السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالعدائية، وتستطيع هذه الخلايا غزو جميع الأعضاء وتدميرها، وتنتقل إلى أنسجة بعيدة في الجسم، وهذا المرض تنمو خلاياه وتنتشر أحيانا بشكل لا يمكن التحكّم فيها، ويستطيع السرطان أن يصيب كل المراحل العمرية عند الإنسان، ولكن تزيد مخاطر الإصابة به كلما تقدم الإنسان في العمر، ومع ذلك ما زال الأطباء يجتهدون في الحد من انتشاره أو استئصاله، ولكن الأشد من ذلك سرطان الفكر فهو يتكون في المجتمعات الآمنة بشكل سري وخطير ينتج منه التكفير والكره والبغضاء، ومن أشد أنواع السرطان الفكري هو سرطان جماعة الإخوان المسلمين "مع التحفظ على التسمية"، حيث نشأت في مجتمعات إسلامية ودول عربية، واستطاعت نشر فكرها بمسميات مختلفة وحركة عدائية بغيضة وهي كسرطان الجسم، ولكنّ أعضاءها أشد خطرا لتلونهم، حيث يختلفون في طريقة انتشارهم، فتارة ينتشرون بحسب التكتيك البنائي، وتارة بالمنهجية القطبية، وتارة بالخبث السروري، ولكل طريقة لباسها الخاصة، ويتفقون على هدف واحد، وهو تدمير المجتمعات الإسلامية وفق الخطط الغربية. استطاع سرطان الإخوان الانتشار في مجتمعنا من خلال طريقين: التخلية والتحلية، التخلية الثقافية المنهجية؛ عن طريق إفراغ مجتمعاتنا من كل المورثات الثقافية والمنهجية التي نشأنا عليها منذ قيام الدعوة الإصلاحية. ثم تحلية المنهج الإخواني ورموزه المتأسلمين على مختلف طبقاته القيادية، ليكون بديلا ثقافيا ومنهجيا، لينشأ عليه الأجيال، بحيث يكون ولاؤه للتنظيم العالمي لهذه الجماعة المشبوهة، وهذا وحده كفيل بإحداث فجوة كبيرة، وهوة عميقة بين الشباب وحكامهم وعلمائهم، وبهذا ينجح السرطان الفكري في الوصول إلى جميع المناطق وتجنيدها لمصلحته، أو كسب عدد كبير من المتعاطفين، هذا المرض الفكري خطير جدا، لا سيما مع قلة المواجهة له من الجهات المختصة، فلا نجد في الساحة إلا وزارة الداخلية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن نايف، هي من يتصدى لهذه الأفكار المتطرفة، في ظل الضعف الذي تعيشه وزارة الشؤون الإسلامية على قوة الإمكانات والدعم الممنوحة لها، أضف إلى ذلك تقصير بعض المفتين المنسوبين للمؤسسة الدينية الرسمية، والذين في الحقيقة يعد موقفهم سلبيا بالنسبة للمهمة المنوطة بهم، فهذا يثني على دعاة الثورات وذاك يزور المتطرفين، وآخر يلتزم الصمت المقيت! ولا ننسى المراكز الحوارية التي تعيش في غيبوبة لا نعلم ما سببها! والتي كان من المفترض أن تكون نشطة في مواجهة هذا السرطان الفكري الخطير. يجب علينا محاربة هذه الأمراض الفكرية بمختلف أنواعها، فمرض الفكر أخطر من مرض الجسد، وحماية الوطن أوجب من حماية البدن.