يواصل الفنان محمد عبده في تعاون جديد له مع الشاعر عبدالله عبيان، نهجه المميز في ترجمة أحاسيس الشعراء الشعبيين وتحويل إبداعاتهم أغنيات جميلة، أدخلت منذ زمن بعيد الكلمة الشعبية وتحديدا النبطية عالم الأغنية الحديثة. واستطاع محمد عبده أن يرسم المسار الغنائي للنص النبطي الخليجي ويمهد الطريق أمامه، للولوج إلى عالم الأغنية من خلال الثنائية المميزة التي جمعت بين صوته المميز وإبداعات الأمير الشاعر خالد الفيصل، فضلا عن تعاونه مع الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن «مهندس الكلمة الشعبية الحديثة»، وعدد من شعراء النبط الآخرين، واستمر في هذا التوجه، محققا الكثير من النجاحات. وشهدت الساحة الغنائية بعض الأعمال للراحل طلال مداح في عدد من الأعمال المشابهة، لكن محمد عبده هو من تسيد هذا المسار واعتبره مهمة رسمية وشخصية، منذ أن ارتبط بإبداعات الأمير خالد الفيصل بدءا من أغنية «ياولد لا تسافر عن حبيبك بعيد» وصولا إلى أغنية «قسوة» وما بينهما من إبداعات سكنت الدواخل منها: (طال السفر، محري بالخير، مجموعة انسان، لو وفيت وجيت يوم زرتني - التي قدمها محمد عبده كموشح -، لك حق تزعل، الله أكبر كيف يجرحن العيون، ستل جناحه، سايق الخير، غريب الدار، قلبي اللي لواه من الصواديف لاوي، ارفع ستار الخجل، أنورت سودة عسير بطلتك، ساري، سريت ليل الهوى،لا والذي صورك، غريب الدار، ليتك معي ساهر، تدلل علينا ياسمي الظبي وش عاد، أبي منه الخبر ويقول لله، في سحابة، ايوه، اواه، ليتك معي ساهر، معك التحية، من بادي الوقت، نوى القلب نيه، ياشبيه صويحبي، ياغالي الاثمان، ياصاح انا قلبي من الحب مجروح، يامدور الهين، ياسحايب، كلما نسنس، من يقول الزين مايكمل حلاه) . ورسمت هذه التعاونات المميزة ثنائية كيميائية بين شعر خالد الفيصل وأنغام وحنجرة محمد عبده لم يستطع طرف ثالث فك طلاسمها وكأنها «الخلطة السرية» التي يستطعمها الآخرون دون معرفة تركيبتها . آخر محطات فنان العرب في مجال النص النبطي جمعته، أخيرا بالشاعر عبد الله عبيان صاحب التجربة المميزة في أوبريت " موكب الغيم " الذي لحنه وصاغه موسيقيا الموسيقار محمد شفيق، وشدا به الفنانون عبادي الجوهر، عبدالمجيد عبد الله، رابح صقر، أصيل ابوبكر بالفقيه، عبدالله رشاد وعبدالعزيز المنصور،في حفل إفتتاح " برج المملكة " الذي رعاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض قبل نحو 7 سنوات. التعاون الجديد الذي جمع فنان العرب وعبيان في أغنية خاصة من ألحان الفنان الشاب سلطان بن ناصر، يفتح المجال، لمزيد من التعاونات بين صوت غرس النص النبطي في وجدان الأغنية العربية بدرجة عرفتنا بتفاصيل التفاصيل عن هذا اللون المميز، وبين شاعر استطاع أن يرسم لنفسه خطا متفردا في محيط القصيدة الشعبية،توجه بمشاركته اللافتة في النسخة الأولى من مسابقة شاعر المليون التي حصد من خلالها جائزة الشاعر الأكثر إبداعا . محمد عبده قال ل «عكاظ» «أنا سعيد بما سمعته من عطاءات شعرية للشاعر عبيان»، مبديا إعجابه بقصيدة «بحر جدة» للشاعر عبيان والتي يقول فيها: غموض البحر والملح ما خوف البحار سرى يدفعه شوق الفقير لهوى الدانه وانا لي على اطراف السواحل وطن واسرار جذبها هواك ونجمة الوجد سهرانه مسى البارحه ما مر عطرك على النوار ونامت وروده من عنا الشوق ذبلانه عسى خير والغايب يقدم سبب واعذار ومهما حصل تشتاق له تربة اوطانه تعالي بحر جده كسر خاطر الزوار ولا فيه غيرك لا لفا يجبر احزانه عطيني يمينك والشوارع زهر وامطار نطوف السحاب ويفتح الفجر بيبانه مثل معطفك لا فل ريشه وشب النار وجمع يدينا البارده تحت جنحانه نطير وسمانا حلم غيمه وطيش صغار جمعهم مصير(ن) تجهل الشمس عنوانه