سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين: المملكة لم تدخر جهداً في مكافحة الإرهاب فكراً وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة افتتاح المؤتمر العالمي «الإسلام ومحاربة الإرهاب» تحت الرعاية الملكية وبحضور خالد الفيصل
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن المملكة العربية السعودية كما تعلمون لم تدخر جهدا في مكافحة الإرهاب فكرا وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة. وقال أيده الله.. فعلى الصعيد الوطني تصدت أجهزتنا الأمنية للإرهابيين بلا هوادة ولم يتوان رجالها البواسل عن ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم في مهدها وبذلوا أرواحهم في سبيل ذلك وكذا تشارك قواتنا الجوية في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة امس في حفل افتتاح المؤتمر العالمي الإسلام ومحاربة الإرهاب الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمقر الرابطة في مكةالمكرمة وفيما يلي نص الكلمة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي المملكة رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي.. معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أمين عام الرابطة.. ضيوفنا الأفاضل الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شرف عظيم أن ينيبني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله في المثول أمام هذا المحفل الجليل لألقي كلمته هذه إلى مؤتمركم الموقر.. الحفل الكريم.. يطيب لي أن أرحب بضيوف المملكة العربية السعودية وأحيي الحضور الكريم في هذا المؤتمر الذي يشرف بانعقاده على صعيد أم القرى مهبط الوحي بخاتم الرسالات السماوية على الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وفي أفيائها القدسية بجوار البيت العتيق والكعبة المشرفة. وإنكم لتجتمعون اليوم على أمر جلل يهدد امتنا الإسلامية والعالم اجمع بعظيم الخطر جراء تغول الإرهاب المتأسلم بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم في كثير من الأرجاء جاوزت جرائمه حدود عالمنا الإسلامي متمترسا براية الإسلام زورا وبهتانا وهو منه براء. وفضلا عن الخسائر الفادحة في الأرواح والبنيان والشتات وتقسيم الأوطان فان الخطر الأعظم على امتنا أن هؤلاء الإرهابين الضالين المضلين قد أعطوا الفرصة للمغرضين المتربصين بالإسلام حتى في الدوائر التي شجعت هذا الإرهاب او أغمضت عينها عنه أن يطعنوا في ديننا القويم الحنيف ويتهموا أتباعه الذين يربو عددهم عن المليار ونصف المليار بجرم هذا الفصيل السفيه الذي لا يمثل الإسلام من قريب أو بعيد. وقد سوغت جرائمهم المنكرة تجريد الحملات العدائية ضد الأمة ودينها وخيرة رجالها وترويج صورة الإرهاب البشعة في أذهان الكثير من غير المسلمين على أنها طابع الإسلام وأمته وتوظيفها لشحن الرأي العام العالمي بكراهية المسلمين كافة واعتبارهم محل اتهام ومصدر خوف وقلق فضلا عن الحرج والارتباك الذي تعرضت له الدول الإسلامية ومنظماتها وشعوبها أمام الدول والشعوب التي تربطها بنا علاقات تعاون حيث كادت هذه العلاقات تهتز وتتراجع في إطار موجة من الضيق بالمسلمين والتحامل عليهم جراء هذه الجرائم الإرهابية. أجهزتنا الأمنية تصدت للإرهابيين بلا هوادة ولم يتوان رجالها البواسل عن ملاحقتهم وقواتنا الجوية تشارك في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب الأخوة الأكارم.. والمملكة العربية السعودية كما تعلمون لم تدخر جهدا في مكافحة الإرهاب فكرا وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة. فعلى الصعيد الوطني تصدت أجهزتنا الأمنية للإرهابيين بلا هوادة ولم يتوان رجالها البواسل عن ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم في مهدها وبذلوا أرواحهم في سبيل ذلك وكذا تشارك قواتنا الجوية في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب. كما تصدى علماؤنا الأفاضل بالرد الحاسم على ما يبثه الإرهابيون من مسوغات دينية باطلة يخدعون بها الناس وبينوا تحذير الإسلام من العنف والتطرف والغلو في الدين وتحزيب الأمة والخروج على ولاة أمرها وأن الوسطية والاعتدال والسماحة هي سمات الإسلام ومنهاجه القويم وأن من حاد عن هذا المنهاج لا يمكن أن يخدم الأمة ولا يجلب لها إلا الشقاء والفرقة والبغضاء. واسهم الباحثون لدينا في الجامعات وغيرها بتقديم بحوث ودراسات رصينة عن ظاهرة الإرهاب وتحليل أهداف الجماعات الإرهابية ووسائلها وخططها وإبراز أخطارها الجسيمة على المجتمعات وكشف صلتها بالمخططات العدائية للأمة وكيفية تسخيرها لتنفيذ تلك المخططات عن علم أو عن غفلة وغباء. وقامت مؤسساتنا الإعلامية المتنوعة بتعرية الإرهاب وتسليط الضوء على جرائمه وتنظيماته وشخصياته وكشفت للناس عن سلوكهم وأهدافهم وأساليبهم في إغواء الأغرار واستقطابهم. وعلى الأصعدة العربية والإقليمية والإسلامية وضعت المملكة يدها في أيدي الأشقاء لمواجهة الظاهرة الإرهابية أمنيا وفكريا وقانونيا وكانت هي الداعية إلى إقامة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية يدرأ الفتن ويجمع الأمة بكامل أطيافها على كلمة سواء. كما عملت المملكة على مكافحة الإرهاب مع المجتمع الدولي من خلال المؤتمرات والمحافل والهيئات الدولية وكانت هي الداعية لإنشاء مركز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات والمؤسسة والداعمة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأممالمتحدة. وعلى الرغم من تحقيق هذه الجهود وغيرها في الدول الإسلامية نتائج جيدة إلا أن الإرهاب مازال يعبث بجرائمه هناء وهناك خاصة في الأوطان العربية والإسلامية التى تعرضت لاهتزازات وقلاقل. أمتكم الإسلامية وكل شرفاء العالم على ثقة تامة بأن تصدر عن مؤتمركم الموقر نتائج عملية الأخوة الأفاضل.. أمام هذا الخطر الداهم الذي يتمدد وتتداعى آثاره وتتنامى شروره يوما بعد يوم وتستعصي مواجهته الحاسمة فرادى وإدراكا من المملكة العربية السعودية لواجباتها ومسؤولياتها تجاه امتنا الإسلامية جاءت دعوتي لعقد هذا المؤتمر في إطار رابطة العالم الإسلامي لتشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمين في العالم وتدرأ خطره العظيم على كيان امتنا الإسلامية بل وعلى العالم أجمع بوضع خطة إستراتيجية فاعلة نلتزم بها جميعا لمكافحة هذا الداء الوبال الذي هو صنيعة الفكر المتطرف لهؤلاء الجهال والعملاء واستلاب ساحة الفتيا الشرعية من غير أهلها ولي عنق النصوص الأصيلة لخدمة أغراض أصحاب هذا الفكر الدنيوية وتهييج مشاعر النشء والعامة واستدرار عواطفهم الدينية بمبررات ما أنزل الله بها من سلطان وإني إذ أثمن عاليا تجاوب هذه القمم الفكرية الإسلامية لدعوتي وتداعيها إلى هذا المؤتمر بعلمها وخبراتها وإخلاصها لقضية الأمة الراهنة أؤكد لكم أن أمتكم الإسلامية وكل شرفاء العالم على ثقة تامة بأن تصدر عن مؤتمركم المؤقر نتائج عملية تعطي دفعا منظما وقويا للجهود المبذولة على مسار التصدي لهذه الظاهرة الدخيلة على عالمينا العربي والإسلامي وتقطع الطريق على الذي يستغلون هذه الآفة لخدمة أغراضهم ومآربهم على حساب مصالح أمتنا وأمن شعوبها واستقرار دولها وازدهار أوطانها. وأن تؤسسوا لبرامج ومشاريع تتعاون فيها إعدادا وإنجازا كافة الجهات الرسمية والشعبية في عالمنا الإسلامي تسهم في رفع مستوى الوعي لدى الأمة بأخطار الإرهاب وأضراره وبسلبيات التقاعس عن التصدي له أو اتخاذ مواقف حيادية منه وبيان أن ذلك يطيل في عمره ويثقل كاهل الجهات القائمة على مواجهته وأن على الجميع أفرادا ومؤسسات مضاعفة جهودهم في مواصلة مكافحة الإرهاب فكرا وسلوكا ومحاصرة الإرهابيين حيثما ثقفوا والتحذير من تقديم أي عون لهم أو أي من ألوان التعاطف معهم. الحفل الكريم.... أختم بالشكر لكم جميعا ولرابطة العالم الإسلامي بقيادة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ رئيس مجلسها الأعلى وأمينها العام الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي على ما تقوم به من جهود مباركة في معالجة قضايا الأمة المعاصرة وعلى رأسها قضية مكافحة الإرهاب ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار التي يدعو إليها ديننا دين الرحمة والسلام والأمن والأمان. سائلاً المولى جل وعلا لمؤتمركم التوفيق والسداد... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكان المؤتمر العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب" الذي يستمر ثلاثة أيام قد بدأ أعماله بالقرآن الكريم ثم ألقى فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب كلمة أكد فيها ان هذا المؤتمر يأتي في وقته الصحيح وتوقيته الدقيق مع أشباهه ونظائره من المؤتمرات الكبرى في الشرق والغرب للتصدي لهذا البلاء الشديد الذي ابتليت به منطقتنا العربية، والمتمثل في جماعات العنف والإرهاب الغريبة عن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وتاريخاً وحضارة، والتي لا تمت إلى هدي هذا الدين الحنيف بأدنى صلة أو سبب.. بل نبذت هذه الجماعات حكم القرآن الكريم والسنة وراء ظهورها، واتخذت من الوحشية البربرية منهجاً ومذهباً واعتقاداً نزعت الرحمة من قلوبهم، فهي كالحجارة أو أشد قسوة ولقد برئ الله منهم ورسوله وصالح المؤمنين، ومن المؤلم أن هؤلاء قساة القلوب غلاظ الأكباد قد خرجوا عن السيطرة، حتى كدنا نعتاد أساليبهم المتوحشة، وممارساتهم اللاإنسانية في تنفيذ جرائمهم البشعة، وكأنهم يتحرقون تحرق الظمآن إلى القتل وقطع الرؤوس وحرق الأبرياء وهم أحياء، إشاعة للذعر والخوف والرهبة في قلوب الناس بل إن هؤلاء المجرمين بلغوا من قسوة القلب وتحجر الشعور أنهم كانوا يتقاذفون رؤوس القتلى بين أرجلهم، ويلعبون بها وهم يضحكون. المفتي العام:اجتماع المسلمين على هذا الموضوع العظيم ومحاربته والتضييق على أهله أمر مطلوب أمنياً وفكرياً وأشار شيخ الأزهر إنه لم يحدث للمسلمين -في تاريخهم- أن أمسى بأسهم بينهم شديداً على هذه الشاكلة الشنعاء التي نراها الآن وأن هذه الأمة التي قال الله تعالى فيها: «كنتم خير أمة أخرجت للناس» قد أفضت بها الأيام إلى حاضر بئيس، وخطب فادح، وأمر جلل، ارتكست معه الأمة العربية والإسلامية في حمأة الفوضى والاضطراب والتمزق والانفلات، وتشوهت صورة الإسلام في عيون الناس في الشرق والغرب بل في عيون الناشئة من أبناء المسلمين أنفسهم. وتطرق فضيلته الى تفسير ظاهرة الإرهاب القاتل الذي يجثم الآن على صدر هذه الأمة المغلوبة على أمرها. ورأى ان أبرز أسباب ظاهرة الإرهاب هو التراكمات التاريخية لنزعات الغلو والتشدد في تراثنا والتي نشأت من تأويلات فاسدة لبعض نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الأئمة.. ففي هذه التراكمات منزلقات تؤدي إلى التكفير لأدنى ملابسة أو سبب وفيها نزعات قد انغلقت على بعض الآراء الفقهية والعقدية، تراها الحق الذي لا حق غيره، وتحكم على من يخالفها بالكفر وبالخروج من الملة وهذا ما حفظه لنا التاريخ عن الخوارج واجترائهم على قتل الصحابة بعد تكفيرهم وقتل عليٍ رضي الله عنه وبقر بطون الحوامل.. وهو -أيضاً- ما يعود اليوم إلى الساحة من جديد على أيدي هؤلاء التكفيريين.. ومن قبلهم على أيدي كثيرين سلكوا مسلك التكفير المتبادل بين أتباع المذاهب المختلفة التي يتسع لها الإسلام ويطويها تحت جناحه الرحب وراحوا يعلنون الجهاد على المسلمين الآمنين، يقطعون الرؤوس ويحرقون الأسرى وهم أحياء.. ويقتلون الأسير الذي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم نهياً صريحاً عن قتله في جيش العدو فكيف بقتل العمال الآمنين في بلاد الإسلام إن هؤلاء ما كانوا ليقدموا على نبذ هذه الحدود الشرعية لولا أنهم يعتقدون اعتقاداً خاطئاً زائفاً بأنهم قادة جيوش مسلمة ضد شعوب كافرة وفي ديار كافرة ولولا أنهم يعثرون على ما يبرر انحرافهم الديني والعقدي من تراث الخوارج وغير الخوارج ممن اعتنقوا عقيدة التكفير وتمذهبوا به قديماً وحديثاً وصاروا مبعث فتنة ومصدر فرقة واختلاف وتمزق لوحدة المسلمين في القديم والحديث أيضاً. شيخ الأزهر: جماعات العنف والإرهاب الغريبة عن الإسلام اتخذت من الوحشية البربرية منهجاً ومذهباً واعتقاداً وشدد فضيلته على انه مالم نحكم السيطرة التعليمية والتربوية في مدارسنا وجامعاتنا على فوضى اللجوء إلى الحكم بالكفر والفسق على المسلمين فإنه لا أمل في أن تستعيد هذه الأمة قوتها ووحدتها وأخوتها وعبر عن امله ان تقرر منهجا دراسيا في المدارس والجامعات يعنى عناية خاصة بتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة حول قضايا شغلت الأذهان والعقول، مثل قضية الجهاد، وقضية التكفير، وخطر الفرقة والتنازع وأنه طريق معبد للفشل الذريع.. وكيف أن القرآن الكريم ربط بينهما ربط المسبب بالسبب والمعلول بالعلة فقال: «وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين». وسأل الله تعالى في ختام كلمته أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله لما فيه خير البلاد والعباد ولما فيه مصلحة العرب والمسلمين، وأن يحقق على يديه وإخوانه قادة العرب والمسلمين وحدة هذه الأمة وإعلاء كلمة الإسلام وعز المسلمين ومجدهم. ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة وبالمشاركين وبين معاليه أن المؤتمر سيركز في جلساته وأعماله ولجانه، وما سيصدر عنه، على الجوانب العملية في البرامج والخطط، أملاً في وضع خطة شاملة لمكافحة الإرهاب في العالم الإسلامي وخارجه، ودعوة الدول والمنظمات والجهات المعنية المختلفة، للتعاون مع الرابطة في متابعتها والمشاركة في تنفيذها. وأوضح الدكتور التركي ان مكافحة الإرهاب خاضت تجربتها العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، واكتسبت كل دولة فيها خبرة نوعية في المعلومات والممارسة، بحسب طبيعة الإرهاب الذي واجهته والظروف الوطنية والدولية التي كانت سائدة ويمكن وضع هذه التجارب في ميزان التقويم ومحك النظر، للاستفادة من الصالح منها الملائم لبيئة المسلمين المتوافق مع ثقافتهم، على مسار البحث عن إستراتيجية شاملة متكاملة في هذا المجال. وأكد معاليه ان تجربة المملكة فذة ورائدة في هذا المضمار، تحتوي على رصيد وافر من الخبرة والنجاح، وقد توفرت فيها الشمولية في الوسائل والأساليب، والانطلاق الإسلامي في الرؤية والمنهج، وهي جديرة بأن يشاد بها وأن تستثمر في الدراسات والبحوث التي تعتني بهذا الموضوع المهم مبينا معاليه أن المملكة بذلت جهوداً كبيرة في محاربة الإرهاب، وتعاملت معه بمنتهى الحزم، وتميزت خطتُها بالشمول في مختلف الوسائل والتكامل بينها، والتركيز على التعاون الإقليمي والدولي؛ لأن الجماعات الإرهابية تستعمل في التجنيد والتمويل والتسليح، شبكات عابرة للدول بل وبعضُها للقارات. د. التركي: الجماعات الإرهابية تستعمل في التجنيد والتمويل والتسليح شبكات عابرة للدول وبعضُها للقارات وعدد معاليه عددا من المحاور الذي تميزت بها المملكة في مكافحة الظاهرة الإرهابية، ومنها المحور القضائي، باعتماد العقوبات المغلّظة لممارسة الإرهاب والانتماء لجماعاته، واعتماد عقوبات مناسبة على التصرفات القولية أو الفعلية المشيدة به أو الداعمة له أو المتسترة على أصحابه، بحسب خطورتها ومحور التوعية الشرعية، بتعزيز منهاج الوسطية والاعتدال التي يتميز بها الإسلام، وتصحيح الأخطاء الواقعة من البعض في المفاهيم الشرعية ذات الصلة بجماعة المسلمين وإمامتهم، وعلاقتهم بغيرهم، والتحذير من الغلو في الدين، والتعصب الطائفي المقيت، وإيجاد برامج لعلاج الانحراف الفكري ومحور الاهتمام بوسائل التربية بتوجيه النشء توجيهاً سليماً، محصناً من الانحراف الفكري، وعناية وسائل الإعلام والثقافة بتوجيه الأسرة للعناية بأفرادها ومراقبتهم فكرياً وسلوكياً، وتوعية المجتمع بمخاطر الإرهاب وأضراره الجلية والخفية، وضرورة التعاون في مواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية. وأكد الدكتور التركي أن من ضمن المحاور كذلك المحور الأمني والذي بذلت الجهات المختصة في المملكة جهوداً كبيرة، في تفكيك الخلايا الإرهابية، وملاحقة أفرادها، وقطع سبل التواصل معهم والدعم لهم، وحماية الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة، من اعتداءاتهم المحتملة. وعلى محور التعاون الدولي إقليمياً وعربياً وعالمياً أكد معاليه أن المملكة اسهمت بجهود متميزة في مكافحة هذه الظاهرة الخطرة، وما يتصل بها من جرائم داعمة أو مشابهة، كتهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات مبينا أن الجهود التي وصلت بها المملكة إلى موقع متميز في مكافحة الظاهرة الإرهابية، انطلقت من توجيهات قيادتها الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله وسدده. وأشار معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ان ولاة الأمر في المملكة يغتنمون المناسبات الخاصة والعامة، لتوجيه المسؤولين في التعليم والإعلام والأمن وغيرها من الجهات، إلى إعطاء أولوية لقضية الإرهاب وما يتعلق به، وحث الشخصيات ذات التأثير في الناس بعلمها وفكرها، على الاضطلاع بمسؤولية تصحيح الأخطاء في المفاهيم الشرعية، وتوعية الناس التوعية الصحيحة، ونشر ثقافة الوسطية والتسامح والحوار، والاعتناء بالشباب قبل أن تتخطفهم الجماعات الإرهابية وتستقطبهم التيارات المنحرفة وذلك انطلاقاً من قيام المملكة على الكتاب والسنة، وتطبيقها لأحكام الدين، وتلاحم شعبها مع قيادته، وحرصها على ما يجمع كلمة المسلمين، ويحقق الأمن والاستقرار في أوطانهم، مما جعلها قدوة حسنة للمجتمعات الإسلامية الأخرى، في إصلاح أوضاعها وجمع كلمتها على المنهاج الحق. واختتم الدكتور التركي كلمته مؤكدا ان رابطة العالم الإسلامي، إدراكاً منها لخطورة الإرهاب، قد أولته اهتماماً بالغاً، وتابعت حوادثه ووقائعه في العالم الإسلامي وخارجه، وركزت اهتمامها على المنطلقات الفكرية التي يستند إليها، والتعاون مع مختلف الدول والهيئات والشخصيات المهتمة به حيث عبرت الرابطة في العديد من المناسبات، عن موقفها إزاء هذه الآفة الدخيلة على الأمة، الغريبة عن منهاجها الديني والاجتماعي والثقافي، ودعت إلى مواجهتها بحزم وحكمة، وبطريقة تعاونية تنسق فيها جهود الحكومات والمنظمات والهيئات الرسمية والشعبية، ووسائل الإعلام والتثقيف المختلفة سائلا الله أن يرحم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ويعظم أجره، ويرفع درجاته ويجزيه أحسن الجزاء، لقاء ما قدم لدينه وأمته ووطنه وأن يؤيد خلفه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأن ينصر به دينه، ويعلي به كلمته، ويجمع به كلمة المسلمين، ويشد عضده بولي عهده وولي ولي العهد. اثر ذلك ألقى سماحة المفتي العام، رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة حيث حمد الله جل وعلا على فضله وامتنانه وعلى هذا اللقاء المبارك مع الإخوة الفضلاء في هذا المكان المبارك والشكر لله جل وعلا على توفيقه والشكر لله على ما هيأه لنا في هذا المؤتمر المبارك واشكر الرابطة على اختيارها هذا الموضوع في هذا الوقت المناسب هذا موضوع مهم وهو يعالج قضية من أعظم قضايا الساعة. وقال سماحته إن الأمة الآن في أمس الحاجة إلى تعاليم الإسلام وأخلاقه الفاضلة هو الذي ينقذها من الظلمات إلى النور وان رابطة العالم الإسلامي تعقد هذا المؤتمر المهم لمكافحة الإرهاب وهذا يدل على حرصها وعلى سعيها في الإسهام في الدفاع عن هذه الأمة وحماية دينها وعقيدتها وان هذا الإرهاب مشكلة عويصة لا تخص مجتمعا بل عمت كثيرا من الدول داعيا إلى استئصاله من جذوره وان تجفف منابعه لأنه شر وبلاء. وأكد ان دين الإسلام هو الذي يخلص من المشاكل ويقضي على هذه الآراء والمواقف الخاطئة فإن دين الإسلام دين الفطرة والرحمة والرأفة والمحبة والسلام وحذرهم أيضا مما يسبب ترويعهم وإخافتهم ومن سكب الدماء البريئة بغير حق فان هذه الأمور حرمها الله جل وعلا ودين الإسلام حرم على المسلم قتل نفسه وجعل قتل نفسه من كبائر الذنوب وبين صلى الله عليه وسلم عاقبة جرم الانتحار وأثاره السيئة. وأوضح سماحته أن الإرهاب جريمة عالمية عم جميع البلاد الإسلامية وغيرها وان الواجب مكافحته والتحذير منه وتصوير أخطائه وتحذير المسلمين منه وينبغي كشف الغطاء عن هذه الوسائل لان كثيرا من الناس انخدع واغتر بأساليبهم الماكرة وألفاظهم السيئة التي يدعون بها أنها إسلامية وانهم مسلمون وواقع أمرهم وفعلهم وقلوبهم تدل على براءتهم من الإسلام وبراءة الإسلام منهم . وأكد ان اجتماع المسلمين على هذا الموضوع العظيم ومحاربته والتضييق على أهله أمر مطلوب امنيا وفكريا لان هذا الموضوع إذا ترك وشأنه تسبب في شر كثير، والمسلمون هم أولى الأمم بذلك لاشك أن المنظمات الدولية تحارب الإرهاب ولكن محاربة الإسلام للإرهاب أعظم من غيره فإنه محاربة جذوره وأصوله حيث وضع الحواجز دون قتل للمسلم نفسه أو غيره وحرم ذلك عليه مما يدل على الاهتمام بهذا الشأن. وقال سماحته إن المملكة ونظرا لان تعاليمها نابعة من تعاليم دينها وتحكيمها للشريعة والتحاكم إليها هي أولى الدول لمحاربة الإرهاب والبراءة منه وأن رابطة العالم الإسلامي في بيانات مختلفة كلها حذرت من خطر الإرهاب وان المملكة العربية السعودية تسلك مسلكا وسطيا يتسم بالعدل والوضوح. عقب ذلك كرم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الجهات الداعمة للمؤتمر كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المنسابة من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. بعد ذلك قام سموه بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي تشارك فيه رابطة العالم الإسلامي وهيئاتها المختلفة إضافة إلى جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية حيث استمع سموه إلى شرح مفصل من هذه الجهات عن الدور الكبير الذي تقوم به في مكافحة الإرهاب وإظهار مايتسم به الإسلام من وسطية واعتدال. الأمير خالد الفيصل مفتتحاً المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين ويبدو سماحة المفتي ود. عبدالله التركي وشيخ الأزهر المؤتمر حظي بحضور إسلامي كبير