عد 52% من الشباب العربي النظام الإيراني عدوا لبلادهم، وأن تنظيم داعش الإرهابي ما يزال العقبة الكبرى التي تواجه المنطقة، وتوقعوا في استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي الثامن، الذي صدر أمس، إخفاق التنظيم في إقامة دولة إسلامية. وأبدى ثلاثة من كل أربعة مشاركين في الاستطلاع قلقهم من تزايد نفوذ الإرهابيين. فيما اعتبر 52 % من الشباب العربي الجمهورية الإيرانية عدوا لبلدانهم، رأى الشباب العربي أن تنظيم "داعش" لا يزال العقبة الكبرى التي تواجه المنطقة، وتنبذ الغالبية الساحقة منهم هذا التنظيم الإرهابي، ويتوقعون إخفاقه في إقامة دولة إسلامية، وذلك بحسب نتائج "استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي الثامن لرأي الشباب العربي" الذي صدر أمس. وأبدى ثلاثة من كل أربعة مشاركين في الاستطلاع 77 % قلقهم من تزايد نفوذ "داعش"، فيما اعتقد واحد فقط من أصل كل ستة مشاركين أن التنظيم سينجح في نهاية المطاف بإقامة دولة إسلامية في العالم العربي. انحسار دعم داعش وبالرغم من تزايد القلق حيال "داعش"، حيث يعتبره 50 % من الشباب العربي يشكل العقبة الكبرى في المنطقة مقارنة مع 37 % العام الماضي، إلا أن المعطيات تشير إلى انحسار الدعم الضمني الذي يحظى به، حيث أشار 13 % فقط من الشباب العربي إلى أنهم يدعمون التنظيم لو لم يستخدم العنف المفرط مقارنة مع 19 % في العام الماضي. ويعتقد ربع الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع أن الافتقار إلى الوظائف والفرص يعتبر أحد الأسباب الرئيسة التي تدفع الشباب للانضمام إلى صفوف "داعش"، ومن اللافت أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص لا يستوعبون سبب انضمام أي شخص إلى هذا التنظيم المتطرّف. وينظر الشباب العربي إلى المملكة 31 % باعتبارها الحليف الأكبر لبلدانهم للسنة الخامسة على التوالي، تلتها الإمارات العربية المتحدة 28 %، ثم الولاياتالمتحدة 25 %. وثمة انقسام متزايد في آراء الشباب العربي حيال الولاياتالمتحدة، حيث أكد ثلثا المشاركين 63 % أنها حليف لبلدانهم، فيما اعتبرها الثلث 32 % عدوا لبلدانهم ولاسيما في العراق 93 %، واليمن 82 %، وفلسطين 81 %. إيران عدو وانعكس الحضور الإقليمي المتنامي لإيران كذلك في نتائج الاستطلاع، حيث اعتبرها 13 % من الشباب العربي الحليف الأكبر لبلدانهم في المنطقة، رغم أن أكثر من نصف الشباب العربي 52% يعتبرونها عدوا لأوطانهم. وفي معرض تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي العالمي لشركة "بيرسون- مارستيلر" دونالد باير "تكمن أهمية هذا الاستطلاع في أنه يبحث في آراء وتطلعات الشباب العربي، أكبر شريحة سكانية، وربما أهم الفئات المؤثرة في مكونات المجتمعات العربية، ويسعى للكشف عن تصوراتهم ورؤيتهم للتحديات التي تشهدها المنطقة العربية، ويساعدنا الاستطلاع جميعا على اكتساب فهم أفضل لهذه الشريحة السكانية الذين سيصبحون موظفين ومستهلكين وأصحاب الأعمال وصناع القرار وقادة في المستقبل". الربيع العربي وبعد خمس سنوات على انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي، يولي معظم الشباب العربي اليوم أهمية أكبر للاستقرار على حساب تحقيق الديمقراطية. ففي عام 2016، يشعر 36 % فقط من الشباب العربي أن العالم العربي بات أفضل حالا عقب أحداث الربيع العربي، وهذا ما يعتبر تراجعا بالمقارنة مع نسبة 72 % التي تم تسجيلها في ذروة الاضطرابات عام 2012. وتوافق غالبية الشباب العربي (53 %) على تشجيع الاستقرار في المنطقة على حساب الديمقراطية (28 %). نتائج الاستطلاع ومن النتائج الرئيسة الأخرى التي خلص إليها الاستطلاع لعام 2016، أن الكثير من الشباب العربي يعتقدون أن العلاقات بين السنة والشيعة آخذة في التدهور، وأن الدين يلعب دورا أكبر مما ينبغي له بمنطقة الشرق الأوسط. وأكد حوالي نصف المشاركين 47 % في الاستطلاع، أن العلاقات بين الطائفتين قد تدهورت خلال السنوات الخمس الماضية، فيما يعتقد أكثر من نصف الشباب العربي 52 % أن الدين يلعب دورا أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط. قضايا دولية وإقليمية وتتباين آراء الشباب العربي حيال الاتفاق النووي الإيراني والصراع في سورية، إذ أبدى 45 % من الشباب تأييدهم للاتفاق النووي الإيراني، فيما عارضه 39 %. كما تتباين آراء الشباب العربي إلى حد كبير بخصوص النزاع السوري فيما إذا كان يمثل حربا بالوكالة تخوضها قوى إقليمية ودولية 39 %، أو ثورة ضد نظام بشار الأسد 29 %، أو حربا أهلية بين السوريين 22 %. وأبدى الشباب العربي قلقا متزايدا إزاء هبوط أسعار النفط، لكن أغلبهم لا يزالون يعتقدون بأحقيتهم في الحصول على دعم لتكاليف الطاقة.