تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام تدور في رأسه وتعصف به فيستمطرها فلا تخرج ولو قطرة واحدة فيفسر بها حالته ... قد تلم به الكآبة بسبب فراغه وقد تودي به كآبته إلى منيته وإلى انتحاره في بعض الأحيان. صرخ في الصحراء فلم يجد للصرخة صدىً فضاعت في الآفاق .. صرخ على قمم الجبال فرجعت صرخته بقوتها في وجهه بعد ارتطامها بالجبل ... صرخ في المدينة بصخبها فلم يسمع لصرخته صوتا ... صرخ في القرية في الهجرة في الوادي في الجزيرة صرخ وصرخ ولكن لا مجيب لصرخاته. تفكير ملح في مستقبله وأسئلة يريد لها إجابات ... متى ؟ولم ؟ وأين ؟ متى أكون مستقلاً بذاتي؟ ولم أنا في هذه الحالة المزرية ؟ وأين الحلول الناجعة التي تفضي بحياتي للحياة الهانئة ؟ ذهب العمر بدون فائدة أهدر الوقت لا يدري لماذا؟ من السبب في بروز هذا الشخصية ؟ ومن المحاسب على ذلك ؟ .. السبب هو الأبواب التي يدخل منها شبابنا وقد ملئوا تفاؤلاً ونشاطاً وحيوية وخرجوا من نفس الأبواب وهم يتوشحون وشاح البطالة واليأس والخمول . ألم يئن لهذه الأبواب أن تسد وتؤصد أو في أقل تقديرٍ أن تقلص الأعداد التي تخرجها لنا فقد أصبحت ضارةً أكثر منها مفيدة ,كليات وأقسام لا فائدة منها ولا طائل أخرجت لنا شباباً لا حاجة منهم سوى ملء مجتمعاتنا بالبؤس وتكديس البيوت والشوارع بشبابٍ في مقتبل أعمارهم لكن لا يستفاد من طاقاتهم وحيويتهم حيث إنهم خلاصة المجتمعات وقوتها فقد ملأت هذه الشريحة معظم المجتمعات فلا يكاد يخلو بيت من بيوتنا من هؤلاء الذين لا حول ولا قوة لهم ... فإذا كان سوق العمل لا يتسع لهم ولا يتطلب تخصصاتهم فلم نبقي هذه الأبواب مشرعة ومفتوحة على مصراعيها تستقبل وتتصيد الشباب وتهدر أوقاتهم الثمينة والرخيصة وفي نهاية مطافها تخرج شباباً لا حاجة لهم ... حتى أصبحت نظرات الازدراء والمقت لا تفارقهم ... ما الذنب الذي اقترفوه ؟ غير أنهم ضحية أخطاء غيرهم فبدلاً من تشجيعهم وإعانتهم يركلون خارج الأسوار ويتبرأ منهم وكأنه لم تكن هناك صلة سابقة بينهم . ما المانع لو صرفت لهم الإعانات الرمزية التي تعينهم وتشجعهم ؟ حتى يتمكنوا من الوقوف على قدميهم.