أجمع مراقبون على أن زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، للولايات المتحدة، جاءت في توقيت دقيق، لا سيما بعد هجوم أورلاندو، والذي نفذه أحد المتطرفين قبل أيام وراح ضحيته العشرات، وأعقبته حملة تصعيد ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة. وقال المراقبون إن وجود الأمير محمد بن سلمان، في واشنطن في هذا التوقيت ولقاءاته المتعددة بكبار المسؤولين الأميركيين، أسهم في تخفيف حدة التوتر، وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام والبعيدة تماما عما يقوم به المتطرفون في أي مكان بالعالم وليس الولاياتالمتحدة فقط. وأضافوا، أن تأثير الزيارة ظهر واضحا في تعليقات بعض المسؤولين الأميركيين، الرافضة لتصريحات المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة دونالد ترامب، والتي أدلى بها عقب هجوم أورلاندو، وأشار فيها إلى أن مسلمي الولاياتالمتحدة لا يبلغون عن المتطرفين. علاقات وثيقة أوضح المتحدث باسم مكتب "إف.بي.آي" في واشنطن، أندرو أميس، أن للمكتب علاقات وثيقة مع الجالية المسلمة المحلية، موضحا أن عملاء المكتب الذين يعملون في هذا الوسط تلقوا تقارير عن أنشطة مشبوهة ومسائل أخرى من أعضاء بالجالية. من جانبه، قال نائب قائد الشرطة في لوس أنجلوس ورئيس مكتب مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة، مايكل داوننج، إن مسلمي المدينة متعاونون بشأن الإبلاغ عن "تهديدات". رفض العنف نفى مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "إف.بي.آي"، جيمس كومي، مزاعم ترامب المناهضة للمسلمين، وقال كومي في مؤتمر صحفي "إن المسلمين لا يريدون بينهم الأشخاص الذين يرتكبون عنفا داخل مجتمعاتهم باسم عقيدتهم. لذا فإن بعضا من أهم علاقاتنا المثمرة هي مع أشخاص يرون أشياء ويخبروننا بها"، مضيفا أن "أحد العوامل الرئيسية في فاعلية مكتب التحقيقات الاتحادي يكمن في علاقات جيدة مع هؤلاء".
مزاعم ترامب نفى الأستاذ في جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل، تشارلز كرزمان، والذي أجرى عدة دراسات بشأن الأميركيين المسلمين والإرهابيين صحة مزاعم ترامب، وقال كرزمان "إن الادعاء بعدم تعاون المسلمين هو كذب ويسيء لمجتمع الأميركيين المسلمين". وأضاف كرزمان، أن دراسة أجراها ضمن فريق من "مركز تراينجل للإرهاب والأمن الداخلي" التابع لجامعة ديوك في يناير الماضي، أظهرت أن كثيرا من وكالات إنفاذ القانون حققت تقدما في مد جسور الثقة مع الجاليات الأميركية المسلمة. واستشهدت الدراسة بعدد من المواقف التي تبناها مسلمون في الولاياتالمتحدة ضد التطرف، من بينها أسر أبلغت عن أبنائها عندما شعرت بتطرفهم، وذلك انطلاقا من حرصهم على مصلحة أولئك الأبناء، إلى جانب استتباب الأمن في الولاياتالمتحدة.