حملت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قبل أيام بشأن استعداد بلاده لتطهير حدود بلاده مع سورية من تنظيم داعش، دلالات بأن التوغل التركي في سورية ضد عناصر التنظيم صار على الأبواب، وبخاصة أن أنقرة تقصف باستمرار، مواقع الدواعش في ظل محاولات حثيثة لإشراك مزيد من الدول فيها. وجاءت تصريحات إردوغان متزامنة مع تقارير عن تحركات عسكرية تركية على الحدود مع سورية، كما أن هذه التطورات جاءت بعد إعلان واشنطن التوصل إلى اتفاق أميركي - تركي لتطهير المنطقة الحدودية الممتدة بين منبج ومارع في ريف حلب السورية. وبحسب المراقبين السياسيين الأتراك، فإن أنقرة عملت جاهدة خلال خمس سنوات مضت، على تفادي الانجرار إلى الحرب السورية، مفضلة التريث بانتظار انتهاء المعارك الدائرة بين الأطراف المتصارعة، تاركة لهذه الأطراف حرية تصفية حساباتها بعيدا عنها، مشيرين إلى أن تركيا نجحت إلى حد بعيد في سياسة النأي بالنفس. تهديد داعشي يؤكد خبراء عسكريون أن الحسم العسكري التركي جاء بعد تهديدات وضربات صاروخية تلقتها أنقرة خلال الأسابيع الماضية، من قبل داعش الذي نفذ عمليات نوعية في العمق التركي، مما أدى إلى تزايد الرغبة التركية في إنشاء منطقة آمنة شمال سورية، وهي أمنية طالما تمنتها أنقرة، حسب مراقبين. وأكد مسؤولون أتراك في أكثر من مناسبة، أن المنطقة الآمنة باتت ضرورة ملحة للأمن القومي التركي، بعد تزايد تعرض بعض مناطق الحدود الجنوبية إلى القصف وسقوط مزيد من القذائف، وبخاصة على مدينة كيليس. سيناريوهات متوقعة ذكرت صحف تركية أن من السيناريوهات المتوقعة، حصول تركيا على الدعم الدولي والسماح لها بتنفيذ ما تريده من عمليات، إضافة إلى التوغل في الشمال السوري. وبحسب الصحف التركية فإن أنقرة ستلجأ للتريث في حال غياب الدعم الدولي، مشيرة إلى أن اقتراب الاشتباكات من المناطق الحدودية من تركيا واحتمالية تعرضها لموجات نزوح جماعية، خصوصا من حلب، ستكون ورقة ضغط قوية بيد أنقرة للضغط على المجتمع الدولي.