تعد الأفلام من أهم الوسائل التي تستخدمها الدول للتعريف بثقافاتها، وإيصال رسائلها إلى شعوب العالم، وتستخدمها أيضا لتكوين صورة ذهنية معينة، إما لهدف سياسي أو اقتصادي أو ديني أو اجتماعي، والجميع يعلم كيف استخدمت "أميركا" تلك الأفلام، وحققت نجاحات باهرة، إذ استطاعت أن تخلق في أذهان شعوب العالم صورة نمطية بأن أميركا دولة لا تقهر، ويعلم الجميع أيضا كيف شوهت هذه الدولة صورتنا عبر تلك الأفلام. من هذا المنطلق، تبادر إلى ذهني سؤال: لماذا لا تكون لدينا صالات عرض سينمائية؟ كي نوظفها بشكل إيجابي بما يخدم الإسلام والمسلمين، وسياسة "دولتنا" أدامها الله عامرة شامخة، أعتقد أن الجواب لدى البعض هو، ربما لو سمح لتلك الصالات في السعودية فإنها ستتفتح أبوابا أخرى نحن في غنى عنها، وردي على هذا الجواب أن تلك الأبواب أصبحت مفتوحة على مصراعيها عبر الإنترنت، والقنوات الفضائية، التي يعرض أعظم مما نخاف أن يشاهده أبناؤنا في السينما. فإن صُرِّح لصالات السينما في السعودية سنكسب عدة مكاسب، أهمها: أننا سنستغل طاقات الشباب الذين يجدون "يوتيوب" متنفسا لهم لعرض أعمالهم، ونطور من قدراتهم بما يخدم التوجه الديني والسياسي للدولة. وكذلك سنحفظ شبابنا من السفر إلى الدول المجاورة لمشاهدة الأفلام هناك، وأيضا نستطيع أن نبث خلالها رسائل للشباب تخص الأمن الفكري لحمايتهم من الجماعات المتطرفة، ولعل الفائدة العظمى التي سنجنيها حين تعرض الأفلام السعودية في صالات العرض العالمية، ونوصل خلالها ما نريد توصيله حول ديننا الذي شوهته تلك الجماعات. نحن اليوم في حاجة ماسة إلى إرسال صوتنا إلى العالم، والسينما تعد من أفضل الوسائل التي قد توصلنا إلى العالم الخارجي، فلنفكر في دورها الإيجابي الذي يتجاوز السلبيات بمراحل.