استمرارا للمباحثات الاقتصادية التي تركز على تعزيز الاستثمارات بين المملكة والولاياتالمتحدة، ودعم رؤية السعودية 2030، اجتمع ولي ولي العهد، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، أول من أمس، في البيت الأبيض بواشنطن، مع الفريق الاقتصادي للرئيس الأميركي باراك أوباما، واستعرض معه أفضل السبل لتعزيز التعاون المشترك والمستمر بين البلدين، وبخاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية في ظل رؤية المملكة 2030، وبرامجها الاقتصادية الطموحة بما فيها برنامج التحول الوطني. كما أكد الاجتماع، الذي حضره عدد من المستشارين في البيت الأبيض، على مواصلة تنسيق الجهود بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. ويضم الفريق الاقتصادي لرئيس الولاياتالمتحدة، مدير المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس الأميركي، جيف زينست، ووزير الخزانة جاك لو، ووزيرة التجارة بيني بريتزكر، ووزير الطاقة إيرنست مونيز. في سياق متصل، استعرض الأمير محمد بن سلمان، في مقر إقامته بواشنطن، أول من أمس، مع رئيس الغرفة التجارية الأميركية توماس دونهيو، عددا من الموضوعات المتعلقة بالمجال التجاري والاستثماري بين البلدين، وبحث مواصلة تنميتها. جاء ذلك في اجتماع حضره سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة الأميركية، الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، والوفد الرسمي المرافق لولي ولي العهد، وعدد من رجال الأعمال الأميركيين. حليف قوي تعد الولاياتالمتحدة حليفا اقتصاديا قويا للسعودية في العديد من المجالات، وتلك شراكة طالما تعهد الجانب الأميركي بتقويتها عبر جهود إضافية للمساعدة بخلق مزيد من التنوع الاقتصادي والوظائف والازدهار في المملكة، إضافة إلى أن حكومة الولاياتالمتحدة الأميركية كانت في طليعة الدول التي أشادت برؤية المملكة 2030 وأعربت عن استعدادها لتقديم الدعم والمشورة لها. وفور صدور الرؤية، أعربت الولاياتالمتحدة، في بيان، عن تطلعها إلى تقوية علاقاتها التجارية والاستثمارية مع المملكة، في إطار "الرؤية الطموحة" التي أطلقها ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان. ورحب البيان ب"مبادرة السعودية لتنفيذ رؤية اقتصادية تهدف لتنويع اقتصادها وتحقيق تطلعات مواطنيها"، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي تعهدوا في القمة التي انعقدت بالرياض، في 21 أبريل الماضي، بالبدء في حوار اقتصادي سينتج منه منتدى للنقاش لدى دول مجلس التعاون الخليجي وخطط لتبني سياسات اقتصادية، وتحقيق مزيد من التسهيلات لفتح حوار بشأن التحديات المطروحة بسبب هبوط أسعار النفط وتزايد نسبة الشباب في مقتبل العمر في أوساط السكان.
تفكير عبقري نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية، بالتزامن مع صدور الرؤية، مقالاً افتتاحيا تحت عنوان "جرأة رؤية السعودية"، أكدت فيه أن مشروع الرؤية تضمن عرضا لفرص ما بعد اقتصاد النفط، عوضا عن مجرد طرح مشكلات السعودية وكيفية معالجتها. ووصفت الصحيفة طريقة تفكير ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بأنها تحاكي أسلوب عبقري الحاسوب ومؤسس شركة آبل العملاقة، ستيف جوبز، الذي لم يشغل نفسه بتأمل المشكلات وكيفية حلها فقط بل بالتطلع إلى الفرص المتاحة أمامه.