اتهمت روسيا، وفدَ المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، بأنه يخضع لأغلبية متطرفة، معربة عن أسفها لتعليق مشاركة وفد اللجنة العليا للمفاوضات. وقال مندوب موسكو الدائم لدى الأممالمتحدة أليكسي بورودافكين، إن وفد المعارضة في جنيف تغلَّب عليه المتطرفون، واصفا قرار تعليق مشاركته بالخاطئ، مشيرا إلى أن الأسباب التي تستند إليها اللجنة العليا "غير مقنعة على الإطلاق". وأشار بورودافكين إلى أن المعارضة السورية لم ترغب منذ البداية في إجراء أي مفاوضات، وقال إنهم قدموا شروطا مسبقة وإنذارات أخيرة، وما يزاولون يعولون على استمرار النزاع المسلح الدموي في البلاد. من جهتها، تعوّل الدبلوماسية الروسية على تمرير مقترحات وفد نظام دمشق لإطالة بقاء الأسد في السلطة، وهو ما ترفضه المعارضة التي أكدت رفضها اقتراحا نقله المبعوث ستيفان دي ميستورا ببقاء الأسد في منصبه خلال المرحلة الانتقالية، مع تعيين ثلاثة نواب له تختارهم المعارضة، وقال العضو المفاوض خالد المحاميد، إن ما عرضه دي ميستورا يشكل خروجا عن مقررات جنيف1 والقرار الدولي 2254. وأضاف "أكدنا له أنه لا يمكن القبول بذلك، وجئنا إلى جنيف بموجب قرار مجلس الأمن الذي وضع خارطة طريق للحل السياسي في سورية"، مبينا أن المعارضة لم تأخذ الاقتراح على محمل الجد، ولم ولن تناقشه. ويرى قانونيون أن مقترحات دي ميستورا تعني إبقاء الأسد في منصبه وفق المراسيم البروتوكولية في مرحلة الانتقال السياسي، ولكنها من جهة أخرى –وفق محللين سياسيين- محاولة فاشلة للخروج من دوامة الحلقة الفارغة التي تتلخص في تشكيل هيئة الحكم الانتقالي قبل الدستور، أو وضع الدستور قبل هيئة الحكم الانتقالي، مؤكدين أن نظام الأسد يواصل المراوغة لتفريغ المبادرات من مضمونها، واستخدام أساليب غير عقلانية للحفاظ على نظام الأسد في دمشق.