"الإستراتيجية" كلمة درجت على لسان كل ذي فن، فهي تحمل بين ألفها وتائها استشراف المستقبل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، "الإستراتيجية" لم تعد خيارا، بل أصبحت في زماننا هذا مطلبا للكل وفي كل مجال، من الفرد كأصغر عنصر في التنظيم إلى الدولة بجميع فروعها ومؤسساتها، فهي تعيد التوازن في كافة مجالات الحياة، هي من تكشف مقدرتنا، وتعالج أخطاءنا، وتقيم مسيرتنا. لقد أدركت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أهميتها فأنشأت "كلية العلوم الإستراتيجية" لترسخ من خلالها مفهوم الإستراتيجية بكافة أبعادها علميا وأكاديميا من قبل ثلة من علماء أفاضل اختلفت مشاربهم وتنوعت فنونهم. إن لدى الجامعة من القوة ما يجعلها شامخة وذات مستقبل مشرق، فقائد مسيرتها ولي العهد، حفظه الله، ولديها فريق يعي ويدرك مسؤولية المنظمة، وفي بلد تنعم بالأمن والاستقرار، ولله الحمد، وتصادق على توجهاتها جامعة الدول العربية. فعندما تستغل الجامعة هذه القوة وتضيف إليها فرصة الخطوة الإيجابية التي خطتها المملكة في رسم إستراتيجيتها لعام 2020 وهو توجه الدول العربية أيضا، فتدفع بثقلها المؤسسي وخريجيها من مختلف الدول العربية ليكونوا ضمن منظومة التطوير والبناء في الإستراتيجية الوطنية، عند ذلك تكون الجامعة جمعت بين منهجها النظري والعملي، وستحظى بتقدير عال، وهذا سيكون دافعا للجامعة لتطوير الكلية لتستقبل طلابا أكثر من مختلف التخصصات ومن كلا الجنسين لبناء أفراد إستراتيجيين، ومن ثم مجتمع واع ومدرك لمدى المسؤولية، وداعم لمسيرة البناء والتطوير في الوطن والعربي. لقد وضعت الجامعة رؤية لكلية العلوم الإستراتيجية بأقسامها الثلاثة، الأمن الإنساني والإستراتيجية والعلاقات الدولية تهدف من خلالها إلى مواكبة التطور الحادث على الساحة العلمية والعملية، لتكسب منسوبيها القدرة على صناعة رؤى مستقبلية بكافة جوانب الحياة الإنسانية والدولية بتخطيط إستراتيجي، يقوم على رؤية واضحة وأهداف مرسومة ومنهج قويم. من هنا جاء التميز حينما تشترك جامعة نايف مع غيرها من الجامعات، لا أقول المحلية فقط، بل العربية والعالمية في تخصصاتها، تأتي لتنفرد بوجود كلية العلوم الإستراتيجية لتكون فريدة من نوعها كمّاً وكيفاً، فهنيئا لكم ولنا هذا التميز.