فيما فشلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، مارك إيرولت، إلى لبنان في تحريك المياه الراكدة في ملف رئاسة الجمهورية، قالت مصادر إن إيران هي العائق الأكبر أمام إنهاء الملف الرئاسي في لبنان، وإن أي تغير في موقفها سيكون مقابل الحصول على مكاسب في الملف النووي، ووجودها بسورية والعراق. وأوضح النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة تيار المستقبل، الدكتور عاطف مجدلاني أنه: "بات معروفا أن إيران هي من تعرقل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، وهو ما أكده كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر بأن كل ما يفعله حزب الله مصدره القيادة الإيرانية، مثمنا الجهود الفرنسية المتواصلة لحل الأزمة الرئاسية في لبنان، وحرصها على إبعاد الأخير عما يحدث في المنطقة. وكان عدد من السياسيين اللبنانيين قد أكدوا أنه رغم فشل جهود وزير الخارجية الفرنسي في زيارته الأخيرة للبنان في إنهاء الشغور السياسي، إلا أنهم ما زالوا يعولون على وعد إيرولت بمواصلة مثل هذه الجهود لإنهاء هذا الملف. وقالت تقارير إن دوائر سياسية لبنانية تأمل في أن تبذل باريس جهودها من أجل "سحب لبنان من لعبة الأوعية المتصلة في المنطقة على قاعدة حلول يشعر معها الجميع بأنهم منتصرون، فيتجنب لبنان الخسارة حفاظا على الاستقرار". يأتي ذلك، في وقت واصل رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح مبادرته بعمل سلة حل متكاملة ومناقشتها مطلع الشهر القادم. وتضمنت المبادرة مقترحات بإنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية، والتفاهم على قانون الانتخاب والحكومة الجديدة، فيما ترفض قيادات الرابع عشر من آذار هذه المبادرة لعدم ثقتها في حزب الله ولتمسكها باتفاق الطائف كمحدد وحيد للسياسة اللبنانية. من ناحية ثانية، تحولت أزمة النازحين السوريين في لبنان إلى صداع في رأس السلطات اللبنانية، لا سيما بعدما بث نشطاء صورا على مواقع التواصل الاجتماعي لتوقيف عناصر من شرطة البلديات لعدد من النازحين وإجبار بعضهم على الركوع للتدقيق في مستنداتهم. وكان وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق قد حذر في وقت سابق شرطة البلديات من هذا السلوك، وطالب في تعميم وجهه إلى المحافظين تمهيدا لإبلاغه إلى البلديات بوجوب "إعطاء التعليمات المشددة لأجهزة الشرطة بضرورة التقيد بالقوانين والأنظمة المرعية، وعدم الإساءة في استعمال السلطة الممنوحة لهم عند التعاطي مع المواطنين أو النازحين السوريين"، وذلك "تحت طائلة اتخاذ التدابير المسلكية بحق المسيئين والمقصرين منهم".