رفض رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، أي تهديدات أو اعتداءات تستهدف القطاع المصرفي، مشيرا إلى أن ذلك يرقى لأن يكون بمرتبة جرائم المساس بالأمن القومي، مشيرا إلى أن انفجار قنبلة خارج أحد أكبر بنوك البلاد، أول من أمس، يرقى إلى مرتبة الإضرار بأمن البلاد، وقال "القطاع المصرفي هو المحرك الأساسي للدورة الاقتصادية، في ظل الشلل الذي تعاني منه مؤسسات الدولة الأخرى، لذلك فإن أي محاولة أو تهديد بالاعتداء عليه مرفوضة بشكل كلي". وأضاف سلام في بيان رسمي، عقب لقائه حاكم المصرف المركزي ووزير المالية ورئيس جمعية المصارف. إن المجتمعين "أعربوا عن ثقتهم بالإجراءات التي يقوم بها المصرف المركزي محليا ودوليا لحفظ النظام المالي اللبناني وتعزيز مناعته وتثبيت سمعة لبنان المالية". غيبوبة الحكومة في الوقت الذي وقع فيه انفجار وسط العاصمة بيروت مساء أول من أمس قرب مصرف "لبنان والمهجر" الذي كان أول المصارف التي التزمت بالعقوبات الأميركية ضد عناصر حزب الله، اتهم المحلل السياسي توني بولس الحكومة اللبنانية بأنها "غائبة عن الوعي"، في ظل التهديدات المسبقة من كتلة نواب حزب الله والتصعيد الإعلامي والتهديدات التي سبقت الانفجار. أوضح بولس في تصريحات إلى "الوطن" أن الانفجار يعتبر رسالة مباشرة من حزب الله للقطاع المصرفي، الذي يتخذ قرارات سيادية لبنانية بتطبيق عقوبات دولية بمنع فتح حسابات، ومن الولوج للنظام المصرفي اللبناني والعالمي بعد اتخاذ الحزب للتجارة الممنوعة من المخدرات وغيرها، وأضاف" القرارات السيادية أزعجت حزب الله وشعر بأنه يختنق نتيجة تلك العقوبات، فكانت ردة فعله الأولى بعد تهديدات مسبقة ومباشرة عبر كتلته النيابية، معتبرا أن القطاع المصرفي يشن حربا عليه شبيهة بحرب تموز، والتفجير استهدف بنك المهجر، الذي يتهمه الحزب بأنه أكثر بنك يقوم بتطبيق العقوبات على أتباعه". تهديد الأمن القومي تابع بولس "حزب الله كان قد هدد، ولو كانت الحكومة قوية لاتخذت إجراءات ضد هذا التهديد، وقامت بحماية المصارف من الاعتداءات، وكان عليها محاسبة كتلة نواب الحزب الطائفي، التي تعتبر تصريحات قياداتها بمثابة تهديدات علنية، وسبق التفجير حملة إعلامية وصحفية اتهمت فيها عناصر حزب الله مصرف "لبنان والمهجر" بأنه يقوم بإلغاء الحزب". وأضاف "علينا أن ننظر اليوم إلى القضاء اللبناني، فهل سيمتلك الجرأة لاتهام حزب الله، لأن كل الأدلة تشير إليه". وزاد" حزب الله يضرب عرض الحائط بمصلحة اللبنانيين، ومصلحة لبنان في تطبيق هذا القرار، وفي حال عدم تطبيقه سيتعرض لبنان بالكامل لعقوبات دولية، وحزب الله يعمل لمصلحته ومصلحة إيران، ونعتقد أنه سيستمر في الاعتداءات مستقبلا".