على مدار ساعتين، استعرضت جيوش 20 دولة عربية وإسلامية بقيادة المملكة، أمام خادم الحرمين، الإمكانات العسكرية، سواء البشرية أو التقنية أو الآلية التي تمتلكها، إذ عكست المناورات خلال التمرين الختامي لرعد الشمال أمس، قدرات قوات الدول المشاركة على التصدي لأي تهديد لأمن واستقرار بلدانها، مما ينبئ بتحولات تاريخية جديدة في المنطقة. ووصف رئيس هيئة الأركان العامة، قائد التمرين الفريق أول عبدالرحمن البنيان، رعد الشمال، بأنها أحد أكبر التمارين العسكرية، من حيث عدد القوات المشاركة واتساع مسرح العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية. التحالفات عقيدة عسكرية عد المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع، العميد أحمد عسيري، التحالفات العسكرية عقيدة تنتهجها أكبر الدول في العالم. وأوضح على هامش مؤتمر صحفي خاص بتمرين "رعد الشمال" عقده أخيرا، أن المملكة لديها من القدرات والإمكانات ما يمكنها من خوض أي حرب بمفردها، ومواجهة أي تهديد لأراضيها. فخر السعوديين إلى الترند عبر آلاف السعوديين والعرب من خلال وسم #رعد_الشمال" الذي تحول إلى ترند عالمي، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن مشاعر الفخر والاعتزاز بالقدرات البشرية والإمكانات العسكرية التي تمتلكها المملكة ودول التحالف الإسلامي المشاركة في التمرين. وأكدوا دعمهم وتأييدهم التام للخطوات التي تتخذها المملكة لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها دول المنطقة. رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، صباح أمس في مدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية في حفر الباطن، بحضور قادة ومسؤولي الدول المشاركة في تمرين "رعد الشمال" المناورة الختامية للتمرين. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مقر التمرين، كان في استقباله ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن صالح البنيان. استقبال القادة فور وصول الملك، استقبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، والرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، والرئيس ماكي صال رئيس جمهورية السنغال، والرئيس الفريق الركن الطيار إدريس ديبي انتو رئيس جمهورية تشاد، والرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والرئيس إسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي، والرئيس الدكتور إكليل ظنين رئيس جمهورية القمر المتحدة، والرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ورئيس وزراء باكستان نواز شريف، ورئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والأراضي، وزير الشؤون الإسلامية والحج في جمهورية موريشيوس شوكت سودهن، والأمير فيصل بن الحسين، والوزير المسؤول عن شؤون الدفاع بسلطنة عمان بدر سعود حارب البوسعيدي، وقائد القوات المسلحة الماليزي ذو الكلفي محمد زين، ووزير الدفاع والأمن الوطني المالديفي آدم شريف، وقائد القوات المسلحة في بروناي اللواء بهين محمد تاويه، ووزير الدفاع الوطني التركي عصمت يلماز، والوزير الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية التونسية الأزهر القروي الشابي. كما كان في استقبالهم، أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
وحدة الصف بعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين وضيوفه مكانهم في المنصة الرئيسية للمناورة الختامية لرعد الشمال، بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى رئيس هيئة الأركان العامة، قائد التمرين الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان، كلمة رحب فيها باسمه واسم منسوبي القوات المسلحة السعودية، والقوات العربية والإسلامية المشاركة في تمرين "رعد الشمال" بخادم الحرمين الشريفين وضيوفه الكرام في ختام فعاليات التمرين المشترك. وقال البنيان "أتشرف باسمي واسم منسوبي القوات المسلحة السعودية والقوات العربية والإسلامية المشاركة في التمرين المشترك رعد الشمال، أن أرحب بكم -يا خادم الحرمين الشريفين- وبضيوفكم وصحبكم الكرام في هذا اليوم المبارك الذي نختتم فيه فعاليات التمرين المشترك الذي ينفذ في المنطقة الشمالية، بناء على توجيه مقامكم الكريم، وحرصكم الدائم على وحدة الصف والكلمة، والمحافظة على الجاهزية القتالية للقوات المسلحة، وبمتابعة وإشراف مستمر لجميع أحداث التمرين من ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ووقوفه شخصيا على جاهزية المنطقة لاستقبال ضيوف مقامكم الكريم. وأضاف "لقد أنعم الله على أوطاننا جميعا بنعم كثيرة منها نعمة الأمن والاستقرار، وهي نعم يحرص عليها القادة والزعماء، وتحقق بفضل الله تعالى ثم بفضل هذه الرؤى الحكيمة أكبر تجمع عسكري عربي إسلامي تشهده المنطقة، حيث تشارك في هذا التمرين قوات عسكرية مشتركة من 20 دولة عربية وإسلامية، استجابة لدعوة المملكة للمشاركة في هذا التمرين الذي سبقه عقد مؤتمرات لتطوير المفهوم والتخطيط، واستغرق وصول القوات إلى منطقة الحشد ثلاثة أيام، وتم التدريب على المهمة خلال 15 يوما.
أكبر التمارين العسكرية وصف الفريق أول ركن البنيان التمرين بأنه أحد أكبر التمارين العسكرية من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة العمليات العسكرية التي تغطي مسرح عمليات المنطقة الشمالية (الافتراضي)، ويتزامن ذلك مع تنفيذ التمرين الميداني في قطاعات المسؤولية العملياتية للحدود الشمالية لقطاعات (قوة حفر الباطن، قوة رفحاء، قوة عرعر، قوة طريف) الذي سيتبعه اليوم -بمشيئة الله- عرض عسكري لجميع الدول المشاركة. وأوضح أن التمرين يهدف إلى تعزيز وحدة الصف ودرء المخاطر التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية، والمحافظة على الأمن والاستقرار، ورفع مستوى الجاهزية القتالية، وقياس القدرة على إدارة العمليات العسكرية بناء على ما يتطلبه الموقف العسكري، من خلال تعزيز العلاقات العسكرية بين الأشقاء والأصدقاء، وتفعيل مفهوم العمل المشترك وفقا للعقيدة العسكرية المشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات المحتملة كافة.
تحقيق الأهداف أوضح البنيان أنه تم خلال التمرين التدريب على التعايش ومحاكاة جميع الظروف المشابهة للحرب الفعلية، وتحقيق مبدأ القيادة والسيطرة للدول المشاركة في التمرين، والعمل تحت قيادة موحدة مشتركة وتخطيط وتنفيذ وتقييم العمليات العسكرية في الحروب النظامية وغير النظامية. وأضاف أنه تم التخطيط لحشد القوات والانتشار والاستخدام والإسناد والإدامة وإعادة الانتشار للقوات المشاركة إلى دولها، مؤكدا أن التمرين حقق الأهداف التي خطط لها، ولله الحمد، وبذل جميع المشاركين الجهد المميز لتنفيذ المهام والواجبات المنوطة بهم، وحظي التمرين باهتمام إقليمي ودولي. ورفع رئيس هيئة الأركان العامة في ختام كلمته الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين ولملوك ورؤساء ومسؤولي الدول المشاركة لتشريفهم الحفل الختامي للتمرين، معربا عن شكره لجميع المشاركين من قادة ومخططين ومرؤوسين ومشرفين ومنفذين، لما بذلوه من جهد متواصل وإظهار التمرين بالمظهر اللائق الذي حقق الأهداف المرجوة منه، بفضل الله، سائلا المولى -عز وجل- أن يديم على أوطاننا الأمن والاستقرار. إثر ذلك، استمع خادم الحرمين الشريفين، وملوك ورؤساء الدول إلى شرح عن التمرين وتوزيع القوات خلاله. عقب ذلك أطلق خادم الحرمين الشريفين شارة بدء فعاليات المناورة الختامية لتمرين "رعد الشمال". وشاهد والحضور فرضيات عسكرية مشتركة، اتحدت فيها قوات برية وجوية ودفاع جوي مختلفة من الدول الشقيقة، وتحاكي تلك الفرضيات مواجهات محتملة أرضية وجوية لأي عدو، وتدمير هذه الأهداف وصد أي عدوان. وفي ختام المناورة الختامية التقطت الصور التذكارية، كما تشرف عدد من كبار الضباط بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، وملوك ورؤساء ومسؤولي الدول الشقيقة المشاركة في التمرين.