرية التي تحوي نقوشاً موغلة في القِدم أثافي يشعل فيها النار، ولكن هذا الراعي لم يدرك أهميتها مع الأسف الشديد وتلام في ذلك الجهات المعنية بالحفاظ على هذه الآثار. كما تحدث الدكتور الرشيد عن أنواع الآثار وقسّمها إلى ثلاثة أقسام وهي الدارسة والمنطمرة والباقية، مبيناً أن لكل نوع من هذه الأنواع خصائص تختلف عن الأخرى، وأن الشعر العربي هو عبارة عن آثار وبالأخص الجاهلية والإسلامية والأموية، حيث يحتوي على العديد من المواقع الجغرافية، حتى إن النقاد جعلوا من لا يقف على هذه الآثار قد كسر عمود الشعر، ولهذا فالشاعر العربي عندما تناول هذه الأمكنة في شعره تناوله لأنه يمثل رمزاً وتاريخاً وحنيناً إليه ولهذا هل يحس أحدنا بها الآن؟! كما تحدث د. الرشيد عن الآثار المنطمرة المنتشرة في أرجاء جزيرة العرب والتي لم يكتشفها الآثاريون إلى الآن ولكن الشعر العربي اكتشفها لهم، وأذكر أنه في يوم من الأيام كنت مع د. الأنصاري والشايع وعدد من المهتمين في الطائف، فطلبوا مني أن أرحل بهم إلى الأماكن الأثرية، فذهبت بهم إلى سد (سيسح) الذي أنشئ في عهد معاوية بن أبي سفيان وأطلعتهم على النقوش هناك على الحجارة وقد ظهرت بعد أن سكبنا عليها الماء. كما نوّه الدكتور الرشيد عن قضية مهمة وحساسة، وهي أن من كتب في آثار جزيرة العرب هم من خارج الجزيرة، ولهذا حدث عندهم الكثير من الأخطاء عند تحديد هذه الأماكن. وبعد أن انتهى ضيوف الندوة من حديثهم قدمت مديرة الندوة الأستاذة رسماء الشدي المداخلين، وكانت أول مداخلة للأستاذ الدكتور محمد الربيع وكيل جامعة الإمام للدراسات العليا والبحث العلمي ورئيس النادي الأدبي بالرياض سابقاً ومستشار دارة الملك عبدالعزيز، وقد تحدث أهمية هذه الندوة ليقترح إصدار خريطة سياحية خاصة بهذه الأماكن السياحية التي سردها د. الفيصل في محاضرته، مشيراً إلى أنه خبير بهذه الأماكن وأنه وقف عليها واحداً تلو الآخر فجاء شرحه للمعلقات وافياً مترابطاً مميزاً عن بقية الشروح الأخرى التي ألّفها أساتذة من غير أبناء جزيرة العرب، حيث طالب بتطوير مشروع د. الفيصل عن هذه الأماكن الأثرية. وكانت المداخلة الثانية للدكتور عبدالله الحيدري نائب رئيس النادي الأدبي بالرياض الذي شكر الضيوف على حديثهم عن علاقة الأدب بالآثار، وكما وجّه شكره أيضاً للحضور من المثقفين والمثقفات، مؤكداً أن هذه الندوة تسعى إلى تأكيد التلازم بين الأدب والشعر ولآثار، وأن النادي الأدبي قد وفق في اختار الشخصيات، كما علّق على حديث د. الفيصل وإشارته إلى الشاعر الجاهلي عمر بن كلثوم الذي سكن وادي وراط والعتش القريبة من مسقط رأسه، مبيناً أنّ هذه المعلومة كانت غائبة عنه حتى ذكرها د. الفيصل في معرض حديثه عن مساكن الشعراء، وفي نهاية حديثه قدم شكره للأستاذة رسماء الشدي على إدارتها المتوازنة للمحاضرة. وكانت المداخلة التالية للأستاذ عبدالله الشهيل نائب رئيس النادي الأدبي بالرياض سابقاً الذي تحدث عن الأبعاد الحضارية للتاريخ والآثار وكيف أنها ممكن أن تكون دافعاً قوياً وفعالاً نحو المستقبل بكل مستوياته. بعد ذلك كانت المداخلة للأستاذ بندر بن عثمان الصالح عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الذي شكر ضيوف الندوة والحضور، وطالب وزارة التربية والتعليم بإضافة هذه المواقع الأثرية في مناهج التاريخ في مرحلة التعليم العام، وأضاف أنه يمكن الاستفادة منها في الأقسام المتخصصة في الجامعات أيضاً، واستغرب إهمال وزارة التعليم العالي لخريجي قسمي التاريخ والجغرافيا وعدم ابتعاثهم للدراسة في الخارج ! وأن ذلك يقتل معنوياتهم العالية ورغبتهم في مواصلة دراستهم في الخارج، وليس هناك مبرر لعدم قبولهم في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. من ناحية أخرى طالب الأستاذ بندر الصالح بإقامة مناظرة بين د. عبدالعزيز الفيصل والهيئة العليا للسياحة، لبحث قضية تنشيط المواقع الأثرية والحفاظ عليها من الإهمال وتذليل الصعاب التي قد تعوق دون هذا المشروع، خاصة وأن د. الفيصل قد وقف على كل هذه الأماكن الأثرية شخصياً، وهذا يختصر كثيراً من الأمور على هيئة السياحة. كما تحدث الدكتور يحيى أبو الخير في مداخلته عن أهمية ربط المواقع الأثرية بالأدب وأن ما طرح يعد إضافة كبيرة في هذا المجال منوهاً بضرورة رصد هذه المواقع التي ذكرها د. الفيصل. أما الدكتور حسن الحربي فقد طالب بعرض صور لهذه المواقع الأثرية لتكون الصورة واضحة بشكل أكبر لدى المتلقي.