نتائج "استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي السادس لرأي الشباب العربي" تشير إلى اختيار الشباب العربي جيرانهم من دول مجلس التعاون الخليجي كأكبر الحلفاء لبلادهم بديلاً للقوى الغربية العظمى 74% من الشباب السعودي يرون أن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح في نموها الاقتصادي يرى الشباب العربي أن المملكة العربية السعودية تشكل الحليف الأكبر لبلدانهم، مما يؤكد على تعاظم الدور الذي تلعبه المملكة ضمن المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة. جاءت هذه النتائج في "استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي السادس لرأي الشباب العربي"، وأجرته شركة الاستطلاعات العالمية "بين شوين آند بيرلاند" بمشاركة 3,500 من الشبان والشابات العرب الذين ينتمون للفئة العمرية بين 18 – 24 عاماً في 16 بلداً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال أكثر من ثلث الشباب العربي الذين شملهم الاستطلاع (36%) إن المملكة العربية السعودية هي الداعم الأكبر لبلدانهم، وحلّت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية بنسبة 33%، تلتها قطر والكويت بنسبة 25% لكل منهما. وأما الدولة الغربية الوحيدة التي ظهرت ضمن قائمة أكبر خمسة حلفاء للمنطقة، فهي الولاياتالمتحدةالأمريكية بنسبة 22%. وتعكس هذه النتائج تنامي ثقة الشباب العربي بحكومات دول مجلس التعاون الخليجي على حساب الدول الغربية التقليدية، خصوصاً وأن المشاركين في الاستطلاع من داخل وخارج دول مجلس التعاون قد أشاروا إلى المملكة العربية السعودية بصفتها الحليف الأكبر لبلدانهم. ومن هنا، فإن القضايا الإقليمية مثل ثورات الربيع العربي– التي جاءت نتيجة عوامل داخلية أكثر منها خارجيّة – إلى جانب قرار الدول الغربية عدم التدخل في قضايا مثل الحرب الأهلية في سوريا، كلها مؤشرات تدل على زوال النموذج التقليدي في العلاقات الخارجية مع حليف غربي مؤثر. وبهذه المناسبة، قال جوزيف غصوب، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "ميناكوم"، الشركة الإقليمية الأم لشركة "أصداء بيرسون– مارستيلر": "لطالما شكلت المملكة العربية السعودية مركز ثقل أساسي في المنطقة مدعومة باحتياطيها الهائل من النفط، وقدرتها الانتاجية الكبيرة، واقتصادها القوي الذي تقارب قيمته الإجمالية التريليون دولار أمريكي. وتشير نتائج الاستطلاع إلى ثقة الشريحة السكانية الكبرى في المنطقة العربية بدور المملكة كلاعب سياسي إقليمي محوري. كما ساهم ثبات موقف المملكة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية في إلهام الشباب العربي، وتعزيز ثقتهم بها لإدارة دفة الحوار ومجريات الأحداث". من جهته، قال سونيل جون، الرئيس التنفيذي لشركة "أصداء بيرسون – مارستيلر": "تعزز المملكة العربية السعودية مكانتها في رسم السياسة الخارجية للعالم العربي بعد أن حددت أهدافاً جريئة وواضحة تتوقع من حلفائها الغربيين احترامها. وتبرز نتائج الاستطلاع التحول اللافت الذي طرأ على نظرة الشباب العربي للسياسة الخارجية، وتؤكد على تعاظم الثقل السياسي لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي". وإضافة لأهميتها الكبرى كشريك إقليمي، تلقى سياسات النمو الداخلية في المملكة تأييد غالبية الشباب السعودي؛ إذ عبّر 57% منهم عن تفاؤلهم بمستقبل بلادهم. وأظهر الاستطلاع أن الغالبية الساحقة من الشباب السعودي (70%) يشعرون أن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح من حيث النمو مقارنة بنسبة 65% في استطلاع العام الماضي، ولاسيما مع استثمار المملكة مليارات الدولارات لدفع عجلة نمو الاقتصاد السعودي، وبشكل خاص لتوفير فرص العمل والسكن للشباب. ومع الأخذ بعين الاعتبار أحداث الربيع العربي، يرى 76% من الشباب السعودي تقريباً أن بلادهم سارت في الاتجاه الصحيح خلال السنوات الخمسة الماضية. ومن النتائج البارزة الأخرى للاستطلاع تنامي ثقة الشباب السعودي بقدرة حكومتهم على معالجة القضايا الرئيسية التي تهمهم، مثل مستويات المعيشة (66% عبروا عن ثقتهم بذلك)، والاستقرار الاقتصادي (63%)، والبطالة (68%). كما أجمع 65% من الشباب السعودي المشارك في الاستطلاع على أن جيلهم يميل أكثر نحو إطلاق الشركات الخاصة بهم قياساً مع الأجيال السابقة، مما يؤكد على ارتفاع روح ريادة الأعمال لديهم. ويشعر نحو 75% من الشباب السعودي بضرورة دعم حكومتهم لأسعار الوقود المخصص للطاقة والكهرباء والنقل مثل البنزين والديزل. ومقارنة بنسبة 28% في الاستطلاع الماضي، أبدى 20% من الشباب السعودي عدم قلقهم إزاء قضايا الرعاية الصحية. وفيما قيّم 59% منهم خدمات الرعاية الصحية في المملكة بأنها ممتازة أو جيدة، لا يزال يعتريهم بعض القلق حيال الأمراض المرتبطة بنمط المعيشة مثل البدانة (26%)، والسكري (17%)، والسرطان (14%). كما أشار 33% تقريباً من الشباب السعودي المشارك في الاستطلاع إلى أن جودة خدمات قطاع الرعاية قد تحسنت في المملكة، بينما عبّر 53% منهم عن شعورهم بأنها لم تشهد أي تغيير يذكر. ويبقى ارتفاع تكاليف المعيشة هو التحدي الأكبر الذي يواجه منطقة الشرق الأوسط حسب رأي 52% من الشباب السعودي، بينما احتل الفساد في المؤسسات الحكومية والحياة العامة المرتبة الثانية بين التحديات الملحّة التي تواجه المنطقة بنسبة 40%، وتلا ذلك قضايا الاقتصاد الوطني بنسبة 39%، ثم الاقتصاد العربي بنسبة 33%، فالبطالة بنسبة 28%، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بنسبة 27%، وفقدان القيم والثقافة التقليدية بنسبة 25%، وأخيراً الديون الشخصية بنسبة 23%. وأبدى الشباب السعودي اهتماماً أقل إزاء التغير المناخي والقضايا البيئية بنسبة 6%، والافتقار لحرية الصحافة بنسبة 7%. وتم إجراء "استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي السادس لرأي الشباب العربي" بتفويض من شركة "أصداء بيرسون – مارستيلر" وبواسطة "بين شوين آند بيرلاند" التي أجرت 3,500 مقابلة شخصية مع شبان وشابات عرب ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 عاماً. ويعد هذا الاستطلاع الأكبر حتى الآن منذ انطلاقه في عام 2008، حيث رصد آراء الشباب العربي في 16 بلداً هي دول مجلس التعاون الخليجي الست (الإمارات، والسعودية، وقطر، والكويت، وعُمان، والبحرين)، والجزائر، والعراق، ومصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، وتونس، وليبيا، واليمن، وفلسطين التي شملها الاستطلاع لأول مرة هذا العام.