أعلن الجيش اللبناني أمس توقيف خمسة عناصر من تنظيم داعش كانوا يخططون لعمليتين إرهابيتين "خطيرتين" تستهدفان مرفقا سياحيا ومنطقة مكتظة بالسكان، وذلك بعد أيام على سلسلة تفجيرات انتحارية في بلدة في شرق البلاد. وأوضح مصدر عسكري أن "المخطط كان يستهدف كازينو لبنان في جونيه شمال بيروت ومنطقة مكتظة بالسكان بحسب ما تسمح الظروف، مثل مراكز تجارية أو الضاحية الجنوبية لبيروت أو مناطق أخرى كالحمرا والأشرفية". وقال المصدر إنه "كان يفترض أن ينفذوا العمليتين قبل حوالي عشرة أيام"، مؤكدا أن التحقيقات ما زالت جارية معهم للكشف عن خلايا أخرى وأهداف أخرى محتملة". وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت الإثنين الماضي بلدة القاع في شرق البلاد على الحدود مع سورية، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين بجروح. تحقيقات القاع وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات، إلا أن التحقيقات تتحدث عن ثمانية انتحاريين عبروا مشاريع القاع، واجتازوا منطقة يصعب مراقبتها بسبب طبيعتها الجغرافية السهلية الكبيرة جدا، من أجل تنفيذ تفجيرات متتالية، انتقاما من الحصار الأمني الذي يفرضه الجيش اللبناني على المنطقة الحدودية، حيث لا يسمح بدخول أو خروج أي أحد إلا بإذن منه، مما منع وصول المسلحين إلى العمق اللبناني طوال الفترة الماضية. وقالت مصادر أمنية إن "تفجيرات القاع تندرج ضمن الحرب المفتوحة التي يخوضها الجيش اللبناني والقوى الأمنية ضد الإرهاب، خصوصا في ظل صعوبة معرفة الأماكن التي قدم منها الانتحاريون الثمانية، سواء من الجرود أو مخيمات النازحين السوريين في المنطقة، مشيرة إلى أن الدولة اللبنانية تواجه حاليا تحديا كبيرا يكمن في إيجاد حل جذري لمخيمات اللاجئين السوريين التي تأوي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة المسلحين".
مخيمات النازحين حذر المحلل السياسي جورج شاهين في تصريحات إلى "الوطن" من مراكز تجمع النازحين السوريين في المخيمات، واصفا إياها ب"شديدة الخطورة". وقال "يوجد في هذه المخيمات أهالي المقاتلين في جرود عرسال، الذين يأتون من وقت إلى آخر لزيارة ذويهم، بعد أن منع حزب الله النازحين السوريين من العودة إلى بيوتهم، في بلدات يبرود والقصير والطفيل الواقعة وراء الحدود اللبنانية - السورية مباشرة، وبالتالي لا بد من مراقبة الخطر القادم من هذه المخيمات". وأشار إلى أن تفجيرات القاع تشبه التفجير الذي وقع على الحدود الأردنية قبل بضعة أيام، حيث حذرت مصادر أمنية من إمكانية وقوع تفجير حدودي شبيه بما حدث في الأردن.
عجز حزب الله بين أن الإرهابيين عجزوا عن اختراق التدابير الأمنية الشديدة التي يتخذها الجيش اللبناني على طول الحدود، فلم يستطيعوا إحداث ثغرة في مواقع الجيش، وما حدث أن الانتحاريين دخلوا من ثغرة تابعة لحزب الله في مشاريع القاع، حيث لا يوجد أي انتشار للجيش اللبناني. وقال "إن أهالي القاع طالبوا بأن تعتبر مشاريع القاع امتدادا لمنطقة عرسال، فيمسك الجيش اللبناني بزمام الأمن فيها بدلا من حزب الله". يذكر أن عدد النازحين السوريين في منطقة القاع بلغ 25 ألف نازح، الذين بات لديهم، كما قال رئيس بلدية القاع بشير مطر، "مدارس مرخصة ومحلات تجارية، وأنشؤوا ألفي وحدة سكنية أكثرها مرخص، داعيا إلى حل أزمة مخيمات اللاجئين السوريين وتجمعاتهم، ووضعها تحت رقابة الدولة اللبنانية، تلافيا لتخفي الإرهابيين والمسلحين فيما بينهم".