حفلت الجلسة الثانية ضمن الفعاليات المصاحبة لجائزة أبها التي جاءت تحت عنوان "تجربة مسؤول"، بحضور جماهيري لافت ناقش ضيوف الجلسة وهم الدكتور حمد المانع، والدكتورة خولة الكريع، والدكتورة منى مشيط. قدم الجلسة رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع، الذي رحب بالضيوف ثم أعطى الحديث لمدير الجلسة مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري الذي دعا الضيوف للحديث عن تجاربهم الشخصية كمسؤولين. عنف لفظي تحدثت الدكتورة منى مشيط عن سباقها مع الزمن لتصنع موقعها وخصوصيتها العملية، وأعادت التجربة لتحصل على الزمالة الطبية تحت ضغط تفكيرها بألا يسبقها أحد ممن درسوا بعدها، موضحة أن العمل الإداري يقتل في الشخص طموحه، لذلك قررت ألا تستسلم. وقالت إن وجود سيدة تعمل في المستشفيات أمر يحمل الكثير من المعاناة، وأنها كثيرا ما تعرضت لعنف لفظي من قبل المرضى والمراجعين، والغريب أن من يقومون بهذه الأفعال هم أنفسهم من يطالبون بأن تعالج زوجاتهم وأخواتهم طبيبات من النساء!. لكن ذلك شكل لها دافعا أكبر لتقديم الأفضل، شاكرة دعم أسرتها لمسيرتها العلمية والعملية. مشكلة البيروقراطية بدأ الدكتور "المانع" حديثه قبل تعيينه وزيرا للصحة، معبرا عن مدى الإحراج الذي تعرض له مع زملائه مديري الشؤون الصحية بعد تعيينه وزيرا عليهم، وقال إن النظرة السائدة إلى وزارة الصحة كوزارة معقدة، كانت بالنسبة له تحديا، خاصة أن من سبقوه كانوا قامات وأصحاب منجزات. وأضاف المشكلة في وزارة الصحة أنها منذ أن تأسست وهي واقعة تحت سيطرة وزارة المالية، فهي الحكم والخصم والمقدم للخدمة، وأضاف أن المجموع الحقيقي لما ينفق على الصحة هو 120 مليار ريال تقدمها الدولة للخدمات الصحية، وأن 14 جهة تشارك في تقديم نفس الخدمة، وهي ما يرهق الميزانية العامة للدولة، وقال "نجحت في التأمين على 9 ملايين مقيم من خلال خطة (بلسم)، التي تهدف إلى تعميم التأمين الصحي على الجميع، وتمنيت أن أعمم ذلك على السعوديين"، وقال إنه يحتاج إلى حلقات للحديث عن البيروقراطية التي واجهها في وزارة الصحة. بنت رجال افتخرت الدكتورة "الكريع" أنها نشأت من داخل أسرة ليست متشددة، وصفتها بالمتفهمة أغلبها من الذكور، مارست معهم كل ما يمارسه أشقاؤها الذكور في العائلة، من ركوب الدراجة والتخييم في البر وغيرها في منطقة تعتبر البداوة فيها من المسلمات، وأن والدها كان يقول لها: "لا تخجلي من كونك بنت لأنك بنت رجال". وأكدت أنها لا تعيش أية حالة اضطهاد من قبل المجتمع ولا تشغل نفسها بهذا الأمر، فركزت على أعمالها البحثية. وقالت إنها تفاجأت بحجم الميزانية الضخمة التي ترصد في أميركا لبحوث السرطان، وشككت في أنها لن تنجح في المملكة على ضوء ذلك، إذا كانت تقول في نفسها "عندما أعود إلى المملكة ماذا سيحدث"؟. وأضافت أنه لا يمكن أن يتحول شعب إلى قوة منتجة، وهو يعاني من ارتفاع نسب الأمراض القلبية والأمراض السرطانية، وأنه يجب التركيز على معالجة هذا الوضع لتحقيق آمال التحول إلى الإنتاجية.