يرعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في التاسعة من مساء اليوم الثلاثاء حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الدراسات العليا لدرجة الدبلوم والماجستير وطلاب كلية التدريب وكلية علوم الأدلة الجنائية وكلية اللغات بالجامعة، وذلك بمقر الجامعة بالرياض بحضور عدد من المسؤولين وسفراء الدول العربية. نوه معالي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي بالرعاية الكريمة التي توليها الدولة لجامعة نايف العربية واحتضانها لها حتى تبوأت مكانة مرموقة على المستوى العالمي مكنتها من تحقيق العديد من الإنجازات التي تواكب التطلعات في ظل الدعم والمتابعة والاهتمام التي تحظى بها الجامعة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة الجامعة. وأعلن د. الغامدي في حديث ل «الرياض» بمناسبة رعاية سمو وزير الداخلية حفل تخريج دفعة من طلبة الجامعة هذا العام، عن بدء منح الجامعة (درجة الدكتوراه) لأول مرة إضافة إلى استمرارها في منح درجتي الماجستير والدبلوم. وتطرق الغامدي في حديثه إلى دور الجامعة في مجال مكافحة الإرهاب مشيراً إلى أنها كانت أول جهاز علمي أمني لفت الانتباه إلى خطورة الإرهاب. وفيما يلي نص الحوار: رعاية دائمة جامعة نايف أحد الصروح العديدة التي تحظى برعاية واهتمام سمو وزير الداخلية فكيف تثمنون هذه الرعاية الكريمة وما هو أثرها في تنامي مركز ودور الجامعة؟ - لابد من الإشارة إلى ان إنشاء صرح أمني عربي كان حلماً يراود قادة الشرطة والأمن العرب عبروا عنه في اجتماعهم الأول في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة وأصبحت هذه الحقيقة واقعة في المؤتمر الثاني بالعاصمة الأردنية عمان عندما تلى مدير الأمن العام في المملكة في ذلك الوقت نبأ موافقة حكومة المملكة على احتضان هذا الصرح الذي تولى رعايته ومتابعة مسيرته صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يؤازره في ذلك اخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، وما ان انطلقت مسيرة هذا الصرح حتى بدأ يحقق الإنجاز تلو الآخر إلى ان وصل إلى ما وصل إليه الآن من مكانة يشار إليها بالبنان من جميع الأوساط العلمية والأمنية على المستويين العربي والعالمي.. أما من حيث تثمين هذه الرعاية فقد ترجمها أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، ومعهم جميع القيادات الأمنية العربية من خلال تغيير مسمى المركز إلى أكاديمية تحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وبعدها تغير هذا المسمى إلى جامعة تعد الآن فريدة من نوعها على مستوى العالم. مواجهة التحديات ما هي الأدوار المستقبلية المؤملة للجامعة بعد هذا التغيير في تحقيق الأمن العربي بمفهومه الشامل كأول جامعة عربية أمنية نالت العضوية العلمية في عدد من الاتحادات الجامعية العربية والدولية؟ - لا شك ان الرؤية المستقبلية المحسوبة والمتزنة هي من أهم عوامل النجاح في المجال الأمني. والجامعة في عملها تنطلق من خلال أهداف حددها أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، منذ ان بدأت مسيرة مجلسهم الموقر وهذه الرؤية المستقبلية تقوم على برامج عمل لها طابعها الاستراتيجي الذي تراعي فيها الكثير من معطيات المستقبل بما يتمشى مع الأمن بمفهومه الشامل هناك الاستراتيجيات الأمنية المتعددة التي أقرها مجلس وزراء الداخلية العرب، وتقوم الجامعة بتنفيذ البرامج العلمية لهذه الاستراتيجيات وفق أسلوب علمي قائم على التخطيط والتنفيذ والتقييم والمتابعة فهناك الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب والاستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات والاستراتيجية العربية للتوعية الأمنية والاستراتيجية العربية للسلامة المرورية.. وكلها تمثل تحديثاً وتطويراً وتنمية لرجل الأمن العربي والنهوض بكفاءته ورفع مستواه وتزويده بالخبرات والمعارف اللازمة التي تمثل سلاحاً قوياً في مواجهته للتحديات التي تواجه الدول العربية. الدكتوراه ما هي الدرجات العلمية التي يمكن للجامعة ان تمنحها مستقبلاً؟ - ليس هناك درجة علمية أعلى من درجة الدكتوراه وهي درجة ستمنح خلال العام الدراسي الجديد لأول مرة وكما تعلمون فإن الدرجات العلمية كانت مقتصرة على منح درجتي الماجستير والدبلوم، وأود ان أؤكد هنا على أهمية التخصصات التي يلتحق بها رجال الأمن العرب في هذه الجامعة وهي تخصصات فريدة وحديثة ومسايرة للاحتياجات المستحدثة للعمل الأمني في العالم الذي نعاصره، إنها تخصصات تربط المعرفة بالتطبيق وهذا الربط يؤهل الدارس ويمكنه من التعامل مع كافة الأشكال المستحدثة للجريمة اليوم وفي المستقبل. والجامعة حريصة على ان تواصل تطوير المستوى العلمي لكلياتها ومراكزها معتمداً على عمق الدراسة وشمولية التجربة التي تقاس بمضمون المادة وتكامل المنهج وان ما تمنحه الجامعة من درجات علمية يحمل تجربة فريدة متكاملة تعكس المقياس الحقيقي لقيمة البرامج. أنماط جديدة من الجرائم ما هي أبرز المشروعات المستقبلية للجامعة وهل هناك نية لافتتاح معاهد وكليات أخرى؟ - أبرز المشروعات المستقبلية للجامعة يتمثل في تنفيذها للاستراتيجيات الأمنية العربية وتنفيذها لمختلف برامج العمل والخطط الأمنية العربية التي يقرها مجلس وزراء الداخلية العرب بيد ان هناك توجهات نضعها في الحسبان وندرك مستقبل التعامل مع الأحداث، هناك مثلاً تقدم علمي وتكنولوجي غير مسبوق، وهناك انفتاح إعلامي وثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.. وهذه التطورات أدت وستؤدي إلى ظهور أنماط جديدة من الجرائم التي لم تكن معروفة من قبل مثل جرائم الحاسب الآلي وجرائم الاتجار غير المشروع في الأعضاء البشرية وجرائم المخدرات وغسيل الأموال والاحتيال والتزوير والإرهاب والجريمة المنظمة إضافة إلى تطور أنماط الجريمة التقليدية التي عرفتها البشرية منذ القدم وهذا الأمر سيلقي على عاتق الجامعة مسؤوليات متزايدة في رفع مستوى إمكاناتها من خلال تنفيذها لمشروعاتها المتمثلة في برامج عملها إلى جانب استحداث الجامعة لمشروعات تواكب التطور حيث تم الارتقاء بقسم المختبرات الجنائية إلى علوم الأدلة الجنائية كما تم استحداث كلية اللغات والترجمة إضافة إلى إنشاء مركز للمعلومات والحاسب الآلي يرتبط بشبكة المعلومات حول العالم، وهناك دراسة لإنشاء عدد من المعاهد والكليات التي تلي احتياجات الأجهزة الأمنية في الدول العربية، أما من حيث افتتاح ومعاهد وكليات أخرى فذلك أمر غير وارد حالياً، وإنني أرى ان وجود هذه الجامعة له الكثير من المزايا والصفات التي تتميز بها الجامعة عن مثيلاتها سواء في الدول العربية أو خارجها ولعل أهم ميزة تكمن في أنها تمثل بيتاً واحداً يجمع كل رجال الأمن العرب تحت سقف واحد وفي ساحة واحدة وذلك يعتبر في حد ذاته توحيداً للأشقاء على مدار العام لم يسبق له مثيل. 370 إصداراً نأمل منكم القاء الضوء على جهود الجامعة في مجال نشر الثقافة الأمنية وإثراء المكتبة العربية للإصدارات المتخصصة في مجال العلوم الأمنية والاجتماعية؟ - الجامعة لها جهودها الواسعة في مجال نشر الثقافة الأمنية لديها ما يقرب (370) إصداراً تشكل مراجع أساسية للباحثين والدارسين وتزخر بها المكتبة الأمنية العربية والجامعة لها جهودها في التعريف بأهمية الكتاب الأمني من خلال تنظيم المعارض السنوية للكتاب الذي تشارك فيها المكتبات من مختلف أرجاء الوطن العربي إلى جانب المعارض الخاصة بإصدارات الجامعة التي تقام على هامش كل لقاء تنظمه الجامعة سواء في مقرها بالرياض أو في أي دولة عربية أخرى. خطورة الإرهاب ماذا عن جهود الجامعة في مجال مكافحة الإرهاب؟ - الجامعة كانت أول جهاز علمي أمني لفت الانتباه إلى خطورة الإرهاب والجامعة أول مؤسسة علمية أمنية تولي هذه المشكلة اهتماماً لم تصل إليه أية مؤسسات أخرى، فالجامعة نفذت ثمانين نشاطاً علمياً تمثلت في إقامة الدورات التدريبية والحلقات والندوات العلمية إلى جانب ما يقرب من عشرين دراسة علمية إلى جانب المعارض الأمنية التي زودتها الجامعة بأحدث المعدات ووسائل مكافحة الإرهاب والأهم من هذا كله المناقشات التي شهدتها كليات الدراسات العليا لعدد من طلابها والتي وصلت إلى أكثر من ثلاثين رسالة ماجستير وأود ان أشير أيضاً إلى جهود الجامعة على الصعيد الدولي في مكافحة هذه الآفة وهي جهود تمثلت في بناء جسور التعاون مع الدول المتقدمة مثل فرنسا وتشيك وتايوان والنمسا وإيطاليا وغيرها من الدول الضليعة في مكافحة الإرهاب حيث تزود الدارسون والمتدربون من رجال الأمن العرب بخبرات هذه الدول المتقدمة مما كان له الأثر الكبير في رفع مستويات المكافحة لدى رجال الأمن. وأشير أيضاً إلى ان الجامعة كانت أول مؤسسة أكاديمية تولي الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب بعدها الذي تستحق سواء من خلال التعريف بهذه الاتفاقية علمياً وإعلامياً والعمل أيضاً على تفعيلها تفعيلاً يرقى إلى مستوى الحدث حيث كان للإعلام الأمني في هذا الصدد دوره الفاعل. التفاهم والتعاون ما مدى التعاون بين الجامعة وكليات الشرطة والكليات المماثلة في الدول العربية، وهل هناك تعاون أكاديمي بينكم وبين الجامعة الدولية المماثلة؟ - الجامعة تفتح أبوابها على الدوام لجميع الكليات الشرطية في الوطن العربي تقدم لها ما تريد من استشارات وخبرات وتجارب ومهارات علاوة على استقبال الجامعة لمنسوبي هذه الكليات سواء في التعليم أو التدريب أو المشاركة في الأنشطة العلمية الأخرى فالتعاون أمر أساسي وحتمي أما على المستوى الدولي فالتعاون قطع أشواطاً بعيدة تمثلت في ترسيخ دعائم التعاون مع المؤسسات العلمية المماثلة وقد ترجم هذا التعاون من خلال مذكرات التفاهم التي وقعتها الجامعة مع أكثر من خمسة وسبعين جامعة ومؤسسة دولية إضافة إلى ان هذا التعاون قد ترجم من خلال اعتماد هيئة الأممالمتحدة بجامعة نايف العربية لتكون ضمن مراكزها البحثية الثلاثة عشر بحيث تغطي الجامعة منطقة الشرق الأوسط في برامج الوقاية من الجريمة، والجامعة تواصل مد جسور التعاون مع مختلف المؤسسات الأكاديمية في القارات الخمس. الأمن الشامل هل الالتحاق للدراسة بالجامعة متاح للأشخاص العاديين، وما هي التخصصات التي يمكنهم الالتحاق بها؟ - في الجامعة أربع تخصصات أساسية هي «العلوم الشرطية» و«العلوم الاجتماعية» و«العلوم الإدارية» والعدالة الجنائية» وتمنح الجامعة كما تعلمون درجات الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه وحيث ان الجامعة تتبنى مفهوماً جديداً هو الأمن بمفهومه الشامل فإنها تفتح المجال أمام الدارسين من مختلف الجهات في الدول العربية في التخصصات المذكورة شريطة ان تتحقق لدى المتقدم لدراسة واحدة من هذه التخصصات الشروط المطلوبة شأنها شأن المؤسسات الأكاديمية الأخرى. حرص القيادة ماذا تودون قوله في ختام هذا اللقاء؟ - أود أولاً ان أعبر عن شكر الجامعة وتقديرها لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي احتضنت منذ البداية هذا الصرح العربي الأمني الكبير وهذا الاحتضان يجسد فعلاً وحدة الدول العربية ويجسد أيضاً حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على مسيرة العمل العربي المشترك عاماً وعلى مسيرة العمل الأمني العربي المشترك على وجه الخصوص، فقد كان إنشاء هذا الصرح حلماً راود رجال الأمن العرب ورافق هذا الحلم أمنيات كبيرة عبر عنها القادة في مؤتمراتهم وحققت المملكة هذا الحلم وهذه التمنيات وواصل هذا الصرح مسيرته شامخاً ترعاه أيادي الخير العطاء فأوصلته إلى قمة المجد بفضل الله أولاً ثم بفضل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وأود ثانياً ان أعبر عن بالغ التقدير ل «الرياض» والوسائل الإعلامية في الدول العربية وخاصة وسائل الإعلام في المملكة التي أعطت لهذه الجامعة اهتماماتها سواء في تغطية أنشطتها العلمية على مختلف الأصعدة العربية والعالمية أو في إجراء التحقيقات والاستطلاعات الصحفية اللازمة عن هذه الجامعة وإنني آمل ان يكون هناك التفعيل الذي ننتظره بين مختلف الوسائل الإعلامية العربية والمؤسسات الأمنية حتى نصل بالإعلام الأمني الذي تتبناه الجامعة الآن إلى مبتغاه.