في الوقت الذي أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن إسقاط صاروخ حوثي أطلق على مدينة أبها صباح أمس، دون وقوع أضرار، أكد مثقفون يمنيون أن جماعة الحوثيين الانقلابية ليست حزبا سياسيا، بل جماعة خارجة على القانون، نهبت موارد اليمن وحولتها إلى مصالح أفرادها . خطط الجماعة المتمردة الاعتماد على السلاح القيام بانقلاب عسكري نهب ومصادرة المال العام موالاة دول مصدرة للإرهاب
وسط تساؤلات عن حقيقة المتمردين الحوثيين في اليمن وكيفية ظهورهم، وهل هم حركة فوضوية أم حزب سياسي، أجمع إعلاميون ومفكرون يمنيون على أن الحوثيين جماعة إرهابية مسلحة، لا تصلح أن تكون حزبا، وليس لديها مقومات التحول إلى العمل السياسي، مشيرين إلى أن هذه الجماعة ولدت من رحم العنف وادعاء الولاية و"الكهنوتية" واتخاذ الدين ستارا للوصول إلى السلطة، ومن ثم فهي لا تريد اتباع النهج السياسي والديمقراطي والاعتراف بما تسفر عنه صناديق الانتخابات، لأن في أدبياتها برامج أخرى مثل الولاية وتربية الفرد على الغيبيات، والاستسلام لمزاعم الولي الفقيه، وكل هذه الخرافات التي يحلونها مكان القانون والدستور والنظام. وقال رئيس رابطة الإعلاميين والمفكرين اليمنيين، فهد الشرفي، في تصريحات إلى "الوطن" إن الحوثيين جماعة إرهابية ذات توجه طائفي، ترفع شعارا زائفا يتعلق بمحاربة أميركا وإسرائيل، بينما هي تفتك بالمواطنين اليمنيين وتنهتك القوانين، بهدف تقويض الدولة، مستغلة حالة الصراع السياسي التي شهدتها اليمن على إثر ما يسمى بالربيع العربي. وأضاف أن الجماعة الحوثية التي كانت تضم عناصر مطاردة تتخفى في جبال صعدة، استغلت الثورة ضد المخلوع علي عبدالله صالح عام 2011، لتزعم أنها فصيل ثوري، وهذا خطأ فادح ارتكبته القوى التي شاركت في الثورة عندما قبلت بوجود هذه الجماعة بين صفوفها، حيث تمكن الحوثيون من خلال الأوضاع الجديدة من الادعاء بأنهم ثوار ضد النظام، وحاولوا أن يسقطوا على حروبهم في صعدة شيئا من المشروعية الخادعة، حيث كان هدف الجماعة في الأساس ابتلاع الدولة وتحويلها إلى مجرد أداة من أدواتها في النهب والقتل والإرهاب.
سلوك حزب الله وشبه الشرفي الأوضاع في اليمن بعد ظهور جماعة الحوثي بالوضع في لبنان، عندما حول حزب الله الدولة اللبنانية إلى ذراع من أذرعته يتحكم فيها ويدير شؤونها، لافتا في هذا السياق إلى فارق مهم، وهو أن نموذج حزب الله اللبناني يدير بنعومة وبطريقة ليست فجة كما يفعل الحوثيون، نظرا للتباين الثقافي بين الشعبين اللبناني واليمني، كذلك لعدم توافر الكوادر الإدارية القادرة على إدارة الدولة، أو الكوادر العسكرية داخل الجيش والأمن. وأوضح الشرفي أن جماعة الحوثي تعتمد على أصحاب سوابق من خريجي السجون من القتلة واللصوص والمجرمين، دفعوا بهم إلى مراكز السلطة، حيث يحكم اليمن حاليا كهنوت سياسي يديره عبدالملك الحوثي من الكهف، وتابعه المخلوع صالح، إذ يتمسك كلاهما بالانقلاب والوقوف ضد الشرعية، مشيرا إلى أن صالح يريد أن يوهم بعض قطاعات المؤتمر الشعبي العام بأنه يخوض معركة وطنية، مغفلا في ذلك أن تحالفه مع الحوثيين الإرهابيين ينفي عنه أية ادعاءات بالوطنية.
الفوضى وتدمير الاقتصاد أشار الشرفي إلى أن جماعة الحوثي تستغل الفوضى التي تسببت فيها داخل اليمن لتدمير الاقتصاد، بطريقة ممنهجة مثلما حدث في العراق والذي يمتلك العديد من الثروات التي دمرتها الجماعات المتطرفة المماثلة لجماعات الحوثي، مشيرا إلى أن هذه الجماعات مزقت العراق، وأجبرت شعبه على الهجرة والعيش في مخيمات النازحين وكذلك التسول في الشوارع. وقال "هناك صور ومشاهدات تدمي القلوب لهامات وأكاديميين أصبحوا متسولين اليوم في شوارع بغداد، وهو نفس الأمر الذي تمارسه جماعه الحوثي مع الأكاديميين حاليا في جامعة صنعاء بطردهم ونبذهم وتحقيرهم، وتدمير الاقتصاد اليمني لصالح اقتصاد آخر ينمو في الظل، وهو اقتصاد الجماعة المتمردة والموالين لنظام الملالي وتلك العصابات التي تدير هذه الجماعات".
استنزاف الموارد وقال الشرفي إن الاقتصاد اليمني ينحدر حاليا في اتجاه السيطرة التامة عليه من قبل جماعة الحوثي التي تريد تدمير اليمن من خلال استهداف موارد الدولة وتحويلها إلى جيوب جديدة تستثمرها الجماعة وتحصلها باسمها تحت مبررات واهية، والإنفاق على الموالد النبوية والحسينيات، وأضاف أن "كل الموارد التي كانت تدفع من قبل المواطنين من ضرائب وجمارك وغيرها لمصلحة الدولة تذهب اليوم إلى مصالح ومصارف وتصرف الحوثيين وإلى صناديق يسمونها كيفما يشاؤون"، لافتا إلى أن لدى الحوثيين عددا كبيرا من الصناديق التي تصرف وتذهب الأموال إليها تحت مسميات متعددة، وهناك من يدفع الأموال لقادة الحرب فيهم والذين ينشرون الرعب في كل مكان ويهددون رجال الأعمال، بالانتقام منهم ومن مؤسساتهم، واتهامهم بالعمالة، وهو ما جعل البلد طاردا للمستثمرين ورجال الأعمال".
نهب البنك المركزي وأكد الشرفي أن أغلب الحوثيين تنامت ثرواتهم وزادت أرصدتهم، بعدما وصلوا إلى صنعاء، إذ نهبوا أموال البنك المركزي ووزارة المالية وشركات النفط والشركات الأخرى، كما نهبوا أموال الخصوم من القيادات والأحزاب وتحولت لأموال فائضة لدى عناصرهم، فضلا عن الموارد التي يتحصل عليها الحوثيون حاليا. وقال "إن عبدالملك الحوثي يوزع المناصب على تابعيه كهبات، ويعطي لكل قائد من القادة المؤثرين لديه محافظة، يقول له اذهب إلى تلك المحافظة فهي لك ولك خراجها ومواردها، وبذلك أعادوا اليمن إلى العصر الحجري وأخرجوها من قاموس العالم بهذه التصرفات التي لا تراعي إنسانية ولا قانونا ولا دستورا.
تقسيم المناطق وأضاف أنه في ظل وجود جماعة الحوثي تقسم المناطق بين السلالة ومجموعة من الأسر التي تعبث باليمن وبالمناطق، مبينا أن الناس بالميدان وفي وجود المقاومة وقوات الجيش ينتظرون التحرير على أحر من الجمر، مؤكدا أن هذا الوضع الكارثي لن يقبله الشعب اليمني، كونه شعبا عريقا ومناهضا للطاغوت والجبروت، ولا يمكن أن يقبل أن تستمر هذه الجماعات في التحكم بمصير بلد بأكمله، وتقودهم إلى الفوضى الدائمة. وشدد الشرفي على أن جماعة الحوثي ستواجه انتقاما شديد العقاب لاسيما بعدما أهدرت دماء الشعب وسرقت أموال الناس وثروات البلد، لافتا إلى أن الأشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية يقفون اليوم مع الشعب اليمني لإخراجه من هذه المحنة واستعادة الدولة وشرعيتها، واستعادة الكرامة للمواطن اليمني وإنهاء هذا الوضع الكارثي الذي خلفته جماعة الحوثي الانقلابية، على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.
رفض السلام قال رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإفتاء والإرشاد، حسين بن عمر شعيب، إن جماعة الحوثي إرهابية، والدليل على ذلك إصرارها إلى جانب المخلوع صالح على إفشال مفاوضات الكويت ورفض السلام حقنا للدماء. وأضاف "لقد أصبح واضحا في مشاورات الكويت أن وفد الانقلابيين متعنت في موافقه، ولم يبد أدنى مرونة في كل الملفات التي طرحت على مائدة المباحثات، وظل طوال الشهرين الماضيين يعمل على المزيد من الاحتقان السياسي تجاه وفد الحكومة الشرعية بغرض التحكم في اليمن لمصلحة المشروع الإيراني. وأشار إلى أن مشروع "الحوثي- صالح" هو ما جعل اليمن دولة فاشلة، تعج فيها الصراعات المذهبية والطائفية تحت شعارات زائفة، سواء الموت لأميركا أو اللعنة على اليهود، مؤكدا أن الحوثيين منذ ظهورهم لم يكونوا حزبا سياسيا يلتزم بقانون الأحزاب اليمني في إطار التعددية السياسية والحزبية، وإنما كانوا مجرد مليشيات مسلحة سعت إلى قلب نظام الحكم وفقا لمصلحة نظام الملالي واستنادا إلى تعاليم طائفية يرفضها الشعب اليمني. وأضاف شعيب أن تحالف"الحوثي- صالح" أنتج مزيدا من الاحتقان الدامي العسكري، وقلب موازين القوى السياسية، فانقلب على كل التوافقات السياسية، بدءا من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومرورا بمخرجات الحوار الوطني الشامل وحتى اتفاق السلم والشراكة، لافتا إلى أن ذلك كان سببا في الحرب الدامية التي لاتزال تعاني منها اليمن حتى الآن.
آثار كارثية وبين أن هذا التحالف خلف العديد من الآثار الكارثية والتدميرية على اليمن، والتي تمثلت في سلسلة الانهيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل والمعيشية التي يكتوي المواطن منها في ظل الانهيارالمتسارع للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، مبينا أن هذا التحالف يعطل عمل الحكومة الشرعية، ويتعمد إفلاس مؤسسات الدولة وتعطيل القرار الأممي 2216 الذي سعى تحالف "الحوثي-صالح" إلى إلغائه، ولكنه فشل. وأكد شعيب أن جماعة الحوثي الانقلابية لا تؤمن بحقوق ولا حريات، فهي صادرت حقوق الإعلاميين، وأوقفت نشاط الأحزاب السياسية، رغبة منها في استنساخ النموذج الإيراني باستبدال النظام الجمهوري في اليمن بنظام متطرف يدين بولاية الفقيه ويتبع إيران سياسيا، ولا يؤمن بحرية التعبير في حق من يختلف معهم. وقال إن إيران تحاول عبر تحالف "الحوثي- صالح" إحلال الحرب والدمار بدلا من السلام، لذلك لابد لدول مجلس التعاون الخليجي أن تستمر في مساعدة الحكومة الشرعية لقطع أطماع الحوثيين، وذلك بمواصلة العمليات العسكرية ضدها وإجبارها على الإذعان للشرعية.
ميليشيات مسلحة يرى عضو المجلس الأعلى لأبناء محافظة صعدة الشيخ محمد قاسم سحاري، أن الحوثيين جماعة إرهابية وميليشيات مسلحة وعصابات تهريب للسلاح والمخدرات، مشيرا إلى أن الجماعة تضم مجموعة من أصحاب المصالح والفاشلين في الدراسة وتجار المخدرات وبعض المغمورين في المجتمع اليمني الذين تم الزج بهم في أوساط بعض القبائل المغرر بها. وقال إن الانقلابيين يضمون مجموعات من المرتزقة ومن لهم صلات بحزب المخلوع علي صالح بالإضافة إلى قطاع الطرق واللصوص وبقايا الجبهة الوطنية وخليط من بعض التيارات الاشتراكية والبعثية والناصرية ومخلفات الإمامة، وبالتالي فإن مثل هذه الجماعات الإرهابية والميليشيات لا يمكن الوثوق بها لأنها عبارة عن خليط غير متجانس لا يحكمها شرع ولا عرف ولا قانون ولا تلتزم بأي اتفاقيات أو تنفذ أي التزامات. وأكد أنه لا توجد لدى الحوثيين قيادات وأنصار فكر حزب سياسي، وإنما هم مجرد نتاج لمخططات إيران، كما أنهم لا يستطيعون حماية محافظة صعدة، فكيف باليمن الكبير وشعب يزيد على 27 مليون نسمة؟ وأشار إلى أن رؤوس الجماعة الانقلابية صغار السن كل مؤهلاتهم الانتماء إلى السلالة، كما أنهم لا يفقهون شيئا من أمور الدين أو الدنيا، فضلا عن ارتباطهم بإيران و(حسن زميرة وبشار الجحش) والمرجعيات في قم والنجف، ومن ثم فلابد من التعامل معهم بالحزم الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال إن خادم الحرمين الشريفين ضرب الجماعة الانقلابية في مقتل، وعرف خفايا اللعبة القذرة التي من أجلها أنشئت هذه النبتة الخبيثة، مؤكدا وقوف اليمنيين خلف قرارات خادم الحرمين لاستئصال هذه الخلايا السرطانية وحماية الأمة الإسلامية من شرورها ووأد الفتنة في مهدها.