كشفت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عن وجود أنواع من العلاجات النفسية متوفرة في العديد من الصيدليات الخاصّة والعامة، يستهويها مدمنو المخدرات ويدمنون عليها، وأقرّت في الوقت ذاته بعدم وجود قانون واضح يجرم هذه الفئة من المتعاطين، مشيرة إلى أنها تسعى للحدّ من تزايد هذه الحالات بالتعاون مع وزارة الصحّة، ومراكز الصحّة النفسية.
اختلاف التعامل قال أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور نزار الصالح ل"الوطن" إن "هناك اختلاف بين تعامل مكافحة المخدرات مع مدمني المخدرات، ومدمني العلاجات النفسية، فالفئة الأولى معروفة، أما الثانية فتستخدم الأدوية للغرض العلاجي أو الطبي". وأضاف أن "هناك محاذير تمنع صرف الأدوية دون وجود وصفة طبيّة، كذلك خطوات للتأكد من حاجة المريض لها، وتقنين صرفها خشية الإدمان"، مشيرا إلى أن هناك سعيا للحدّ من صرف الصيدليات للعقاقير دون أمر طبّي، وتأكيد على التعامل مع هذه الأنواع بمهنيّة. آثار إدمانيّة أوضح الصالح، أن "أهم أسباب اتجاه مدمني المخدرات لاستخدام العلاجات النفسيّة هو رغبتهم في استرجاع الآثار الإدمانيّة من جديد، بعدما فقدوها لكثرة تعاطيهم مسبقا للحبوب أو أصناف أخرى من المخدرات". ولفت إلى أن "بعض المرضى يدمنون العلاجات النفسيّة لكثرة استخدامها عن طريق الصرف الخاطئ للعلاج، أو لعدم إخضاعهم إلى إشراف طبي دقيق، ورغم عدم وجود قائمة واضحة تضمّ أسماء العلاجات النفسية المتسببة في الإدمان حالياً، إلا أن هناك 4 أنواع معروفة، ومن ضمنها الزناكس، وليريكا".
غياب العقوبة أكد أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عدم وجود عقوبة واضحة لمدمن العلاجات النفسية، وقال "لا توجد عقوبات لهذه الفئة، ولا يتم التعامل مع هذه الأنواع من العلاجات كما نتعامل مع المخدرات، والإجراء الوحيد الذي يتم في حال ضبط كميّة كبيرة مصادرتها، والتأكد من كيفية وصولها، فإذا ثبت أنها جاءت عن طريق التهريب يتخذ الإجراء القانوني حيال المهربين"، مشيرا إلى أنه رغم أن نسبة مدمني تعاطي العلاجات النفسية قليلة، يتم العمل على علاجهم.
بديل إدماني قال المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام الدكتور محمد الزهراني ل"الوطن" أن "لجوء مدمني المخدرات إلى إدمان العلاجات النفسية يكون عادة لعدم وجود الكميات الكبيرة من المخدرات، وفي هذه الحالة يستخدم المدمن الأدوية كبديل إدماني، كيلا تظهر عليه أعراض التعاطي والإدمان من هذه الأنواع". وأوضح أن "الحصول على العلاجات النفسية يتم عن طريق التحايل، أو صرف الأطباء بشكل وافر"، مشيرا إلى أنهم نادرا ما يستقبلون مدمني علاجات النفسية.
اعتياد واعتماد دوائي نفى مصدر يعمل في إحدى الصيدليات ل"الوطن" إمكانية حصول أي شخص على أدوية العلاجات النفسية من الصيدليات دون إبراز وصفة طبيّة فيها نوع العلاج والكميّة المتاحة. وقال إن "الإقبال على العلاجات النفسية كبير في الآونة الأخيرة، وفقا لقاعدة كل ممنوع مرغوب". وأوضح المصدر أن صرف دواء ليريكا من اختصاص المستشفيات فقط، أما الزانكس فمصرّح بصرفه في الصيدليات الرئيسية، ولا يتجاوز سعره 20 ريالاً"، مشيرا إلى أن هذه العلاجات لا تسبب الإدمان، بل بالاعتياد والاعتماد الدوائي.
أدوية مشتقّة من المخدرات كشف الزهراني، أن "بعض الأدوية مشتقّة من أنواع من المخدرات الكبيرة مثل الفاليوم، وهناك مجموعة من المركبات مثل مجموعة البنزوديازبين ومشتقاتها يتسبب الإكثار أو الإفراط فيها في الإدمان"، مطالبا بأن يطبق في حقّ مستخدميها ما يطبّق بحقّ مدمني المخدرات، سواء من حيث التهريب أو الترويج، باعتبار ذلك سوء استخدام.
للحدّ من إدمان العلاجات النفسيّة 1 تحذير الأطباء 2 تقنين صرف الأدوية 3 التأكد من الحاجة للأدوية 4 إلزام الصيدليات بالوصفة 5 الاستعانة بصيادلة للإشعار بالخطر 6 النصح من خلال سفراء نبراس