في وقت سُجلت فيه خروق جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية المتفق عليه بين واشنطن وموسكو، بواسطة نظام الأسد وحلفائه، رفضت المعارضة بشكل قاطع ما وصفته بمحاولات الضغط عليها عبر توجيه الدعوة لأطراف جديدة لحضور الجولة القادمة من محادثات جينف، وشددت كذلك على رفض الحديث عن حكومة جديدة بدلاً من الهيئة الانتقالية. وكشف المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، رياض نعسان أغا، في تصريحات إعلامية، أن المبعوث الأممي، ستيفن دي ميستورا، يسعى إلى الضغط على المعارضة من خلال دعوته أطرافا جديدة إلى جولة جديدة من مفاوضات جنيف، في العاشر من الشهر الجاري، مبينا أن تلك الخطوة تحمل رسالة ضمنية مفادها أن هناك أطرافا أخرى مستعدة للتفاوض. ورفض آغا تصريحات دي ميستورا حول مناقشة الانتخابات في اجتماع جنيف المقبل، موضحا أن مثل هذا الطرح سوف يعطِّل المفاوضات، وربما يؤثر على المعارضة بعدم الذهاب إلى جنيف، وقال "الأهم في هذه المرحلة هو البحث في هيئة حكم انتقالية وليست انتخابات". وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، شكك في وقت سابق، في جدية نظام الأسد وحلفائه في توفير البيئة المناسبة للمفاوضات، واستعداده للدخول في عملية انتقال سياسي، كما حذر من انهيار الهدنة. ونبَّه إلى أن ما يتم تداوله حول التزام روسيا وإيران والنظام والمليشيات الحليفة بالهدنة غيرُ صحيح على الإطلاق، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بخروقات فحسب، بل عن استمرار العمليات القتالية وجرائم الحرب، مشيرا إلى أن الهدنة على وشك الانهيار. مضيفا أن النظام لا يسمح بدخول المساعدات، كما نص اتفاق الهدنة، وأنه يحاصر أكثر من مليون ونصف المليون سوري في مناطق مختلفة، داعيا إلى تدخلات دولية لردع النظام عن جرائمه، والحد من العنف الذي لم يتوقف.
خروق جديدة وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان خروقا جديدة للهدنة التي دخلت يومها التاسع، وفي بيان منفصل، أصدرت الشبكة تقريرها الدوري الخاص بتوثيق مجازر ارتكبت من قبل أطراف النزاع. ووثق التقرير مقتل 13 مدنيا على أيدي قوات الأسد، و21 بواسطة القوات الروسية، ومجزرتين ارتكبهما تنظيم داعش. وأضافت الشبكة أن 452 شخصا لقوا حتفهم، بينهم 123 طفلا، و105 سيدات، أي أن 51 % من الضحايا نساء وأطفال، مما يؤشر على أن الاستهداف في معظم تلك المجازر كان بحق السكان المدنيين.
صدّ هجوم للنظام بحلب أعلنت المعارضة السورية المسلحة صدها هجوما لقوات النظام المدعومة بالطيران الروسي في محافظة حلب شمالي البلاد. وقال المتحدث باسم الجبهة التابعة للمعارضة، العقيد محمد الأحمد، إن قوات المعارضة صدت محاولة لقوات النظام بمساندة جوية روسية، وحالت بينها وبين التقدم باتجاه حرش خان طومان، جنوب غربي مدينة حلب. وأضاف الأحمد عبر حسابه على تويتر، أن قوات النظام لم تتوقف عن قصف واستهداف المناطق التابعة لسيطرة الجيش السوري الحر، "وهو ما يعتبر خرقا للهدنة التي صدق عليها مجلس الأمن في أواخر فبراير الماضي". وكانت قوات النظام قصفت، أول من أمس، بالمدفعية أحد أحياء درعا الخاضع لسيطرة المعارضة، كما شهدت درعا وريفها، خلال أيام الهدنة الثمانية الماضية، خروقا متكررة من قبل قوات النظام.