ينشط كثير من الرقاة في ممارسة النفث أثناء القراءة على الماء أو الزيت الذي يعطى لبعض المرضى، سواء في منازلهم أو بعض المساجد، إلا أن بعض من يمتهنون الرقية الشرعية هذه الأيام ينتجون نوعين من الرقية، أحدهما لا يعترف به الشرع وهو النفث الجماعي من قبل عدد من الرقاة على بعض الماء أو الزيت وبيعه وترويجه لأغراض مالية، أما الثاني فهو الرقية الجماعية لأكثر من شخص من قبل راق واحد. ينشط كثير من الرقاة في ممارسة النفث أثناء القراءة على الماء أو الزيت الذي يعطى لبعض المرضى، وهذا الأمر معروف لدى كثير منهم، سواء في منازلهم أو بعض المساجد، إلا أن بعض من يمتهنون الرقية الشرعية هذه الأيام ينتهجون نوعين من الرقية أحدهما لا يعترف به الشرع وهو النفث الجماعي من قبل عدد من الرقاة على بعض الماء أو الزيت وبيعه، ويروج له بغرض الكسب المادي، والثاني هو الرقية الجماعية لأكثر من شخص من قبل راق واحد. عدد من المشايخ أكدوا أن هناك رقاة تجاوزوا الأثر النبوي في مسألة الرقية الجماعية، وأن الأمر لم يرد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن المقصد منها هو التربح، من خلال التلاعب بمشاعر المرضى وطالبي العلاج السريع، خاصة أن سعر قنينة المياه أو الزيت المقروء عليه سعة 330 ملم تبلغ 10 ريالات.
تجاوز الحدود يؤكد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله سليمان المنيع ل"الوطن" أن ما يفعله بعض الرقاة تجاوز حده، وينبغي على الجهات المختصة أن تحدد الأمر وأن تمنع من ليس أهلا للرقية. وأضاف: "مع الأسف الشديد فإن الرقية الشرعية تجاوز الممتهنون لها حقهم في ذلك". وتابع: نجد أن مجموعة من هؤلاء الرقاة غير مؤهلين لأن يكونوا رقاة في الأصل، فالرقية ينبغي أن تكون من رجل تقي صالح عالم بالمقتضيات الشرعية وعالم بأسباب الانتفاع بها.
التداوي بالأثر أما الراقي الشرعي نائب مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالرياض الشيخ عبدالله أحمد النخيلان، فقال إنه لم يثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قرأ في الماء والزيت، ولكن فعلها بعض الصحابة والسلف الصالح، ولا بأس بالتداوي بها، ولكن الأصل في الرقية المباشرة والنفث مباشرة على جسم المريض، كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ووضع اليد على جسم المريض. وعن أخذ الأثر من الشخص العيان، أوضح النخيلان أنه من الأفضل أن يتوضأ به، مبينا أن ما يفعله البعض من أخذ التراب من أمام الأبواب أو عن طريق مقابض الأبواب منهي عنه والأولى تركه.
مشروعية النفث يذهب الراقي عبدالحفيظ المضحي المتتبع لكتب السيرة وسيرة الخلفاء الراشدين على مدى نصف قرن، إلى أن العين ذكرت في تاريخهم مرتين فقط. وأضاف: "بالنسبة للقراءة على الماء فكان ابن القيم -رحمة الله- يقرأ الفاتحة في الماء سبع مرات وينفث ثم يشرب، وما يخص زيت الزيتون فهناك آيات وأحاديث عن بركة زيت الزيتون". وأضاف: "سئل الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- عن مشروعية القراءة على الماء أو الزيت وما إذا كان يدهن به المريض أو أن يشربه، فرد بأنه لم يرد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وغاية ما سمع عن هذا أنه صلى الله عليه وسلم كان يبل إصبعه في ريقه ويمسح في الأرض ثم يقول (تربة أرضنا في ريقة بعضنا يشفى بها مريضنا بإذن ربنا)". من جانبه، أكد الأخصائي الاجتماعي ضيف الله راشد الزهراني أن ما يذهب إليه بعض الرقاة من أمور خارجة هو تلاعب بمشاعر وعقول المريض، فما إن تتحسن حالته حتى يعود إلى الانتكاس مجددا. وقال: "السبب يعود إلى إصرار أهل المريض واهتمامهم بصحة من يحبون". وأضاف أنه خلال عمله في المستشفى شاهد العديد من الحالات لمن وقعوا ضحايا للخداع والتدليس، خصوصا مرضى الأورام. ونصح الزهراني المرضى وذويهم بمراجعة الأطباء المختصين لتشخيص الأمراض التي يعانونها والخضوع للعلاج.