قللت استشارية الطب النفسي خبيرة الأممالمتحدة في علاج الإدمان عند النساء الدكتورة منى الصواف من نسبة «إدمان النساء» مقارنة بالرجال على المستوى العالمي، بحسب إحصاءات مكتب الأممالمتحدة للإدمان. وعزت الصواف ذلك في حديث مع «الحياة» إلى «عزوف النساء عن العلاج أو طلب المعونة في غالبية المجتمعات المحافظة، إلى جانب اندراج نظرة المجتمع لإدمان الرجل ضمن الحالات المرضية التي تستوجب العلاج والمعونة، بينما ينظر للمرأة المدمنة من جانب أخلاقي أكثر سلبية»، إضافة إلى «اختلاف التوجه في الانحرافات السلوكية بين الرجل والمرأة، وعلى رغم انتشار هذا النوع بين فئة الفتيات أخيراً، إلا أن النسبة تظل أقل من الرجال». وحذرت من خطورة استخدام الدواء المهدئ «روش2» فوق معدل الوصفة الطبية، مؤكدة أن «خطره لا يقل عن تناول الهروين والكوكايين في شدة تأثيره في خلايا الدماغ، مثل ما يحدث في حالات الإدمان على المهدئات الصغرى من مجموعة البنزوديازيبين، وهو سبب رئيس في زيادة النوبات العصبية والهياج، كما يؤثر سلبياً في القدرة على الحكم على الأشياء، والقدرة على اتخاذ القرار السليم والتحكم في الاندفاعية، نتيجة التأثير السلبي في الفص الأمامي من الدماغ». وأوضحت أن «كثرة استخدامه فوق الفترة المطلوبة تعكس سلبياً الفائدة المرجوة منه كمسكن، وتسبب للمريض عدائية عكسية تظهر علاماتها على المدى البعيد، كما تؤثر كثرة استخدامه في مركز التوازن الدقيق، وبالأخص أن الفئة الأكثر تناولاً له بين 17 و19 عاماً، أي قبل نضج المركز العصبي المركزي الذي يكتمل نموه في سن 24 عاماً». وصنفت خبيرة علاج إدمان النساء حبوب «الروش2» ضمن «المهدئات الصغرى» ومن مجموعات «الفاليوم ومشتقاته»، لافتة إلى أن اسم «روش 2» يجمع بين اسم الشركة المصنعة له، وتركيز الدواء في الحبة الواحدة (2 ملغم)، أما اسمه العلمي فهو «كلونازيبام» وهو يعمل كموصلات عصبية في الجهاز العصبي لخلايا الدماغ يُطلق عليها «جابا»، وهو مختصر للتركيب العلمي للموصل العصبي الذي تعمل عليه مجموعة المهدئات الصغرى، بما فيها هذا الدواء. وعادة ما يوصف «ريفوتريل» (الاسم التجاري لهذا الدواء) للمريض الذي يعاني من نوبات صرعية محددة، والتي لا تستجيب إلى الأدوية التي لا تؤدي إلى ظهور الاعتمادية أو الإدمان عليها من مضادات الصرع، أو لبعض حالات الاضطرابات النفسية مثل اضطرابات المزاج وبعض أنواع حالات الاكتئاب، ويجب أن يكون وصف هذا النوع من الأدوية كمادة مساندة، وليس كمادة أساسية في مرحلة العلاج، وهي تعطى خلال أسبوعين، حتى يبدأ مفعول علاج أدوية الاكتئاب عند المريض، ثم تقلل الكمية حتى مرحلة إيقافها». وينتج من استخدامها «النوم، والهدوء، وعلاج القلق، والتوتر، وتستخدم لعلاج الاضطرابات، أو اعتلال المزاج، ويمكن استخدامها لعلاج بعض حالات الصرع، شرط أن يكون الاستخدام الطبي مقنناً، وتحت إشراف طبيب». وأشارت إلى أن «الاستمرار عليها فوق معدل المدة المطلوبة سبب مباشر في اعتمادها والإدمان عليها، ما يفتح باباً لمشكلة كبيرة أهمها الإدمان عليها بطرق متعددة». وعاتبت الصواف «السلطة الرابعة»، متهمة إياها ب«القصور في تناول قضية أسباب فشل علاج الإدمان في شكلٍ واسع»، لافتة إلى «صعوبة وصول المعلومة للمستفيد الأول من خلال محرك البحث الذي يعطي من خلال السؤال إجابة شافية حول بعض المهدئات والفوارق بينها وبين المخدرات، فيما يكتفي الموضح بسطور بسيطة لتوضيح محاذير استخدام أنواع المهدئات، ما يخل من توازن الإجابة». و أكدت خبيرة الأممالمتحدة في علاج الإدمان عند النساء الدكتورة منى الصواف أن بعض المرضى يلجأون إلى «التحايل» للحصول عليها، عبر فتح ملفات طبية في جهات عدة، نتيجة عدم وجود ترابط إلكتروني بين العيادات. وقالت: «إن أحد أسباب تحوّل الدواء إلى مرض إدماني عدم حرص بعض الأطباء على تحذير المريض للتخلص من بقية الأدوية بعد التحذير الأوّلي، ما دفع بعضهم إلى التوجه بالنصيحة لآخرين في حالات لعلاج حالاتهم ذاتياً، من دون وصفة طبيب». واعتبرت أن نصائح الأصدقاء «سلبية جداً»، لأن الصديق يقدم نصيحته بناء على تجربته، من دون أن يقدم الحذر من طول الاستخدام الذي يؤدي إلى الإدمان. ولفتت إلى استخدام بعض المتعالجين من الإدمان هذه الأدوية بديلاً عن انقطاع المؤثرات العقلية، مثل «الهيروين»، مهدئاً يساعد في عدم التعرض ل«الأعراض الانسحابية»، كما تفعل المنشطات «الهيروين والكوكايين»، كونها تتفاعل إيجاباً مع المؤثرات العقلية وتزيد من قوة التأثير الذي يرغب المتعاطي في الوصول إليه، كما يحدث مع مادة الحشيش، فيصبح معتمداً عليها في حياته اليومية. وكشفت عن وجود سوق سوداء لأنواع مشابهة من هذه الحبوب، «لكننا حقيقية لا نعرف مدى نقائها، لأن تجارها لا يهمهم صحة المتعاطي، فنجد أن بعض أنواع المخدرات يتم خلطها بمواد خطرة وقاتلة، كما يحدث مع الكوكايين والهيروين والكبتاغون». وحول الفئة الأكثر إدماناً لهذا النوع من الأدوية، أوضحت أنهم من فئة الشباب الذين أدمنوا تعاطي مؤثرات عقلية أخرى، وعادة ما يبدأ الإدمان في طفولة متأخرة بالسجائر، ثم يتدرج سجائر وحشيشاً، ثم يدخل في نمط الكحوليات، ثم حبوب الكبتاغون المنشطة، ويأتي استخدامهم ل«الروش» للمعالجة الذاتية لما ينتج من مضاعفات التعاطي والإدمان، مثل العصبية واضطرابات النوم. ونوّهت إلى استخدام النساء لهذه الحبوب، «تتناول النساء الأكبر سناً مهدئات من نوع آخر لكنها مخيفة، كونها تأكل خلايا الدماغ»، لافتة إلى أن حبوب الروش تتضمن داخلها محاذير الاستخدام، أثناء القيادة أو العمل على ماكينات، لأنها تؤدي إلى النعاس وتفقد التركيز. وحول استخدام الحبوب لحالات الصرع عند الأطفال، قالت: «بعض هذه الحالات لا يستجيب إلا من خلال حبوب الروش، وهو السبب الرئيس الذي يمنعنا من محاربة هذا النوع من الأدوية لمجرد إساءة آخرين استخدامه». وقدمت الصواف النصيحة لكل شخص يصف له صديقه أي نوع من الأدوية، ب«الاستفسار عنها أولاً»، احتراماً لجسده وتجنب الوقوع في خطر الإدمان والتعود من دون أن يدرك.