يراجع التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الأربعاء خلال اجتماعه في باريس استراتيجيته بهدف تكثيف حملته ضد تنظيم «داعش» الذي يتراجع في سورية والعراق لكنه يتقدم في ليبيا، من خلال حشد إمكانات عسكرية إضافية ومشاركة عدد أكبر من الدول. والتقى وزراء دفاع الدول السبع الأكثر التزاماً في الحملة العسكرية الجوية في العراق وسورية وفي تدريب القوات العراقية -الولاياتالمتحدة، فرنسا، استراليا، بريطانيا، المانيا، ايطاليا وهولندا- في مقر وزارة الدفاع الفرنسية. أما روسيا التي تتدخل عسكرياً في سورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الاسد، فهي غائبة عن الاجتماع لكنها ستكون حاضرة في صلب المحادثات، لا سيما أن الغربيين يعتبرون انها لا تضرب في شكل كاف «داعش» بل توجه اكثر ضرباتها إلى الفصائل المعارضة التي يمكن ان تشارك في تسوية سياسية للازمة. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قبل اللقاء «إن عمليات القصف الروسية تزعجنا أكثر فأكثر (...) قتل مئات المدنيين اثناء الغارات مع قنابل غير موجهة على جماعات معارضة تقاتل الأسد». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الاربعاء في بيان أن 1015 مدنياً قتلوا في الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية على مناطق مختلفة في سورية منذ بدء تدخلها العسكري. وأضاف ان الغارات قتلت ايضاً 893 عنصراً من تنظيم «داعش» و1141 من الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام السوري و «جبهة النصرة». ورغبة فرنسا في إقامة «تحالف كبير وموحد» ضد «داعش» بقي حبراً على ورق، حتى بالرغم من قيام باريس وموسكو بإعادة الحوار العسكري بينهما. واجتماع الدول السبع في باريس سيتيح استعراض «حصيلة تحركات التحالف» ودرس سبل «تكثيف الحملة العسكرية» وفق اوساط وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان. والحملة الجوية التي أطلقت في صيف 2014 بدأت اخيراً تؤتي ثمارها وفق ما يقول خبراء، مع هزيمة «داعش» في كوباني (عين العرب) بسورية إلى إخراج التنظيم من مدينة سنجار ثم مؤخراً الرمادي في العراق. وشدد فالون على «وجوب استثمار هذا التراجع لداعش في العراق وشد الطوق حول رأس الافعى في الرقة» المدينة السورية التي جعلها تنظيم «داعش» معقله. لكن هذا التنظيم يواصل تجنيد مقاتلين اجانب -بوتيرة تقارب المئة اسبوعياً وفق باريس- وشن السبت هجوماً على مدينة دير الزور (شرق) التي ما زالت أحياء فيها تحت سيطرة النظام. وتكثفت الضربات الجوية للتحالف منذ اعتداءات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) لا سيما على مواقع إنتاج النفط الذي يشكل تهريبه أحد أهم مصادر عائدات «داعش». وشدد وزير الدفاع البريطاني على وجوب ضرب هذه الأهداف «بقوة اكبر». وعبّر وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر قبل الاجتماع عن تمنيه في «زيادة عدد ونوعية» المدربين المرسلين من دول التحالف بغية تدريب الجنود وعناصر الشرطة العراقيين على مكافحة الارهاب. وقام مدربون اميركيون واستراليون وفرنسيون بتدريب 15 الف جندي عراقي وخصوصاً في مواجهة العبوات الناسفة اليدوية الصنع والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، وهي الأساليب التي يلجأ اليها المتشددون. وبدورها تقترح تركيا تدريب مقاتلين عرب سوريين في داخل سورية. كما أكدت اوساط كارتر. لكن هذا الاقتراح «لم يكتمل بصورة نهائية بعد» ووزير الدفاع لم يصل بعد إلى مرحلة اتخاذ قرار وفق المصدر نفسه.