فيما يترقب العالم التزام الأطراف المتنازعة في سورية باتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين موسكووواشنطن الذي دخل حيز التنفيذ مساء أمس، ووسط توقعات بموافقة مجلس الأمن الدولي على القرار، بدت العاصمتان غير واثقتين من إمكان وقف الحرب التي دمرت سورية وسببت حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وفي أوروبا. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن الأيام القادمة ستكون "حاسمة" بالنسبة لسورية، محذرا نظام بشار الأسد وحليفته روسيا من أن العالم سيراقب بانتباه احترام تعهداتهما بشأن وقف القتال. وشدد أوباما إثر اجتماع لمجلس الأمن القومي الأميركي في واشنطن، على مسؤولية كل من دمشقوموسكو في هذه المرحلة الأولى من المساعي لإنهاء "الفوضى" في سورية، مشيرا إلى أن وقف المعارك "يشكل مرحلة ممكنة لإنهاء هذه الفوضى". وأضاف أن الجميع يعرف ما يجب أن يتم، وأن على كافة الأطراف أن تضع حدا للهجمات بما في ذلك الغارات الجوية، كما يجب إيصال المساعدة الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، لافتا إلى أن "كل ذلك سيكون في جانب كبير منه رهنا باحترام نظام الأسد وروسيا وحلفائهما لالتزاماتهم".
المعارضة تبدي التزامها أعلنت هيئة المفاوضات السورية أمس أن نحو 100 من جماعات المعارضة السورية المسلحة التي يحق لها المشاركة في وقف القتال أبدت استعدادها للالتزام به. وحذرت هيئة المفاوضات من استغلال النظام وحلفائه للهدنة تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وأكدت في بيان موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة، وتستمر لمدة أسبوعين، مشيرة إلى ضرورة استيفاء الملاحظات التي أبدتها على مسودة مشروع الهدنة التي تقدمت بها الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية. وجاءت هذه الموافقة عقب تفويض 97 فصيلاً من المعارضة، الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة، فيما قال رئيس الهيئة الدكتور رياض حجاب: "ملتزمون بالشفافية الكاملة تجاه الشعب السوري، ولسنا معنيين بأية صفقات خارجية تتم في منأى عنه، هدفنا من الهدنة هو إتاحة مجال تنفيذ البنود الإنسانية في قرار مجلس الأمن 2254، ولا بد أن تكون الالتزامات المفروضة في الهدنة متوازنة وشاملة وملزمة لجميع الأطراف، وأن تتم صياغتها بصورة واضحة ومحددة وفق آليات عمل لا يمكن الخلاف عليها مستقبلاً، وذلك من أجل ضمان نجاحها".
موسكو ترفض الخطة ب أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن أولئك الذين يشككون في الاتفاق بين موسكووواشنطن بشأن الهدنة في سورية، يدعون إلى الحرب وليس إلى السلام. وقال الوزير الروسي إنه "في نفس اليوم الذي تبنت فيه روسياوالولاياتالمتحدة المبادرة الخاصة بوقف إطلاق النار في سورية، بدأت أصوات من عواصم حلفاء أميركا ومن واشنطن نفسها بالتشكيك في قابلية هذا الاتفاق للحياة، معبرا عن رفضه لهذه الأصوات. من جهة أخرى أبدت موسكو غضبها بشأن ما تم تداوله حول "الخطة ب" التي أعدها العسكريون وأجهزة الاستخبارات الأمريكية كبديل لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية. واتهمت أوساط سياسية وعسكرية روسية الولاياتالمتحدة بإمكانية تقويض هذا الاتفاق، معربة عن أسفها لعدم التنسيق بين المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين في الولاياتالمتحدة. قتال ما قبل الهدنة قبل ساعات من تنفيذ الهدنة قالت تقارير إن ضربات جوية كثيفة أصابت مناطق تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق مع احتدام القتال في كثير من أنحاء غرب سورية. وأظهرت لقطات فيديو حملت على الإنترنت ما يعتقد أنه دخان كثيف وغبار يتصاعد من عدة مواقع استهدفتها الغارات في حي جوبر في دمشق ومدينة دوما. كما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن 26 غارة جوية على الأقل وقصف بالمدفعية استهدف مدينة دوما في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة دمشق. من ناحية ثانية، أفاد ناشطون سوريون بمقتل القيادي العسكري في ميليشيا حزب الله علي فياض في ريف حلب الجنوبي. وقالت تقارير إن فياض الملقب ب"علاء البوسنة" قتل في منطقة خناصر، في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وهو من بلدة أنصار في جنوبلبنان، ويعتبر من القياديين العسكريين البارزين في الحزب.