جددت القيادة الفلسطينية عزمها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي، بعد تصاعد البناء بالتزامن مع هدم منازل الفلسطينيين. وطالب كبير المفاوضين، صائب عريقات، المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء بالبيانات اللفظية، ولجم مخططات الاحتلال الاستعمارية التوسعية بشكل عملي، ودعم جهود وتوجه رام الله إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار لإدانة الاستيطان الاستعماري، والتأكيد على عدم شرعيته، وإزالته من أرض دولة فلسطينالمحتلة، بالتزامن مع دعم المبادرات الدولية الساعية لإنهاء الاحتلال. وكانت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس الغربية، أعدت خطة لبناء 770 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة إسرائيلية في القدسالشرقية. ولفتت إلى أن المخطط هو جزء من خطة لبناء 1200 وحدة استيطانية، ويقضي بإقامة هذه الوحدات في مستوطنة "غيلو" بين القدسالشرقية وبيت جالا المحاذية للمدينة. وتقوم طواقم إسرائيلية بعمليات حفر وتجريف استعدادا لوضع البنى التحتية لإقامة هذه الوحدات. جريمة حرب وصف عريقات القرار بأنه جريمة حرب وعدوان متواصل على دولة فلسطين، يحاسب عليها القانون الدولي، وجزء من سياسة التطهير العرقي المنظمة التي تستهدف الوجود الفلسطيني وتقطيع أوصال دولته ووحدتها الجغرافية. وقال "قرار حكومة الاحتلال مواصلة البناء الاستيطاني غير القانوني هو رسالة للمجتمع الدولي، وتذكير بعجزه عن ردع ومساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على انتهاكاتها الممنهجة، وتفوق عنجهية الاستعمار على الإرادة الدولية والمنظومة السياسية والقانونية، والمطلوب الآن إظهار الإرادة في مواجهة هذه الخروقات عمليا. وطلبنا من دولة مصر الشقيقة وأشقاءنا العرب في جولتنا الأخيرة الدعوة العاجلة لاجتماع الرباعية العربية، من أجل تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن لوقف الاستيطان، ولن نتوقف عن مجابهة مشاريع الاحتلال بكل الأدوات الممكنة، وصولا إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتايناهو، ووزير دفاعه، أفيجدور ليبرمان، صادقا أخيرا على بناء 800 وحدة استيطانية في القدس قبل الإعلان عن مخططات لبناء 300 وحدة استيطانية أخرى. وقالت حركة السلام الآن الإسرائيلية، إنه منذ بداية العام الحالي دفعت تل أبيب مخططات لبناء أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية، معظمها في مدينة القدس. اقتحام الأقصى أضافت الحركة "هذه القرارات الاستيطانية هي صفعة في وجه أطراف اللجنة الرباعية، ونتانياهو يوجه رسالة إلى أهم حلفاء إسرائيل بأنه غير معني بالسلام وحل الدولتين، وإنما يركز على بقاء الاحتلال". وكانت حكومة نتانياهو صعَّدت من عمليات هدم المنازل الفلسطينية في القدسالشرقية والمناطق المصنّفة "ج" في الضفة الغربية، بزعم البناء غير المرخص. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "اوتشا" إنه منذ بداية العام الحالي، هدمت سلطات الاحتلال 574 منزلا في المنطقة "ج"، و83 منزلا في القدسالشرقية، مشيرة إلى أن تلك العمليات أدت إلى تهجير 889 فلسطينيا في الضفة الغربية، و91 فلسطينيا في القدسالشرقية. وأنه مقارنة بالعام الماضي، فقد تم تهجير 688 فلسطينيا. إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى بحراسة ومرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية. وتمت الاقتحامات خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد. وتأتي هذه الاقتحامات في وقت تستعد فيه جماعات يهودية متطرفة لتنفيذ عمليات اقتحام واسعة، بمناسبة ما يسميه اليهود ذكرى خراب الهيكل المزعوم.