حسم نادي المدينةالمنورة الأدبي خلال اجتماع أعضاء مجلس إدارته أول من أمس اختياره لموضوع ملتقى العقيق الثقافي، الذي ينعقد في نسخته الخامسة ربيع الآخر المقبل، حيث استقر رأي أعضاء مجلس الإدارة بعد مداولاتهم على أن يتناول الملتقى معالم وآثار المدينةالمنورة. وقال رئيس نادي المدينة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان إنهم سوف يشرعون مع مطلع الأسبوع المقبل بمخاطبة الباحثين والباحثات للكتابة في موضوع معالم وآثار المدينةالمنورة مبكراً، مشيراً إلى أنهم سوف يركزون على أشخاص يعرفون تجاوبهم مع الملتقى، وذلك لأن الموضوع ثري و"يمكن أن نجد لدى الكثيرين كتابات حول هذا الموضوع". وحول إشكالية عدم خروج كتب توثيقية لمحاور العقيق السابقة على الرغم مما حفلت به من موضوعات مهمه حتى الآن مثل ما حدث مع موضوع ملتقى العقيق الثالث "المدينة في كتابات الرحالة"، لم يُخفِ عسيلان أسفه على حدوث ذلك، محملاً بعض الباحثين المسؤولية حيث إن بعضهم جاء للملتقى بمجرد ملخص وأصبحنا نطلب منه بقية الأوراق ولم يرسلها حتى آخر يوم جاء به للملتقى، وهي مشكلة أكد عسيلان أنها لن تتكرر في الملتقى المقبل، والذي سوف تتم فيه مخاطبة أشخاص يلتزمون بتقديم أوراقهم كاملة للجنة في الوقت المحدد. وأكد عسيلان أنه سوف يكون من بين المشاركين أعضاء من هيئة كبار العلماء للحديث والاستنارة برأيهم حول هذا الموضوع، مضيفاً أن شخصيات مثل الدكتور عبدالرحمن الأنصاري وسعد الراشد والدكتور عبدالعزيز القاريء، ستكون في مقدمة المخطابين للكتابة في مثل هذا المحور، وذلك لأنهم يعدون من الخبراء والمتخصصين في مثل هذه الموضوعات، مشيرا إلى أنه سيفتح المجال لكل باحثي وباحثات المملكة بكافة أطيافهم للكتابة في الموضوع، والمهم هو الالتزم بتسليم البحوث في موعدها الذي تحدده اللجنة. من جانبه قال نائب رئيس أدبي المدينة الناقد محمد الدبيسي إن موضوع معالم وآثار المدينةالمنورة يعد من الموضوعات المهمة، وذلك بسبب قيمته المعرفية، وكذلك بعض جوانبه الإشكالية، والنادي من منطلق دوره الثقافي والمعرفي كمؤسسة رسيمة سوف يقوم بدعوة مجموعة من الباحثين والباحثات الجادين ويعدون من الأعلام في هذا المجال سواء ممن يؤيدون العناية بها وحفظها أو ممن لا يرون ذلك، أي من مختلف الاتجاهات وسيكون ميدان الحوار العلمي والتحقيق المنهجي هو النقاش الموضوعي في إطار يقدم الجميع من خلاله أوراق عملهم وأبحاثهم ورؤاهم في شكل منهجي حضاري راقٍ، بعيداً عن الانفعال أو التزمت أو التشدد وتجاوز الموضوعية من هذا الفريق أو ذاك. وذهب الدبيسي إلى أن النادي معني بالتحضير الدقيق لمؤتمر بهذه الأهمية سواء من تحديد المحاور التفصيلية التي سوف تعلن الأسبوع المقبل أو من خلال انتخاب الباحثين والباحثات الجادين الذين سوف يدعون للمشاركة في هذا الملتقى. وكان ملتقى العقيق الثقافي قد انطلق قبل خمس سنوات حيث عقد لقاؤه الأول عن الأديب والمؤرخ عبدالقدوس الأنصاري وإسهاماته العلمية والثقافية، فيما تناولت أوراق النسخة الثانية موضوع الثقافة البصرية، والثالثة كانت عن المدينةالمنورة في أدب الرحلات، أما الرابع فكان عن الحركة الأدبية في المدينةالمنورة في العصر الحديث، وكرم العقيق عدداً من الشخصيات المدينية، ومن بينهم الدكتور محمد العيد الخطراوي، والشاعر الراحل حسن مصطفى صيرفي، والدكتور عاصم حمدان، والدكتور نايف الدعيس، ومؤرخ المدينةالمنورة أحمد سعيد بن سلم وغيرهم.