أثارت مواقف المرشح دونالد ترامب لنيل بطاقة «الحزب الجمهوري» الى انتخابات الرئاسة الأميركية المزيد من الانتقادات الأوروبية التي ترى انه «شعبوي يميني تمثل آراؤه السياسية تهديداً للسلام والرخاء» في العالم. وفي حين لا يزال ترامب بحاجة إلى تأييد خمس ولايات أميركية لينال ترشيح حزبه، انتقد نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل، توجهات ترامب، قائلاً في مقابلة مع صحيفة "فيلت ام تسونتاغ" نُشرت اليوم (الأحد): «سواء كان دونالد ترامب أو مارين لوبان أو خيرت فيلدرز، كل هؤلاء الشعبويين اليمينيين لا يمثلون تهديداً للسلام والتماسك الاجتماعي فحسب، بل للتنمية الاقتصادية أيضاً». وتُعد تصريحات غابرييل، وهو وزير الاقتصاد وزعيم «الحزب الديموقراطي الاشتراكي»، أوضح دلالة على أن الطبقة الحاكمة في أوروبا تشعر بقلق متزايد حيال الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة. وفي عام 2004، اعتقد الأوروبيون بأن تغطيتهم الإعلامية المعارضة لحرب الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في العراق، ستجعل من الصعب عليه الفوز مجدداً في انتخابات الرئاسة الأميركية، لكن أثر الحملة الإعلامية الأوروبية ضد بوش، جاء معاكساً. فالأميركيون غالباً ما يتكتلون حول رئيسهم عند توجيه انتقادات خارجية حادة لسياسته. لكن وبحسب "بي بي سي"، ليس ضرورياً أن تنطبق هذه المعادلة على ترامب الذي لم يكن يوماً رئيساً، وعليه فإن الانتقادات الخارجية له، ربما تؤثر في المؤسسة القيادية ل"الحزب الجمهوري" الذي يهتم للآراء الخارجية أكثر من الناخب الأميركي. ويعتبر تقرير "بي بي سي" ان الظروف السياسية مخالفة لتلك التي أدت الى إعادة انتخاب بوش، لسبب آخر وهو أن الجيش الأميركي ليس تحت المجهر، كما كان حاصلاً في العراق وأفغانستان عام 2004، عندما اعتبر الأميركيون أن من واجبهم التصويت لرئيسهم الذي يتعرض للانتقاد وجنوده يموتون في الحرب. وإذا كان من الصعب التكهن بتأثير الآراء الأوروبية في الناخب الأميركي لجهة تصويته لترامب، يبدو من الصعب أيضاً أن ينال المرشح الجمهوري الأكثر حظاً "رضا العالم ومحبة زعمائه" بشكل مفاجئ في حال فوزه.