على مدى أكثر من خمس سنوات منذ اشتعال ما يسمى ثورات الربيع العربي في يناير 2011 وحتى الآن، تركت هذه الثورات بصماتها على المنطقة بأسرها، بما خلفته من حالة فوضى، وتوابع خطيرة أضرت بالمنطقة كلها، وأصبحت تهدد أمن واستقرار الدول الآمنة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وأخطر ما نتج هو استشراء الإرهاب وتوحشه بشكل مفزع في جميع الأنحاء. وحسب تقارير سياسية فإنه رغم ظهور تنظيم القاعدة وبعض الخلايا الإرهابية في بعض البلدان العربية قبل هذه الفترة بسنوات، إلا أن حالة الفوضى التي خلفتها تلك الثورات، أسهمت في نمو هذه الخلايا، لافتة في نفس الوقت إلى أن الضربات الاستباقية لأجهزة الأمن العربية نجحت في ضبط نحو 64 خلية خلال الأعوام القليلة الماضية، تصدرتها المغرب بضبط 25 خلية، بينما توزعت باقي الخلايا المقبوض عليها بين مصر وتونس والكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية واليمن والإمارات والصومال. الدور الإيراني أشارت التقارير إلى الدور الإيراني في ظهور عدد كبير من الخلايا الإرهابية، منوهة في ذلك بسجل إيران الحافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها والضرب عرض الحائط بكافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية. وحسب التقارير فإن بيان وزارة الخارجية السعودية الصادر في 20 يناير الماضي، جسد انتهاك إيران السافر لسيادة الدول والتدخل في شؤونها، وأن النظام الإيراني يعد الدولة الأولى الراعية لللإرهاب في العالم، حيث أسس العديد من المنظمات الإرهابية في الداخل "فيلق القدس وغيره"، وفي الخارج حزب الله في لبنان وحزب الله الحجاز وعصائب أهل الحق في العراق وغيرهم كثير من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول، بما فيها الحوثيون في اليمن، كما دعمت منظمات إرهابية أخرى، مثل القاعدة والذي آوى عددا من قياداته، ولا يزال عدد منها في إيران.
تلاشي الهدوء قالت التقارير إن منطقة المغرب العربي التي كانت تعد من المناطق الهادئة نوعا ما بالمقارنة بما يحدث على الجانب الآخر الشرقي من العالم العربي، دخلت هي الأخرى حزام النشاط الإرهابي بعد أن صدرت عدة تهديدات إرهابية تتوعدها وتهددها بعمليات خطيرة. فبعد أن هدأت موجة العنف كثيرا في الجزائر خلال الفترة الأخيرة عادت فلول التنظيمات الإرهابية تنشط من جديد وتحدث تفجيراتها وكان أخطرها ما حدث في أيام عيد الفطر الماضي وراح ضحيته عدد من الجنود الجزائريين. وشهدت تونس هي الأخرى موجات مختلفة الدرجات لعمليات ونشاطات إرهابية راح ضحيتها العديد من الضحايا المواطنين والأجانب كان أشهرها حادث سوسة وحادث متحف باردوز. وفي المملكة الغربية توجد حالة من التوجس والترقب لأية أعمال إرهابية بعدما ارتفع عدد قضايا الإرهاب بنسبة 130% خلال العامين الأخيرين، حسب الأرقام الرسمية للقضاء المغربي.
8 آلاف متطرف أشارت التقارير إلى أنه يوجد 1500 ميليشيا مسلحة في ليبيا، وأن أموال الإرهابيين في الجزائر بلغت 200 مليون دولار، لافتة في هذا الصدد إلى أن هذا الحجم يهدد باستمرار الفوضى في الشمال الإفريقي كله. وكان المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية أعلن عن إحصاءات لأعداد المتشددين الذين ينتمون إلى منطقة المغرب العربي، لافتا إلى تجاوز عددهم 8 آلاف متطرف، منهم أكثر من ألف جزائري وموريتاني و1200 مغربي و2500 ليبي و3 آلاف تونسي. الأمر الذي يعد سببا خطيرا للنيل من استقرار تلك المنطقة في حال عودتهم أو تواصلهم مع نشطاء بالداخل وهو ما يثير مخاوف الجهات المعنية من مسؤولين وباحثين في النشاط الإرهابي بتلك المنطقة.