تناول الناقد الدكتور عالي القرشي في ورقته التي قدمها أمس في الجلسة الثانية من "ملتقى النص 14" "ملامح الخطاب الإبداعي والنقدي في مرحلة الثمانينات". حيث حلل تمازج لحظة الوجود الإنساني الفاعل ما بين قطبي التراث والمعاصرة قائلا: أدى الحرص على لحظة الفعل في الوجود الإنساني إلى التأكيد على وجوب الحذر من ذوبان الذات؛ فقد نشأ عبر سجال الخطابين التراثي والحداثي لحظة التقاء التقط فيها الحداثي حذر التقليدي والتراثي؛ ليؤكد له أن الحداثة تحقيق فاعل لحيوية التراث وتجدده، وهذا ما كان واضحا في طروحات الغذامي والسريحي التي يطرحانها ابتداء أو من خلال حوارهما مع المناوئين: الشيباني، المليباري، عبد الله إدريس. ويضيف: يتضح أن النزوع لتشكيلات جديدة، ورؤية جديدة للإنسان والعالم، كان يحدوه حوار عبر ملاحق ثقافية أسبقها "المربد" ثم "الجزيرة" ثم "عكاظ، ثم اقرأ، والأسماء المحركة لهذه الملاحق والمشرفة هي الأسماء المبدعة والناقدة: الدميني، العلي، السريحي، محمد جبر الحربي، عبد الله الصيخان، صالح الأشقر، وفي صحيفة الرياض سعد الحميدين، وكان السريحي والشنطي والبازعي يتعاقبون على القراءات الإبداعية للنصوص الحداثية في الأندية وفي الملاحق الثقافية. وكل هذا التفاعل يبرز حيوية التشكيل وفاعلية الحرية الإنسانية في نزوعها نحو التجدد ونحو تأويل جديد للعالم وإنتاج قراءة جديدة لهذا التأويل. وأذكر في هذا الصدد جماعة "منطق النص" التي تحدث عنها الغذامي وكان من أعضائها على ما أذكر إضافة له بوصفه رئيسا: سعيد السريحي، عثمان الصيني، عالي القرشي، عبده خال، عبد المحسن يوسف، قينان الغامدي، ومن النصوص التي اجتمعنا لدراستها؛ قصيدة لهاشم الجحدلي، وقصيدة فاطمة لعبد الله الصيخان. وقد أقامت الجماعة حفل تكريم توديعي للدكتور لطفي عبد البديع بعد انتهاء عقده مع جامعة أم القرى.