وضع صعود الفريق الكروي الأول بنادي الاتفاق إلى مصاف دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، ونجاحه سريعا في استعادة موقعه الطبيعي، تساؤلات عديدة في ظل تواري عدد من الأندية العريقة عن المشهد ومعاناتها في العودة مجددا إلى دوري الأضواء أو حتى المحافظة على مكانتها بعد الهبوط للأولى، ولعل الرياض والنهضة وبعد هبوطهما هذا الموسم إلى دوري الثانية، يمثلان نموذجا قريبا لأندية ذات تاريخ حافل أخفقت في استرداد مكانتها، دون أن نغفل فرقا أخرى كالطائي وأبها والشعلة والأنصار والحزم والكوكب وأحد، فشلت هي الأخرى في ذلك رغم تعاقب الإدارات والأجيال. تأرجح الطائي والحزم ثمانية مواسم مرت على وجود الطائي في دوري الأولى، إلا أنه لم ينجح الطائي في أن يستعيد أمجاده منذ هبوطه للمرة الأولى موسم 2008، حيث بقي الفريق متأرجحا في منطقة الوسط بالدوري، وكذا هو الحال مع الحزم الذي بقي ينافس أندية الممتاز نحو سبعة مواسم وبدعم من عضو شرفه خالد البلطان، إلا أنه اختفى وتوارى عن الأنظار بعد ابتعاده، ليعجز الفريق حتى الآن عن العودة إلى مكانه الطبيعي بعد ثلاثة مواسم في دوري الأولى.
الرياض يودع الأولى يعد الرياض أحد أبرز وأهم الأندية التي فشلت في العودة، خاصة أنه يحمل سجل بطولات جيدا ممثلا في كأس ولي العهد وكأس الاتحاد وبلوغ أكثر من نهائي في مسابقة كأس الملك، ورغم الضخ المالي الكبير الذي يلقاه من قبل عضوه الداعم، الأمير فيصل بن عبدالعزيز، والداعم الأكبر ماجد الحكير، أخفق الرياض حتى في الاستمرار في دوري الأولى هذا الموسم، وهو هدف كان محبوه يأملون في تحقيقه قبل أن يصل حال فريقهم إلى الهبوط إلى الثانية، ويسابق شرفيون الآن الزمن من أجل العودة إلى دوري الأولى.
أفول نجمة عنيزة رغم احتضان محافظة عنيزة عددا من رجالات الأعمال إلا أن نادي النجمة لم ينجح حتى الآن في العودة إلى دوري الأضواء، ويمتلك النجمة تاريخا مميزا، إذ نجح في إمداد المنتخبات الوطنية بعدد من النجوم، كما تواجد في المربع الذهبي موسم 1997 قبل أن يخرج على يد الشباب ومن ثم الأهلي في لقاء الثالث والرابع، وهو يقبع الآن في دوري الثانية.
6 يعانون فيما بقت أندية الأنصار وأحد وأبها والكوكب والشعلة والنهضة متأرجحة بين الثانية والأولى، رغم التاريخ الذي تمتلكه في الدوري الممتاز ونجاحها في فترات سابقة في مقارعة أندية المقدمة وتخريجها عددا من المواهب المميزة التي أسهمت في خدمة منتخبات المملكة.
تجاهل المدرب الوطني عدم تغير الفكر الإداري لأغلب الأندية، وعدم استقطاب جيل شاب متحمس للعمل يفهم الواقع ويملك الفكر المتجدد. عدم تقنين المصاريف، نجد ناديا لا يملك المال ومع ذلك يتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الهواة برواتب عالية والمبالغة في صرف مكافآت في بعض مباريات الدوري. معظم تلك الأندية تعتمد على عجائز وبقايا أندية الممتاز، ولم تعد كسابق عهدها تمنح الثقة لمواهب مدارسها، بل وكانت تشرك لاعبين أعمارهم لا تتجاوز ال20. تلك الأندية صنعت أمجادها على يد مدربين وطنيين، بينما الآن يطغى تواجد المدرب العربي غير الملم بطبيعة اللاعب، خاصة الاجتماعية، كما لا ننسى غياب الخطط الواضحة للأندية. علي الضبعان عضو مجلس إدارة نادي الطائي
الإحباط سيد الموقف الصدمة النفسية للهبوط وتأثيرها وحاجة تلك الأندية إلى مزيد من الوقت للخروج منها واستشعار واقعها في ظل ابتعاد الداعمين والمحبين. لا تعد الأندية التخطيط المناسب للموسم الذي يلي الصعود، ويكون التفكير على المدى القصير للعودة وإن لم ينجح النادي في العودة يصبح الإحباط سيد الموقف. هذا الإخفاق يضاعف الصدمة النفسية ويسبب الإحباط، وبالتالي تعود منسوبو النادي وجماهيره على وضعه الحالي، وبالتالي يبدأ الانحدار على كافة المستويات. أرى أن من بين الحلول وجود إدارة مخلصة وعمل تكاملي، بجانب تخطيط محكم والعمل على إيجاد أجهزة فنية مميزة، والاعتماد على الفئات السنية، والابتعاد عن اللاعبين المتقدمين عمريا ممن فقدوا الطموح ولا يهتمون سوى بالمال. حمود الصيعري مدرب وطني