غياب وسائل الترفيه والجذب السياحي عن المدينةالمنورة، أدى إلى لجوء العائلات لوكالات السفر والسياحة للبحث عن أماكن ترفيه خارج البلاد لقضاء أوقات الإجازات، في ظل عدم وجود متنفس لقضاء بعض الوقت بعد الانتهاء من زيارة المسجد النبوي الشريف والمواقع التاريخية بطيبة الطيبة. ويرى مواطنو المدينة أن هناك عددا من المعوقات في طريق السياحة، بالإضافة إلى غياب الجذب السياحي في ظل إغلاق مدن ترفيهية كاملة كانت متنفسا لكثير من العائلات، فيما ظلت المولات هي المتنفس الوحيد الذي لا يفي بغرض استثمار الوقت بالشكل الأمثل، مؤملين أن تضع الجهات المعنية خططا متكاملة لبناء مدن ترفيهية متكاملة تتوفر فيها جميع المقومات السياحية، مشيرين إلى أن أهالي المدينة يبحثون دوما عن وكالات السياحة والسفر لقضاء بعض الوقت في الخارج بحثا عن الترفيه. يقول خالد العقيل إن كثيرا من المواطنين والعائلات في المدينةالمنورة يجدون صعوبة في البحث عن متنفس لهم، خاصة في الإجازات، مضيفا أن أسعار الشقق السكنية والشاليهات في مدينة ينبع على سبيل المثال، تصل إلى 1000 ريال بينما وصلت أسعار الشاليهات إلى ألفي ريال وهي أسعار مرتفعة جدا بل ومبالغ فيها في ظل غياب الرقابة على الأسعار، ويعود ذلك إلى محدودية المنتجعات في الموقع. وأشار العقيل إلى أن العديد من أهالي المدينةالمنورة يقصدون ينبع والرايس خلال فترة الإجازات بحكم قربها من المنطقة، إلا أنهم يصدمون بغلاء أسعار الشقق السكنية والشاليهات، حيث إن غياب الرقابة يزيد من جشع ملاك تلك المواقع. وأضاف: يعمد المستثمرون في المنتجعات السياحية إلى رفع الأسعار خلال فترة الصيف والمناسبات، فيما الأسعار التي يفرضها ملاك الشاليهات لا تتفق مع ذوي الدخل المحدود، ما يدفعهم إلى الهروب من السياحة الداخلية والسفر للبلدان الآسيوية لرخص تكلفة الإقامة في تلك البلدان، مؤكدا أن الجميع يترقبون دورا أكبر للهيئة العامة للسياحة وتحديد قائمة معينة لأسعار الشاليهات تكون ثابتة ومعتمدة وفق بنود محددة حسب الخدمات المتوفرة في الشاليه، ويطلع عليها السائح. من جهته، أكد رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية في المدينةالمنورة وعضو مجلس الإدارة عبدالغني حماد الأنصاري أن قضية الترفيه أزلية في المنطقة، مبديا أسفه من غياب الخارطة السياحية عن المنطقة، إضافة إلى انعدام المتنفسات الترفيهية ما أدى إلى عدد من السلبيات منها ارتفاع أعداد المرضى في المستشفيات -على حد قوله- وإن وجد لا يخرج عن العادات والتقاليد، في حين نحتاج إلى مسرح حقيقي وحدائق متخصصة للفنون وتفعيل دور النادي الأدبي في الإجازة وإقامة أمسيات شعرية رجالية ونسائية، إضافة إلى توفير أندية رياضية متخصصة للنساء وجمعية للثقافة والفنون وبرامج وأنشطة سياحية تشارك فيها الجهات المعنية مع هيئة السياحة لرسم خارطة طريق للترفيه في المنطقة بدلا من الاعتماد على الحلول المؤقتة، لافتا إلى أن المستثمرين يواجهون العديد من العقبات في سبيل إنشاء مدن ترفهية، حيث سبق أن أعلن عن إنشاء شركة متضامنة للترفية في المنطقة ولم يتقدم أي مستثمر للمشروع، في حين تم إلغاء خمس مدن ترفيهية للأطفال خلال الفترة السابقة، مشيرا إلى حاجة المنطقة إلى قرية ترفيهية مكتملة الخدمات، كاشفا أن غرفة المدينة بصدد إنشاء جمعية شبابية للترفيه للاستفادة من طاقاتهم الكامنة. وأكد صالح بن عباس أن هناك بعض المعوقات التي تواجه القطاع السياحي في المدينةالمنورة، مبينا أن هيئة السياحة تعمل مع الشركاء الأساسيين في تنفيذ العديد من الخطط والبرامج السياحية التي تطرح مبادراتها من هيئة السياحة، مضيفا أن هيئة السياحة نظمت العديد من اللقاءات بهدف تعريف المستثمرين في المجال السياحي بجهات الدعم وفرص الاستثمار السياحي، تكريسا لمنهج الشراكة الذي تتبناه الهيئة في علاقتها مع الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق أهداف وتوجهات الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية في المملكة باعتبار السياحة قطاعا منتجا يهدف إلى تحقيق التنوع في الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص وظيفية واعدة للمواطنين، وتحقيق التنمية المتوازنة في دعم التنمية الاقتصادية.