لم تكد تمر بضعة أيام على الهجوم الانتحاري الذي أستهدف تجمعا لطالبي التجنيد في مدينة المكلا، أسفر عن قتل 29 وجرح أكثر من 60 آخرين، حتى نجحت السلطات الأمنية في إحباط محاولات جديدة لتكرار المشهد الدموي من خلال تنفيذ هجمات مُشابهة في المدينة. فيما اتهم محافظ حضرموت القاعدة باختطاف عدد من الشباب وإجبارهم على القيام بتنفيذ هجمات انتحارية. وأعلن قائد المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا، اللواء فرج سالمين، ضبط قوات أمن المنطقة لثلاث سيارات مفخخة خلال اليومين الماضيين، واعتقال العديد من عناصر القاعدة والمُشتبه بهم. وقال في تصريح خاص إلى "الوطن" إن وحدة تتبع استخباراتية نجحت أول من أمس في ضبط سيارتين مفخختين بمنطقة "بويش" شرق المكلا، فيما ضُبطت السيارة الثالثة فجر أمس قرب جسر الصداقة الصيني في منطقة "ديس المكلا" المُزدحمة بالمشاة وسائقي السيارات. وأضاف "اليقظة الأمنية والرصد الاستخباراتي المُستمر ساهما كثيراً في إحباط تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية. داعياً السكان إلى الحذر واليقظة وعدم إقامة تجمعات كبيرة، محذراً من أن الإرهابيين لن يتورعوا عن تنفيذ هجمات تستهدف أي تجمع، سواء أكان في الأسواق أو حتى المساجد. إجراءات مشددة أكد قائد المنطقة العسكرية الثانية، أن لجنة تحقيق تم تشكيلها أخيراً مكونة من أجهزة أمنية مُتخصصة كالمخابرات والبحث الجنائي بغرض التحقيق في حيثيات الهجمات الإرهابية الأخيرة وتقييم الإجراءات الأمنية المُتبعة، أفضت إلى إحداث تغييرات في الخطط والاستراتيجيات الأمنية على الأرض، والقيام بعمليات مسح أرضي شامل لكل المواقع والمنافذ التي يمكن أن يتم استخدامها لتهديد الأمن والأمان في المدينة. ونشر المزيد من التعزيزات والوحدات العسكرية على مشارف المكلا والمنافذ المؤدية إليها، وتحصين النقاط الأمنية ورفع الجاهزية فيها. وكذلك العمل على تغيير مسارات الطرق في بعض المقار الأمنية الحيوية واستجلاب أجهزة أمنية حديثة للكشف عن المُتفجرات والسيارات المفخخة. مشيراً إلى أن كل تلك الإجراءات تتم عبر تنسيق وتشاور مباشر مع قيادات التحالف العربي التي قال أنها مُستمرة في تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لتعزيز الآمن والاستقرار في حضرموت.
تمشيط المحافظة كشف اللواء البحسني، الذي عاد إلى الخدمة العسكرية من جديد، بعد أن أقصاه نظام المخلوع صالح منذ حرب صيف 94، أن هنالك مجاميع من القاعدة لا تزال موجودة في بعض مناطق حضرموت، وأخرى نجحت في الهروب والخروج منها صوب محافظات مجاورة كمحافظة شبوة، إلا أنه شدد في سياق حديثه على أن السلطات تمتلك قوائم بأسماء تلك المجاميع المرصودة وسيتم مطاردتها من قبل أجهزة الأمن والجيش. اتهم محافظ حضرموت، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، تنظيم القاعدة باختطاف عدد من الشباب وإجبارهم على تنفيذ عمليات انتحارية، بالإضافة إلى من نجح في استقطابهم والتغرير بهم. وكشف ابن بريك في خطاب وجهه لسكان المحافظة عبر أثير إذاعتي المكلا وسيئون أن التنظيم قام في وقت سابق بإخفاء عدد من الشباب لاستخدامهم في تنفيذ عمليات انتحارية، والقيام بتهديدهم بالقتل إن لم يقوموا بتنفيذ هذه المهمة.