مع استمرار الأزمة السياسية بين القوى العراقية الممثلة في البرلمان، اندلعت في قضاء طوز خور ماتو شمال شرق محافظة صلاح الدين، مواجهات مسلحة بين قوات حرس الإقليم وفصائل الحشد الشعبي. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية قولها إن "المواجهات أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر الحشد وضابط برتبة عميد من قوات حرس الإقليم، وإصابة ستة عناصر آخرين من الحشد وعنصر من البيشمركة وامرأتين من أهالي القضاء بجروح متفاوتة، فضلا عن قطع الطريق الرابط بين محافظة كركوك والعاصمة بغداد. ويعد قضاء طوزخورماتو من المناطق المتنازع عليها التي يطالب بها إقليم كردستان، بحجة أن النظام السابق اقتطعها وضمها إلى محافظاتكركوك وديالى ونينوى وصلاح الدين. من ناحيته، عزا النائب عن التحالف الكردستاني محسن السعدون، أسباب اندلاع المواجهات المسلحة في القضاء إلى استمرار الخلاف السياسي بين الأطراف العراقية وتوقف عمل البرلمان، وقال في حديث إلى "الوطن" إن التصريحات ضد الكرد وحكومة الإقليم خلال الأيام الماضية تصاعدت بشكل واضح، حيث تبنى بعض النواب خطابا معاديا لأبناء القومية الثانية في العراق، تنفيذا لمخطط إثارة نزاع مسلح ضد الكرد. وسبق أن شهد قضاء طوزخورماتو في أكتوبر الماضي مواجهات مسلحة استمرت نحو أسبوع بين فصائل الحشد الشعبي وقوات البيشمركة أدت إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح وتدمير منازل وممتلكات عامة وخاصة. جلسة برلمانية بينما شكل النواب المعتصمون فريقا تفاوضيا لإجراء اتصالات مع زعماء القوى السياسية لعقد جلسة كاملة النصاب لتنفيذ ما وصفوه بإلغاء المحاصصة الحزبية والطائفية في إدارة الدولة، أكد البرلمان استعداده للتصويت على التشكيلة الوزارية الجديدة بجلسة تعقد برئاسة سليم الجبوري خلال الأسبوع الجاري. وقال المستشار الإعلامي لرئيس المجلس أحمد محجوب في تصريح إلى "الوطن" إن الأجواء أصبحت موائمة لعقد جلسة خاصة لاستئناف بحث مبادرة الرئيس فؤاد معصوم لحل مشكلة رئاسة البرلمان، نافيا في الوقت نفسه تقديم سليم الجبوري طلبا إلى المحكمة الاتحادية للطعن بقرار إقالة رئيس مجلس النواب ونائبيه. وقال "لقاءات الجبوري مع القوى السياسية خلال الأيام الماضية والكتل النيابية وحتى مع المعتصمين أسفرت عن بلورة اتفاق على عقد جلسة بنصاب كامل ستخصص للتصويت على التشكيلة الوزارية الجديدة"، معربا عن أمله بأن يلتزم البرلمانيون بتعهداتهم بالحفاظ على الشرعية لتجاوز الأزمة. مبادرة الرئيس كان الرئيس العراقي فؤاد معصوم طرح مبادرة تتضمن ست نقاط، من أبرزها إعادة التصويت على إقالة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ونائبيه همام حمودي، وارام شيخ محمد، بعقد جلسة استثنائية. ومع رفض البرلمانيين المعتصمين التراجع عن قراراهم بإقالة الجبوري ونائبيه، قال النائب عبدالعظيم عجمان، في تصريح إلى "الوطن" إنهم ماضون في تنفيذ مشروعهم الإصلاحي بتغيير الرئاسات الثلاث، ولا عودة إلى الوراء، وأضاف "شكلنا وفدا تفاوضيا سيُجري مباحثات مع زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، ورئيس منظمة بدر هادي العامري"، مشيرا إلى أن الوفد سيتوجه إلى إقليم كردستان لغرض الاتفاق على إجراء انتخابات هيئة رئاسة جديدة للبرلمان. وكان زعيم التيار الصدري دعا أتباعه إلى تنظيم تظاهرة الإثنين الماضي للضغط على مجلس النواب لعقد جلساته الرسمية وإنهاء الانقسام بين أعضائه، بينما التزم نواب التحالف الكردي بقرار رئيس المجلس سليم الجبوري القاضي بتعليق جلسات البرلمان حتى إشعار آخر، ورفضوا ما سموه تجاوز الشرعية وإقصاء المكون الكردي من المشاركة في إدارة الدولة.