دأب الأمير خالد الفيصل على تناول مشاعر الناس والمجتمع في قصائده، وشعره كما قال عنه شاكر النابلسي هو "الجامع المحيط بمسيرة حياته وآرائه المختلفة في شتى شؤون الحياة، فمن يريد أن يعرف آراء الفيصل في الحب والحياة والموت والناس والقيم ومجريات الأمور، فليس من دليل له غير شعر الشاعر الذي وضع فيه كل ما يريد أن يقوله تقريبا. وهو القائل "إن شعري تصوير لمشاعر الناس والمجتمع الذي أعيش فيه". ويمتاز الفيصل بغنى فريد في مراتب الحب في شعره، ويعود ذلك حسب النابلسي إلى عوامل كثيرة منها: - أن الفيصل هو ابن البادية وابن الصحراء، كما أنه الشاعر والرسام الوحيد بين العذريين القدامى والمحدثين، ولا شك أن ممارسة الرسم مكنته من توسيع رؤاه الفنية، وتوسيع عدسة آلة التصوير التي يستخدمها في كتابة الشعر. - أن الفيصل يعيش في عصر تطورت فيه مراتب ومعاني القيم الإنسانية، ومنها قيمة الحب بفضل تلاقح الثقافات، وبفضل ثورة المعلومات والاتصالات، مما مكّن الفيصل، ومكّن سواه من إضافة الكثير على مراتب القيم ومنها الحب. - ثم إن تنوع حياة الشاعر الشخصية من حيث تنقله في العيش بالصحراء والمدينة، والريف الأخضر، قد أثرى تجربته الشعرية، ووسع من عدسة كاميرا الشاعر فيما يتعلق بمراتب الحب، وفيما يتعلق بأدائه الشعري بوجه عام. الشاعر والرسام يلاحظ الباحث وجود علاقة وثيقة بين الفيصل الشاعر والفيصل الرسام، وهذه العلاقة الوثيقة لم تكن قوية فقط، لأنها جمعت بين صفة الرسام وصفة الشاعر في شخص واحد، ولكنها كانت قوية أيضا من حيث أن الشاعر منفردا والرسام منفردا يلتقيان في أنهما يصوران العالم وجوانبه بواسطة مادة لها علاقة بالحواس، وتخاطب أحاسيس المتلقي سواء باللون أو بالصوت، ويقول ابن سينا "إن الشاعر يجري مجرى المصور فكل واحد منهما محاك". وفي حالة الفيصل الشاعر، فإن الفيصل يرسم بالكلمات، ويتكلم بالألوان. الوطن والغناء تغنى الفيصل بالوطن في كثير من قصائده، ومنها "الصقر السعودي، العزايم، ياليتني معكم، طميّه، وسام، عشق الوطن". وتحولت كثير من قصائده إلى أغنيات ذاع صيتها، ومنها "كل ما نسنس، مجموعة إنسان، المعاناة، الهوى الغايب، طال السفر، قلبي يللي، أيوه، من بادي الوقت، تنشد عن الحال، زمان العجايب، فز الخفوق"