نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق 21 سجينا سياسيا من أهل السنة، بشكل جماعي، في سجن رجائي شهر، جنوب غرب طهران، هذا الأسبوع، بينما لا يزال 17 سجينا آخرون ينتظرون المصير نفسه. وأقرت طهران للمرة الأولى بتنفيذ أحكام الإعدام الجماعية، وأعلن النائب العام، محمد منتظري، في تصريحات إعلامية، أمس، أن هؤلاء أعدموا الثلاثاء الماضي بدون أن يوضح جنسية أي من المحكومين ولا مكان تنفيذ العقوبة. وكانت السلطات الإيرانية اعتقلت هؤلاء بين عامي 2009 و2011 في محافظة كردستان، وحكم عليهم بالإعدام تحت مزاعم الدعاية ضد النظام والانتماء إلى مجموعات إرهابية، كما اعتقلت آخرين بالتهم نفسها في بلوشستان ومناطق أخرى، بينهم قاصرون تحت سن 18 عاما حين تم اعتقالهم. وقالت المصادر إن إيران تعمل على عزل الحراك الكردي عن حراك الأقليات الأخرى الناشطة من أحوازيين وبلوش وآذاريين، ذلك أن قضية القوميات متعددة ومعقّدة في إيران، بحيث أن التسامح مع المطالب الكردية سيفتح الباب واسعا أمام مطالب القوميات الأخرى. محاصرة السجن قال عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، موسى أفشار، إن مصادر المجلس من داخل إيران، أكدت أن السلطات القضائية اتصلت بذوي المعدومين وأبلغتهم بالحضور إلى إدارة السجن الثلاثاء، لكنهم فوجئوا عند المراجعة بإبلاغ سلطات السجن لهم بخبر تنفيذ الإعدام بأبنائهم، وقال لهم المسؤولون إن عليهم مراجعة الطب العدلي للتعرف على الجثث وتأكيد وفاتهم. وبحسب مصادر المجلس، ما زالت القوات الأمنية الخاصة والشرطة تحاصر السجن من الداخل والخارج، كما قامت بنقل السجناء الآخرين المحكوم عليهم بالإعدام إلى مكان مجهول، وسط مخاوف من تنفيذ الإعدام بحقهم. اتهامات باطلة كشف ناشط إيراني سني كردي يدعى شهرام أحمدي، كان من المحكوم عليهن بالإعدام، في تسجيل مسرب قبل إعدامه، ظروف محاكمته، وأكد أنه حوكم فقط لأنه كردي وسُنّي، ونفى اتهام السلطات له بالإرهاب. وقال في التسجيل الذي بثته مواقع التواصل الاجتماعي إنه حُكم عليه بطريقة غير عادلة، وإن القاضي أبلغه بأنه يحاكم بثلاث تهم هي أنه كردي، وسني، ويعمل ضد النظام، مشيرا إلى أنه لم يسمح له بالدفاع عن نفسه أو توكيل محام، وأن القاضي كان يهين المقدسات طيلة فترة المحاكمة. وأضاف أحمدي أن التهمة التي وجهت ضده هي حمل السلاح، بينما لم يكن معه أي سلاح، ولم تجد السلطات عنده حتى سكينا صغيرة. وقال "لم أفعل شيئا ولم أقتل شخصا. وكل ما قمنا به هو أننا نقول لهم إنكم تهينون مقدساتنا ولغتنا وطقوسنا وشعبنا". وأضاف أن شقيقه أعدم أيضا بناء على اتهامات مماثلة قبل ثلاث سنوات، وكان عمره وقت اعتقاله 18 عاما. استنكار غربي عبرت فرنسا عن استيائها من عمليات الإعدام الجماعي التي أعلنت عنها إيران، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "إن إعدام 21 شخصا يثير استياء فرنسا التي تعارض عقوبة الإعدام غير العادلة وغير الإنسانية وغير الفعالة". وكانت الأممالمتحدة قد أكدت أن إيران نفذت عقوبة الإعدام في حوالي ألف شخص العام الماضي. وقالت منظمة العفو الدولية إن إيران هي البلد الذي ينفذ أكبر عدد من أحكام الإعدام في قاصرين، متهمة طهران باللجوء إلى التعذيب وسوء المعاملة مع الفتية. وأضافت أن إيران من بين الدول التي تعدم أكبر عدد من الأشخاص.