لن ينسى المسلمون هذا التحالف الإسلامي التاريخي الذي يعد الأول في التاريخ العالمي للقضاء على الفكر المتطرف، في زمنٍ ضرب الإرهاب أطنابه في العالم، وذاق منه الشرق والغرب مرارة القتل والدمار والعذاب، فالحرب على الإرهاب لا تتطلب قوة عسكرية فحسب، بل لابد من قوة فكرية تصاحبه ، فجاءت الإرادة السعودية باستئصال الإرهاب من جذوره، فأوجدوا تحالفاً إسلامياً عالمياً للقضاء عليه، وهذا هو عين المنهج الذي سلكه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حربه على الخوارج قادة الإرهاب والتطرف، حيث أرسل حبر الأمة عبدالله بن عباس لمناظرة الخوارج، فرجع منهم الثلث، ثم قتل سائرهم على ضلالة، بعد أن استخدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه القوة الفكرية والعسكرية معهم، وهذه هي السياسة المحنكة التي تقوم على القوة والفكر، فهذا التحالف هو خطوة رائدة سينقشها التاريخ على صحائف الذهب، وسوف تكون شرفا وعزًا، ومدرسة في التعامل مع كل تطرف يضرب العالم، لأنه سيقضي على الإرهاب الذي مزق الأمم واستهدف البلدان الإسلامية والعربية وغيرها، وأهلك الحرث والنسل ودمر القيم الإنسانية، والمعالم الروحانية، واستخدمه المتأسلمون الخونة للغدر بالإسلام وأهله لأجل الوصول إلى السلطة، فقد ذاق منه المسلمون على وجه الخصوص مرارة التفرق والاتهام والاضطهاد وفقدان الأمن والأمان، وهدمت بسببه المساجد، والشعائر ونهبت المعالم والآثار، وانتهكت الأعراض وقتل فيه الأبرياء، وهذا الإرهاب البشع هو الذي جعل سورية أخطر من أفغانستان، في تهديدها للأمن الدولي، فقد أصبحت أكبر وكر لتفريخ المقاتلين، وإرسالهم إلى بلدانهم لبدء العنف، وهو الذي جعل من الليبيين الذين عانوا من ظلم القذافي، ينكرون سرد ظلم تلك الحقبة، لأنهم صاروا يشكون الفوضى والإرهاب الذي حل مكان ظلم وجبروت القذافي، وهو الذي مكن لحزب الله من العبث بمقدرات لبنان، فضيع جمالها وهويتها، وهو الذي جعل عصابات بوكو حرام تعبث بأكبر دول القارة السمراء، بل كان هو السبب في تزايد النفوذ الإيراني حتى أثر جدًا على القرار السياسي في العراق، مما سبب الفوضى السياسية، وزيادة التمكين لداعش في العراق وسورية، وهو الذي جعل من الصعاليك الحوثة شبحًا من ورق، فهذا التحالف جعل العالم يستبشر بخروج فجر جديد يحقق الأمان والحياة المستقرة، بعد أزمة الفوضى الخلاقة. ما يميز هذا التحالف الإسلامي إشراف سلمان الحزم والعزم عليه، وقيادة ولي ولي العهد له، لما كونه من خبرة كافية للتعامل مع الإرهاب في الداخل ونجحت فيه وزارة الداخلية بقيادة ولي العهد، والذي كان من نتائجه المشرقة تجفيف وتجريم الأحزاب والجماعات المتأسلمة الداعمة له، وهذا التحالف سيقطع الطريق على الرماديين الذين يحذرون من الدواعش ويثنون على منبع الإرهاب (الجماعة المتأسلمة) الإخوان المسلمين التي جلبت الويلات للشعوب بمختلف دياناتها، فهي التي خرج من رحمها تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وداعش، لأنهم الآن أمام مبادرة قوية حازمة، يتبناها قائد أذهل الجميع من خلال شجاعته وقوته وإقدامه، ويشرف عليه وزير الدفاع الصارم المسلول الذي عرفه العالم قاطبة في عاصفة الحزم، التي أنقذت اليمن من مهلكة ومسغبة هي الأسوأ في تاريخ العالم.