فيما أعلنت البحرية الأميركية أن مقاتلاتها نفذت أول من أمس، ضربات جوية على أهداف لتنظيم داعش، من حاملة الطائرات "هاري ترومان" المتمركز في البحر المتوسط، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحملة الدولية على التنظيم منذ عامين، عد مراقبون هذه الخطوة عنصر مفاجأة جديدا في ميزان القوى العسكرية في المنطقة، لا سيما أنها تزامنت مع تصريحات وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، بأن "تنظيم داعش سيهزم عسكريا وسيتم القضاء عليه، وأنه إذا خسر "داعش" معقله بالموصل في العراق فإن هذه بداية النهاية بالنسبة إليه". وتوقع المراقبون إمكان قيام تحالف فرنسي أميركي جديد في المنطقة، يعجل من عمليات تحرير مدينتي الرقة والموصل، من قبضة تنظيم داعش، لافتين إلى أن سير المعارك ضد التنظيم، يشير إلى تغير من الولاياتالمتحدة وحلفائها في استهداف "داعش" وعناصره ومناطق تمركزه. تحرير الرقة ترددت أنباء أمس، عن دخول قوات النظام بدعم جوي روسي، وللمرة الأولى منذ نحو عامين محافظة الرقة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الهجوم جاء بعد بدء قوات سورية الديموقراطية التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا وبدعم جوي من التحالف الدولي، هجوما مماثلا في 24 مايو الماضي لطرد التنظيم من شمال المحافظة. وكانت وسائل الإعلام أشارت إلى قرب عملية تحرير محافظة الرقة، لا سيما بعد إلقاء طائرات التحالف الدولي ضد "داعش" قبل أيام، وللمرة الأولى منشورات تدعو سكان مدينة الرقة إلى مغادرتها استعدادا لتحريها. وقال المرصد السوري إنه "يبدو أن هناك تنسيقا غير معلن بين واشنطن وموسكو" حول تحرير الرقة، فيما شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على "أولوية اتخاذ تدابير مباشرة وحازمة في القتال ضد التنظيمات الإرهابية". عمليات الموصل أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى العراق، بريت ماكورك، أن معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، بدأت بالفعل في مارس الماضي، خلال قطع الطريق بين الرقة والموصل، واصفا العملية بالمعقدة. وأشارت مصادر إلى أن الحكومة العراقية تحاول استعادة الفلوجة، من أجل مشاركة قواتها بالكامل في عملية تحرير الموصل من قبضة "داعش". وأوضحت المصادر أن ما يجري الآن من تحركات عسكرية في المنطقة، ربما يأتي ضمن قناعة جميع الأطراف بأن مهمة القضاء على تنظيم داعش في العراق وسورية باتت حتمية، وأن إغفال التنظيم في معاقله يعني تهديدا للأمن الدولي، إضافة إلى الأمن الإقليمي.