كشف رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل محاور المؤتمر الدولي "سعود الأوطان" الذي ينظمه المركز عن الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، بحضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات والقيادات السياسية ووزراء الخارجية والدبلوماسيين والشخصيات العامة. وثمن الأمير تركي الفيصل رعاية وحضور خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر، مؤكدا أن هذا التشريف يعبر عن حرص القيادة السعودية على تكريم أبناء الوطن البارزين في كل المجالات، واهتمام القيادة بدعم النماذج المضيئة في تاريخنا الحديث وتسليط الضوء عليها، لما فيه مصلحة الأجيال المقبلة. مسيرة حافلة أشار رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية خلال مؤتمر صحفي عقد أمس يسبق انطلاقة الملتقى في ال17 من الشهر الجاري ويستمر لمدة ثلاثة أيام، إلى أن القائمين عليه حرصوا على أن تشتمل محاوره مسيرة الأمير سعود الحافلة من خلال محاضرات عامة وجلسات خاصة تتناول جوانب مختلفة من حياة الأمير الراحل، وملامح السياسة الخارجية السعودية لديه، وأهم الأحداث التاريخية التي شهدها، مبينا أنه سيتحدث في هذه المحاور أشخاص لهم معرفة خاصة بسعود الفيصل وما قدمه من خدمات، من الأمور التي عني فيها المركز هو وضع موقع إلكتروني للمؤتمر بحيث يكون تفاعليا قدر الإمكان. الصورة كاملة ذكر الأمير تركي الفيصل أن هناك مشروعا لإصدار مؤلف عن سيرة الأمير سعود الفيصل سيشتمل على أوراق العمل المقدمة بالمؤتمر، إضافة إلى استكتاب آخرين ليكملوا الصورة الكاملة لحياة الراحل الكبير الذي لم يسعف الوقت للانتهاء منه قبل انطلاقة المؤتمر. كما بين أن هناك فيلما وثائقيا يجري التحضير له بالإضافة إلى وضع أرشيف للأمير سعود بالتعاون مع وزارة الخارجية ووزارة الإعلام سيغطي جوانب حياته قدر المستطاع، إضافة إلى أنه سيكون هناك مركز إعلامي للمؤتمر لتسهيل التغطية، مشيرا إلى أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية يدرس فكرة تأسيس جائزة خاصة بالأمير سعود، مؤكدا أن للمركز تجربة كبيرة في الجوائز العالمية من خلال جائزة الملك فيصل العالمية. مرحلة مهمة تطرق الأمير تركي الفيصل خلال المؤتمر لبعض حياة الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، الذي اعتبرها مرحلة مهمة في تاريخ الدبلوماسية السعودية خاصة والعربية والإسلامية والدولية عامة. وذكر أن الراحل تجاوزت خدمته في وزارة الخارجية ال43 عاما، مشيرا إلى أن الأمير سعود عمل لخدمة خمسة ملوك، منها خدمة أربعة ملوك كوزير للخارجية، بالإضافة إلى خدمة والده عندما عمل وزيرا للبترول. وحول الظروف السياسية الإقليمية والدولية أثناء توليه وزارة الخارجية استعرض الأمير تركي الفيصل لمحة بسيطة مما قدمه سعود الفيصل في هذا المجال عندما بدأ حياته العملية وزيرا للخارجية عام 1395، بعد انتهاء حرب رمضان التي أطلقت مشاريع السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأدت إلى ما نحن فيه الآن، ثم في ذلك العام انطلقت الحرب اللبنانية من بدايتها، وكان له دور مهم فيها إلى أن انتهت باتفاق الطائف. حماية البيئة أبان رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية خلال حديثه أن الأمير سعود لم يكتفي -رحمه الله- بالأمور السياسية، وإنما اهتم بقضايا أخرى بعيدا عن السياسة، منها تأسيس هيئة حماية الحياة الفطرية بجميع جوانبها، من إنشاء مناطق محمية للحفاظ على الحياة الفطرية والعناية بها، ثم إعادة إدخال أنواع من الحيوانات التي انقرضت بالمملكة مثل النعام والغزال الوضيحي وطائر الحبارى وغيرها.