فيما تمسك وفد الحكومة الشرعية بمهلة الأسبوعين التي حددها المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، خلال جولة المشاورات الحالية، كشفت مصادر مشاركة في المفاوضات أن الوساطة الدولية تفكر في إنهاء الجولة قبل المهلة المحددة، وذلك في ظل تمسك الحوثيين بمقاطعة المباحثات، ورفضها المتكرر للأجندة، واشتراطها البدء بمناقشة تشكيل حكومة ائتلافية. وكان وزير الخارجية اليمني، ورئيس الوفد الحكومي، عبدالملك المخلافي قد نفى في بيان رسمي، أمس، ما أشيع عن الاتجاه لتمديد فترة التفاوض، وأكد أن وفد الشرعية وافق على المشاركة في الجولة، بعد تأكيدات ولد الشيخ بوضع سقف زمني لا يتجاوز أسبوعين، وهو ما أكدت عليه دولة الكويت التي تستضيف المشاورات. مجددا ترحيب الحكومة بما أعلنه نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، بأن بلاده سوف تعتذر عن استضافة المفاوضات إذا تجاوزت السقف الزمني المحدد. تجاوز حدود اللياقة كشف مصدر مشارك ضمن الوفد الحكومي أن المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أعلن تبرمه من الأسلوب الذي يتعامل به الوفد الانقلابي، وميله إلى اختلاق المشكلات ورفض مواصلة التفاوض إلا بالشروط التي حددوها. وقال المصدر إن المبعوث الدولي أسرَّ لبعض معاونيه بأنه يفكر في إنهاء الجولة الحالية قبل انتهاء المهلة، إذا استمر الوضع الحالي. وكان نقاش حاد اندلع بين ولد الشيخ ورئيس وفد الانقلابيين، محمد عبدالسلام، وجَّه فيه الأخير انتقادات حادة لولد الشيخ، واتهمه بالانتهازية والانحياز للوفد الحكومي، مما اعتبر تطاولا غير مقبول بحق الوساطة. ودعا الوسطاء عبدالسلام لسحب كلماته، إلا أنه رفض التجاوب معهم وأصر على كل ما قاله. وأضاف المصدر أن أداء وفد الحوثيين يتصف بالنرفزة والتوتر الشديد، إضافة إلى تعدد الآراء داخل مفاوضيه، وهو ما انعكس على كل محاولة استئناف التفاوض.
استمرار التعنت أكد المخلافي أن الوساطة الدولية بذلت كل ما يمكن من جهد، بدعم كبير من الجار الله الذي يلتقي أعضاء الوفدين بصورة متواصلة، مشيرا إلى أن الحوثيين هم الذين يتعمدون تعطيل التفاوض عبر التراجع المستمر عن كل التعهدات التي يلتزموا بها، وتركيزهم على المشاركة في السلطة، قبل تنفيذ الالتزامات التي تهيئ الأجواء لمناقشة البنود السياسية، وإصرارهم على مواصلة اعتداءاتهم بحق المدنيين. وتابع في تغريدات على حسابه بموقع تويتر "نحن نتمسك بإنهاء المشاورات في موعدها. وأؤكد أننا أمام فرصة أخيرة للسلام، إن أضاعها الانقلابيون تحت اعتقاد أنهم قدموا إلى الكويت للمناورة وإضاعة الوقت فهم واهمون، ضقنا وضاق العالم بهم". وكانت الوساطة الدولية قد بذلت جهودا كبيرة خلال الأيام الماضية، في محاولة لإقناع الانقلابيين باستئناف المفاوضات، والقبول بتنفيذ متطلبات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، بالانسحاب من المدن والمحافظات، وإعادة أسلحة الجيش الحكومي، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، كبادرة حسن نوايا، قبل التطرق لتشكيل الحكومة الائتلافية، إلا أن تلك الجهود قوبلت بتعنت كبير لا زال الانقلابيون يتمسكون به.