تتربع فاكهة المانجو على عرش أكثر الفواكه إنتاجا في منطقة جازان، وبات يحتفى بها في مهرجان سنوي يحمل اسمها حتى مع إضافة الفواكه الاستوائية إليه كالأفوكادو، والكرنبولا، والجوافة، والتين، والأناناس. وتحتضن جازان ما يزيد عن 700 ألف شجرة مانجو لم تكتف فقط بتصدير إنتاجها من إلى المناطق والدول المجاورة، بل أصبحت الفاخرة (المانجو الجازانية) التي تباع في بسطات على جنبات الطرق، واحدة ضمن قائمة الفواكه الأساسية بأكبر الفنادق الأوروبية والشرق آسيوية. 60 صنفا ودشن وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور سعد المقرن، الأسبوع المنصرم، فعاليات المهرجان ال11 لعام 1437، وذلك في مركز كادي مول التجاري، بحضور مدير عام شؤون الزراعة بالمنطقة المهندس غانم الجذعاني وعدد كبير من مديري الإدارات الحكومية، والشركات المتخصصة. واستعرض مزارعو المانجو 60 صنفا تشتهر المنطقة بزراعتها وتصديرها إلى دول العالم، وتشمل "لانقرا، بنشان، كيسر، التومي، أبو سنارة، الكنت، الباكستاني، الهندي، والسوداني". وشهدت منطقة جازان خلال السنوات الأخيرة انتشار زراعة أشجار المانجو، حيث بلغت أكثر من نصف مليون شجرة.
تفوق زراعي تعود بداية زراعة "فاخرة جازان" إلى قبل 34 سنة أي منذ عام 1982، عندما جلبت شتلات المانجو من مصر وبدأت تجربة زراعتها التي تكللت بالنجاح، فتم بعد ذلك جلب شتلات من فلوريدا والسودان والهند وباكستان وكينيا، واليوم أصبحت منطقة جازان تحتضن 52 صنفا من المانجو ذات مقاييس عالمية، وجودة عالية تم توزيع 13 صنفا منها على مزارعي المنطقة بإشراف مركز الأبحاث الزراعية في جازان والذي يخدم أيضا 100 ألف شجرة مانجو في القنفذة ومحافظة العلا في المدينةالمنورة ومحافظة أملج بمنطقة تبوك.
سلعة استراتيجية تحظى الشجرة العجوز برعاية ودعم من قبل مركز الأبحاث الزراعية وبعد أن كان التسويق لهذا الفاكهة شخصيا عن طريق الباعة والمزارعين باتت منطقة جازان اليوم تصدر إنتاجها من المانجو لبعض الدول الأوروبية واليابان، لمنافسة المانجو الجازانية مثيلتها في دول أخرى. ويتولى مركز الأبحاث الزراعية في جازان بالتعاون مع مديريات الزراعة، ترشيد مياه الري وتحليل التربة وتحديد برامج التسميد ومكافحة الإصابات النباتية وإرشادات للمزارعين بعد أن يتقدم المزارع للمركز لتلقي النصائح، ولا يتم إعطاؤه شتلات لزراعتها إلا بعد التأكد من امتلاكه لنظام ري بالتنقيط في مزرعته لتميز فاكهة المانجو بقلة استهلاكها للمياه، حيث تمر هذه الفاكهة بفترة تسمى "التعطيش" تتراوح بين شهر وشهر ونصف الشهر لتحفيزها على الازدهار، ولحساسية المانجو لملوحة التربة فإنه يتم تحليل التربة من قبل مركز الأبحاث الزراعية للتأكد من مدى إمكانية زراعتها.