وسع تنظيم القاعدة من دائرة معاركه ضد قوات الجيش اليمني في المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، بخاصة في محافظة حضرموت، بعدما أفشلت السلطات أول من أمس مخططاً للتنظيم كان يستهدف إدخال المحافظة في دوامة من المواجهات المسلحة، بخاصة بعد عمليات ذبح 14 جندياً في منطقة القطن بسيئون الجمعة قبل الماضية. وبعد يوم من إحباط مخطط القاعدة بتفجير الوضع في المكلا عبر ثلاث سيارات مفخخة وسقوط عدد من القتلى والجرحى، عادت الأوضاع إلى طبيعتها وهدوئها في المدينة عقب فرض القوات العسكرية والأجهزة الأمنية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية وشرطة ساحل حضرموت مزيداً من الإجراءات الاحترازية للحفاظ على السكينة فيها. وأعلنت مصادر مسؤولة في المنطقة العسكرية الثانية، عن تمكن رجال القوات المسلحة والأمن من إحباط المخطط الإرهابي الذي وصفته ب"الخطير"، وتدمير ثلاث سيارات مفخخة في شارع الستين بمدينة المكلا قبل وصولها إلى أهدافها، دون أن تكشف عن الأهداف المستهدفة خصوصاً وأن الهجمات تركزت في منطقة فوه غرب المكلا التي تحتضن القصر الجمهوري ومعسكر شرطة النجدة ومواقع عسكرية وأمنية أخرى. وجاء إحباط المخطط الإرهابي بالتزامن مع حملة عسكرية وأمنية لقوات الجيش والأجهزة الأمنية لتطهير بعض مدن وادي وصحراء حضرموت التي انتشر فيها تنظيم القاعدة مؤخراً بشكل علني، وعمدت إلى مهاجمة مقرات ومواقع الدولة المدنية والعسكرية واستهداف العسكريين. وأرسلت المنطقة العسكرية الأولى مقرها سيئون وادي حضرموت أمس، تعزيزات عسكرية شملت ناقلات جند وآليات عسكرية مختلفة إلى مدينة القطن ووادي سر، تحسباً لأية هجمات إرهابية محتملة. وأكد مدير عام شرطة ساحل حضرموت العميد سالم السفرة في تصريح ل"الوطن"، مقتل جنديين أحدهما من أفراد شرطة النجدة والآخر من قوات الأمن الخاصة وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة، 10 من النجدة و3 من قوات الأمن الخاصة، فضلاً عن مصرع انتحاريين كانا يقودان السيارتين المفخختين وعدداً من الإرهابيين وضبط أحد العناصر الإرهابية بعد إصابته، وذلك خلال إحباط الهجمات الإرهابية والمواجهات المسلحة التي دارت بين رجال الجيش والأمن من جهة، والإرهابيين من جهة أخرى. وقال العميد السفرة: "إن المخطط الإرهابي كان يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مدينة المكلا، ولا نعلم ما هي المواقع المستهدفة بالتحديد كونه تم إحباط المخطط الإرهابي في شارع الستين منطقة فوه على بُعد مسافة من القصر الجمهوري، وإن الإرهابيين فروا إلى مناطق غير معروفة". بالمقابل ذكرت مصادر عسكرية وأمنية ل"الوطن"، أن جنوداً وآليات عسكرية في نقاط التفتيش وآخرين قدموا ضمن تعزيزات عسكرية تصدوا لهجمات مسلحين إرهابيين تابعين للقاعدة من خلال إطلاق النار وتدمير سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان والاشتباك مع مسلحين يحملون أسلحة مختلفة وعبوات ناسفة يستقلون سيارات أخرى، حيث كانوا ينوون استهداف القصر الجمهوري ومعسكر شرطة النجدة اللذين يقعان في محيط منطقة إحباط مخطط الإرهابيين. على صعيد متصل، أقرت اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت منع حمل السلاح والتجول به داخل مدينة المكلا والمدن الرئيسة الأخرى وحظر حركة السيارات المخالفة لنظم المرور ولا تحمل لوحات أو أرقام، وإلزام سائقي المركبات بمختلف أنواعها على حمل وثائق إثبات ملكية السيارة وهوية مالكها.