في وقت أكد فيه أحد المختصين، أن السعوديين ينفقون على السياحة الخارجية نحو 200 مليار دولار سنويا، أوضح عضو لجنة السياحة ومدير قطاع السياحة السابق بغرفة جدة إبراهيم بدر، أن برامج تنشيط السياحة الداخلية تحتاج إلى ترويج فعّال، وأن سياح الداخل يشكون عوائق منها: عدم توفر البنية التحتية للسياحة، وقلة عدد المنتجعات السياحية، والارتفاع الجنوني للأسعار بالفنادق والمطاعم والخدمات السياحية، كالملاهي والشواطئ مع ضعف ما تقدمه من فعاليات وأنشطة تهم السائح. ارتفاع الأسعار أكد بدر أن ارتفاع الأسعار بشكل غير معقول بات سمة ظاهرة في السياحة الداخلية، وقد تتقارب مع ما ينفقه السائح بالداخل بما ينفقه خارج المملكة، منوها أن نحو 70% من المواطنين المسافرين للخارج يمتلكون منازل بعدة بلدان عربية وأوربية، وتتصدر إسبانيا امتلاك الشقق السكنية يليها تركيا ومصر والمغرب ودبي، وفي أوروبا يمتلك عدد غير قليل في فرنسا والنمسا، ويستطيع هؤلاء السفر وقتما شاءوا. إهدار للمال كشف رئيس اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية بمجلس الغرف السعودية الدكتور عاصم عرب، عن إهدار غير طبيعي للمال السعودي للراغبين بالتمتع بالإجازات الموسمية والصيفية على مدار العام يقدر ب200 مليار دولار، مشيرا إلى أنه من المفروض أن تجتمع الجهات المعنية بهيئة السياحة واللجان المختصة لوضع دراسة دقيقة للوقوف على أسباب وإصرار السعوديين على السفر والتنزه خارج المملكة. ونوّه إلى أن السياحة ليست برا وجوا فقط، بل يجب أن تتركز المحاور على تكييف الواقع وتجميل صورة الأماكن السعودية، مطالبا من هيئة السياحة واللجان التي بداخل الغرف إجراء استطلاع فوري مع المواطنين، والخروج لفهم حقيقة هرب المواطن بأمواله للتنزه خارج البلد، على أن تبحث عن الخلل ووضع حلول جذرية، ومنها وضع خارطة طريق، ويجب أن يكون بالمملكة تنظيم للربح في قطاع السياحة، ومراقبة حثيثة على المنتجعات الراغبة في الكسب السريع، ومنها التي تتضارب فيها الأسعار، وترتفع في الموسم بشكل جنوني، وتتوافق أسعار تأجير الشاليهات بجدة مع بعض المنتجعات خارج المملكة لذا يعتبرها المواطن فرصة لتغير أجواء البلد بالسفر للخارج. وأضاف عرب أن أحد أسباب ارتفاع أسعار الخدمات السياحية يتمثل في الرغبة في جني الأرباح بشكل سريع، وعدم مراقبة الوضع، وقلة المعروض بالداخل، وضعف الترويج للمتوفر. معوقات السياحة الداخلية توقع مهتمون بالسياحة المحلية، ونتيجة للظروف السياسية العربية والدولية، تزايد أعداد السياح في مصايف المملكة، كشفت مصادر مطلعة ل"الوطن" تراجع أعداد زوار الطائف خلال صيف هذا العام بشكل كبير، وأرجعوا هذا التراجع إلى عدة أسباب منها ارتفاع درجة الحرارة الأمر الذي ثبط السياح عن السفر، وغلاء أسعار السكن والإيواء، وكذلك طول الإجازة الصيفية الأمر الذي أدى ببعض الزوار إلى تأجيل السياحة المحلية إلى الشهر المقبل. ثقافة عالمية أكد رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالطائف الدكتور سامي العبيدي، أنه ينبغي أن تتضافر الجهود لإعداد السياحة الداخلية، مشيرا إلى أن المنافسة بالأسعار للسياحة الخارجية لا زالت تجعل الميزان لصالحها، إضافة إلى أن السفر للخارج هو ثقافة عالمية يمارسها الجميع حتى أهالي أكثر الدول جذبا للسياحة. وعن الأسعار المرتفعة للسياحة الداخلية فهو يرجع لسببين، الأول قصر الموسم الذي يكون ذا عائد للمستثمر في المجال السياحي، ثانيا إن أغلب مقدمي الخدمة السياحية من سكن وخلافه هم أفراد يفتقرون للتخصص ولا يوجد شركات رائدة تقود الارتقاء بالسياحة الداخلية، وتساهم في حلول معوقاتها ولا تزال خدمات النقل للمناطق السياحية قاصرة في تغطية الخدمة، فعلى سبيل المثال يستطيع المواطن السفر مباشرة من حائل إلى القاهرة بينما لا يستطيع السفر من حائل إلى الطائف، إلى جانب أن الخدمات المقدمة للسائح لا زالت بدائية لا ترقى للمنافسة ولا يوجد تسهيلات من الجهات ذات العلاقة للمستثمرين. عدم تنوع البرامج أوضح العبيدي أن برامج الترفيه لا يوجد بها تنوع فجميع مدن الألعاب متشابهة تقريبا، والعروض الفنية والمسرحية متشابهة ومكررة، ولا يوجد هوية لكل منطقة ذات جذب سياحي يميزها، قائلا "لو أخذنا نظرة في هذا الموسم للمصايف بالطائف، وأبها، والباحة، لوجدنا أنها ليست متشابهة فحسب بل متطابقة، ونحتاج إلى ورش عمل متخصصة، وخبرات الآخرين في هذا المجال، وأن يكون هناك شيء مقنع لرؤوس الأموال بالاستثمار في هذا المجال لنستطيع أن نرتقي بالسياحة الداخلية". طول الإجازة بين المرشد السياحي أحمد الجعيد، أن هناك ارتفاعا في نسبة السياحة الداخلية، وذلك يعود لعدة أسباب من أهمها الاستقرار الأمني، وطول الإجازة المدرسية التي ساعدت الأهالي للتخطيط لها وتقسيمها بين السياحة الداخلية والخارجية، وجهود هيئة السياحة في البرامج والفعاليات التي تدعمها وتشرف عليها، ومن المتوقع أن يصل عدد زوار ومصطافي الطائف لنحو 3 ملايين شخص، وذلك لاعتدال الأجواء وطول الإجازة المدرسية. 4 ملايين سائح قال المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالطائف عبدالله السواط "إن نسبة الإشغال في مرافق الإيواء السياحي ليست متدنية بل تصل خلال أيام الأسبوع من 70% إلى 80% وترتفع هذه النسبة في نهاية الأسبوع من 80% إلى 90%"، مشيرا إلى أن من أسباب عدم وصولها إلى النسب التي حققتها في العام الماضي 95% تقريبا يعود إلى عدة أمور منها: ارتفاع عدد مرافق الإيواء السياحي المرخصة إلى الضعف عما كانت عليه قبل عامين، وطول الإجازة الصيفية، ولكن المشاهد للحركة المرورية في الطائف يوميا يجد أن هناك كثافة في عدد السياح في هذا العام، كما أن أجواء الطائف مساعدة على زيادة الجذب السياحي فدرجة الحرارة في الليل لا تتجاوز 26 درجة وفي الهدا والشفا تصل إلى أقل من 20. وبين أن التوقعات تشير إلى تجاوز عدد السياح القادمين إلى الطائف هذا العام إلى نحو 4 ملايين سائح، خاصة بعد زيادة عدد الرحلات من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الطائف. استغلال سياحي أوضح المواطن صالح الزهراني، أن المناطق السياحية لا يوجد بها استثمار يذكر، وإنما هي متروكة لمن لديه القدرة من رجال الأعمال بتشغيل منتزه أو حديقة أو غير ذلك بأسعار فلكية وغير متوقعة، وأصبحت السياحة مصدر استغلال بشكل مبالغ للأسف سواء في مجال الترفيه أو المنتزهات أو حتى ألعاب الأطفال وتذاكر بأسعار كبيرة، فأصبحت السياحة الداخلية منفرة بشكل كبير، ولا غرابة أن ينطلق السائح السعودي إلى الخارج للترفيه حتى وإن كانت وجهاته السياحية غالية نوعا ما إلا أنها وجهة تعد أفضل بكثير من الوجهات الداخلية.