لوح التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر بالعودة إلى الاعتصامات أمام المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، احتجاجا على تشكيل حكومة جديدة تضم مرشحي القوى السياسية. وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة السياسية لكتلة الأحرار التابعة للتيار جواد الجبوري في تصريح إلى "الوطن"، إن خيار العودة إلى الاعتصامات يعبّر عن الرغبة الشعبية في رفض تكريس المحاصصة الحزبية والطائفية، مشيرا إلى أن الأحزاب المتنفذة فشلت في تحقيق طموحات العراقيين في الحكومات المتعاقبة بعد سقوط نظام صدام حسين. وحذر الجبوري رئيس الحكومة حيدر العبادي من تجاهل الإرادة الشعبية الساعية لتحقيق الإصلاح، مؤكدا أن الشارع العراقي أصبح يمتلك وعيا سياسيا يرفض ترسيخ التمثيل الحزبي والمحاصصة الطائفية، مؤكدا أن رئيس الحكومة تنصل من وعوده في اختيار مرشحين تكنوقراط. من ناحيته، أشار المتحدث الرسمي باسم المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحديثي، في حديث إلى "الوطن" إلى ضم مرشحي القوى السياسية إلى قائمة العبادي المطروحة أمام البرلمان. تجاهل المطالب الشعبية أسفرت مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة عن منح القوى السياسية حق التمثيل في السلطة التنفيذية بتقاسم الوزارات طبقا لاستحقاقاتها الانتخابية. وقال النائب والوزير السابق وائل عبداللطيف إلى "الوطن" "إصرار زعماء القوى السياسية على المشاركة في الحكومة يعني التمسك بالمحاصصة الحزبية والطائفية، وإجهاض المطالب الشعبية بتحقيق إصلاح جذري في بنية النظام السياسي". وأشار إلى أن اجتماعات الغرف المغلقة توصلت إلى تسويات تضمن المكاسب الحزبية للأطراف المشاركة في الحكومة الحالية، موضحا أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى بغداد كانت تحمل رسالة من واشنطن إلى الزعماء السياسيين ورئيس الحكومة، بضرورة تحقيق اتفاق لتسوية الخلافات بشكل يرضي جميع الأطراف. وبينما نفى الوزير كيري ومسؤولون وسياسيون التدخل الأميركي في ملف تشكيل الحكومة الجديدة، أكدت أوساط برلمانية حصول تقارب بين زعماء القوى السياسية لتجاوز الأزمة الراهنة. جلسة دون تصويت عقد مجلس النواب العراقي أمس جلسته الاعتيادية بحضور 245 نائبا لكن جدول الأعمال خلا من فقرة التصويت على قائمة مرشحي العبادي على الرغم من انتهاء المدة المحددة لإجرائه. وعلل رئيس المجلس سليم الجبوري تأخر التصويت بأن قائمة المرشحين الجدد لم تصل بعد إلى البرلمان. في الأثناء، يسعى نواب إلى تشكيل تكتل برلماني لرفض حكومة المحاصصة مع التلويح بإعلان أسماء زعماء قوى سياسية ترفض تلبية مطالب العراقيين في تحقيق الإصلاح.